تأهب الشارع لإستقبال معالي الوزير الذي سوف يقوم بعد لحظات بإفتتاح المبنى الفخم الضخم والذي يُعد بحق صرحاً من صروح المعمار .
شاهد الحراس رجلا بسيطا من صعيد مصر الشامخ وإسمه عبد المولى وقد أسند ظهره إلى جدار المبنى يأخذ قسطا من الراحة فنهروه ودفعوه بعيدا عن المبنى ..
ذهب الرجل إلى حال سبيله وهو يتذكر الأيام العصيبة التى قضاها بعيدا عن زوجته وأبنائه متحملا شمس الصيف الحارقة وهو فوق السقالة مساهما مع زملائه في بناء هذا الصرح المعماري..
سنتان قضاهما عم عبد المولى فى عمل مُضنٍ والآن أصبح وجوده خطرا على هذا المبنى الذي تبلل بعرقه !
جلس الأستاذ عبد العال في منزله وأمامه كوب الشاي وورقة وقلما يشحذ زناد فكره حتى يكتب كلمة الترحيب التى سيلقيها مدير المبنى الجديد في حضرة معالى الوزير ..
وقضى المهندس أحمد شاكر ليال طويلة علي جهاز الكمبيوتر يُعد الإحصائيات والصور التي تتحدث عن إنجازات الوزارة في عهد معالي الوزير الزائر والتى سيقوم بعرضها مدير المبنى على سيادته ..
أما الأسطي حسن الكهربائي فقد وصل الليل بالنهار يجرب الإضاءة والميكرفونات حتى يخرج الحفل بلا أخطاء .
وساعة الإفتتاح لم تلتقط الكاميرات سوى صور معالي الوزير وسيادة المدير العام وأعضاء البرلمان عن الدائرة وكثير من المنتفعين ومُحبي الظهور .
لم يظهر في الصورة عم عبد المولى ولا الأستاذ عبد العال ولا المهندس أحمد شاكر ولا غيرهم من الجنود المجهولين .. !
وجه معالي الوزير الشكر كله لسيادة المير العام بعد أن تسلم منه درع الرحيب والتكريم المعتاد
تلك هي حياتنا الدنيا ..
ما أكثر الجنود المجهولين فيها !!
الثلاثاء، 7 أبريل 2009
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)