لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأحد، 22 مارس 2009

القُبلة القاتلة ...!

ينتابني الغيظ كلما شاهدت ذلك الإعلان التلفزيوني المتكرر الخاص بمستشفى سرطان الأطفال معدداً مناقبه –مناقب المستشفى بالطبع وليس السرطان –وداعيا للتبرع لهذا الصرح الطبى الضخم ..

أما الغيظ بل والقلق فهو بسبب هذا الكم الهائل من المشاهير من رجال دين وإعلام وفنانين ونجوم كرة القدم والذين يمطرون هؤلاء الأطفال المرضى بسيل من القبلات وهم لا يدرون ما ذا هم فاعلون !

إن مريض السرطان – لمن لا يعلم – يتلقى أشرس أنواع الأدوية الكيماوية والتي لا تقتل خلايا السرطان وحسب بل وتضعف جهاز المناعة إلى أقصى حد في جسد هذا المريض الضعيف فلا يتحمل كل هذا الكم الهائل من الفيروسات والميكروبات التي تحملها كل هذه القبلات والتي لا نشك لحظة في حسن نوايا ومشاعر أصحابها .. ولكن كما يقولون فإن من الحب ماقتل !

إنني أتعجب كيف لم يقم المشرفون على هذا المستشفى بتوعية هؤلاء الزوار حول مخاطر هذة القبلات على هؤلاء الأطفال الأبرياء .
ثم أنني أتعجب مرة أخرى كيف لا يشترط المسئولون عن المستشفى على الزوار أن يلبسوا قناعا على أنوفهم وأفواههم وغطاءا على أيديهم وأحذيتهم والتي تحمل كل ما تحتويه شوارع القاهرة مما تعلمون وما لا تعلمون قبل الدخول على هؤلاء الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة .

إن ذلك يُعد في معظم بلدان العالم ألف باء الممارسة الطبية فهل يفتقر المسئولون في المستشفى إلى هذة المعلومات أم أن الأمر لا يشكل لهم أية مشكلة .. إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم !

بالله عليكم أيها الزوار والمتبرعون .. جزاكم الله خيرا ولكن " بلاش بوس "
إرحموا هؤلاء الأبرياء من هذه القبلة القاتلة .

السبت، 7 مارس 2009

هل تحب أبناءك .. ؟

ربما بدا السؤال ساذجا فمن منا لا يحب أبناءه !

لكن قبل أن تتسرع في الحكم عليك أولا أن تعرف معني الحب ..
هل حب الأبناء يتحقق بالعاطفة فقط أم بالعقل وحده أم بكليهما ؟

هل تعامل أبناءك بقسوة مفرطة وتراقب تحركاتهم وأنفاسهم بدعوى الحرص عليهم والخوف من إنفلاتهم مقتدياً بما كان يعاملك به أبواك قبل سنين مضت فتكون النتيجة أن ينفلتوا وينحرفوا من وراءك بينما يبدون أمامك كالقديسين!
هل تعتبر ذلك حباً مهما كانت دوافعه ونواياه ؟

أم تعاملهم بلين مبالغ فيه وتدليل مفرط فتترك لهم الحبل على الغارب مبرراً ذلك بمفهوم خاطئ عن التربية الحديثة أو معوضاً فيهم قسوة تعرضت لها في طفولتك من أبيك فتكون معاملتك معهم ردود أفعال بدلا من أن تكون أفعالا ؟
هل تعتبر ذلك حباً مهما كانت دوافعه ونواياه ؟


هل الحب أن تنفق المال على تعليم متميز أم أن تضع لهم هذا المال في البنك ؟
هل الحب أن تكره جارك إذا لفت نظرك بأدب إلى سلوك سيئ إقترفه إبنك فتنحاز لإبنك وتتعامل مع الأمر بحساسية بدلا من أن تتحقق من الأمر ثم تكتشف بعد فوات الأوان أن "حبك" لإبنك قد جني عليه ؟
هل الحب أن ترفض شابا متديناً طموحا لكنه ميسور الحال تقدم لخطبة إبنتك وتفضل عليه آخراً فاحش الثراء متغاضيا عن عمره وأخلاقه معتقداً بذلك أنك " تؤمن مستقبلها " ثم تبكي بعد ذلك وتندم حين لا ينفع الندم ؟
هل تعتبر كل ذلك حباً مهما كانت دوافعه ونواياه ؟

والآن أليس من الأفضل أن نعيد صياغة السؤال :
فبدلاً من أن نسأل : هل تحب أبناءك ؟
فلنسأل : كيف تحب أبناءك ؟