سألني صاحبي ونحن نحتسي الشاي وعيوننا تطل على القاهرة بزحامها وضوضائها :
تُري كم عدد الشبعانين بين كل هؤلاء البشر ؟
قلت له : هذا يتوقف على تعريف "الشبعان "
قال في عصبية : من غير فلسفة أرجوك !
أجبته : لقد فرغت للتو من طعامك .. هل تعتبر نفسك من الشبعانين .. من فضلك فكر قبل أن تجيبني
- - - - - - - - - - - - - - - - - - - -
صمت قليلا ثم سرح في منظر الغروب قبل أن تختفي الشمس ويحل الظلام ولاحظت أن قسمات وجهه قد تبدلت أكثر من مرة قبل أن يجيبني : لا
قلت له : لا تهاجمني إذن
فالشبعان يا سيدي هو ليس فقط من إمتلأت بطنه بالطعام والشراب رغم أن ذلك أمر أساسي ..
إنما هو من إمتلأت عيناه فلم ينظر إلى ما بيد الآخرين
ومن إمتلأت نفسه فلم يتمن زوال نعمتهم
ومن إمتلأ قلبه بحب أسرته فعوضه ذلك عمن لم تملكه يداه
وهو من كان غنيا عن الشئ لا به
وهو – قبل ذلك وبعده – من إمتلأ قلبه بحب الله فقنع بما أعطاه وحمد وشكر
صدقني سيدي إن معظم من لا يشعرون بالشبع هم من أغنى الأغنياء إلا من رحم ربي وليسوا من الفقراءالذين يقنعون بالقليل
هؤلاء يا عزيزي لم يعد المال بالنسبة لهم وسيلة وإنما أصبح غاية فكانت النتيجة هي جري الوحوش ومحاولة ري أرض شديدة الملوحة لن ترتوي أبدا مهما كانت كمية المياه
إن الشبع يا صديقي هو نعمة بل هو جزء من نعمة كبرى وهي القناعة .
هناك 6 تعليقات:
القناعة كنز لا يفنى زى ما بيقولوا . جميلة التدوينة كالعادة يا دكتور
السلام عليكم
بارك الله فيك وكل عام وانت بخير
وهو – قبل ذلك وبعده – من إمتلأ قلبه بحب الله فقنع بما أعطاه وحمد وشكر
-----------------------------
صدقت وربي فمن امتلاء قلبه بحب الله رضى وسعد ...اسال الله لك الرضى والقبول في هذه الأيام المباركة ...عيد سعيد
كلام جميل ... دخل مزاجي بقوووووووة
و صياغة جميلة
إن كانت هذه هي الفلسفة ... فتفلسف كثيراً :)
إلى قطرة وفا
اشكرك على زيارتك وأرجو دوام التواصل
ثم شكرا على تعليقك المشجع
تحياتي
كلام جميل يا دكتور ^^ أهنيك بصراحة
إرسال تعليق