لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الجمعة، 21 مايو 2010

إياك أن تنسى ...

وأنطقت الدراهم بعد صمت
أناسا بعدما كانوا سكوتا
فماعطفوا على أحد بفضل
ولا عرفوا لمكرمة ثبوتا

إياك أن تنسى الفقير إذا إغتنيت ...
إياك أن تنسى المريض إذا أنعم الله عليك بالصحة والعافية ...
إياك أن تنسى من لايجد بيتا يأويه أو سقفا يستظل به إذا أكرمك الله بالسكن المريح ...
إياك أن تنسى راكب الأتوبيس محشورا في الزحام وأنت تقود سيارتك المكيفة تستمع إلى الأغاني ...
إياك أن تنسى أن الحياة لا تدوم على وتيرة واحدة ...
فما بين طرفة عين وإنتباهتها يغير الله من حال إلى حال
فغني اليوم قد يأتيه غدا مايفقده ماله
وصحيح البدن قد يقلب حياته رأسا على عقب فيروس شارد يبحث عن ضحية
والمستقر في حياته اليوم قد تتبدل أحواله غدا

إنها ليست دعوة لليأس أو الإكتئاب
لاوالله
بل إنها دعوة للتدبر والتفكر
حتى نشعر بفضل الله علينا فنشكره
وأن ندرك أن من وسائل شكر الله أن نشعر بآلام الآخرين فنساعدهم إن إستطعنا
أو نلتمس لهم العذر ونبتسم في وجوههم ونواسيهم على الأقل

وصدق الإمام الشافعي حين قال :
الدهر يومان ذا أمن وذا خطرُ
والعيش عيشان ذا صفو وذا كدرُ
أما ترى البحر تعلو فوقه جٍيفُ
وتتستقر بأقصى قاعه الدررُ
وفي السماء نجوم لا عداد لها
وليس يكسف إلا الشمس والقمرُ

الأحد، 16 مايو 2010

ويل لمن يقول كل ما يستطيع قوله

صاحب هذه المقولة "عنوان هذا البوست " هو فولتير ...
وهي تحذير لمن يتحدث فيفشي أسراره وأسرار الآخرين
فكم من بيت مستقر قد هدمه إفشاء أسراره ؟
وكم من خلاف بسيط بين زوجين كان يمكن إصلاحه لكنه تعقد بعد أن عرف الآخرون به فتدخلوا وليتهم ما فعلوا ؟
وكم من رجل إستغل إفشاء زميلته في العمل أسرار حياتها الزوجية ولعب على الوتر الحساس فكانت النتيجة كارثة على البيتين ؟

إن السر إذا خرج من قلب وفم إنسان لم يعد سرا...
يقول "الإمام الشافعي" :
إذا ضاق صدر المرأ عن سر نفسه
فصدر الذي يُستودع السر أضيق
ويدعونا الرسول العظيم عليه أفضل الصلاة والسلام أن نستعين على قضاء حوائجنا بالكتمان

نعم الكتمان ...
الكتمان الذي أصبح عملة نادرة بعد أن أصبحت أسرار الناس والبيوت - حتى في أدق تفاصيل الحياة الزوجية - مادة خصبة تلوكها الألسنة قتلا للفراغ أحيانا وشماتة في مصائب الآخرين في أحيان أخرى

نسوا الناس أوتناسوا أن تلك غيبة قد حرمها الله ...

عرفت كثيرا من الأصدقاء والزملاء كانوا كلما أقدموا على أي تخطيط لحياتهم نحو الأفضل تحطم هذا الطموح بسبب إحباط الآخرين لهم بصرف النظر عن "نية" مقدم النصيحة ودوافعه وأهوائه !

وعرفت نماذج أخرى ينطلقون في الحياة بخطى واثقة ناجحة لا يعرف أقرب الناس إليهم بنجاحهم إلا بعد أن يتحقق

أعرف بل أعلم علم اليقين أن الإنسان أحيانا ما يحتاج لمن يفضي إليه بهمومه
ويحتاج لمن هو أكثر منه خبرة ودراية ليسترشد برأيه ...
المهم هو ...
إختيار الشخص المناسب
والأهم هو عدم الدخول في تفاصيل التفاصيل

إن حفظ السر ليس أمرا سهلا عند الكثيرين
لكن ...
لنتذكر دائما أن خير الخصلتين أبغضهما إليك

من أقوال"جبران خليل جبران" :
تعلمت الصمت من الثرثار
والإجتهاد من الكسول
والتواضع من المتكبر
والغريب أني لا أقر بفضل هؤلاء المعلمين !

الأربعاء، 12 مايو 2010

في غرفة واحدة ...!!

أمسك "جون" بالكرة وأخذ يجري بها ثم توقف فجاة وقذف بها في الهواء فتطلعت إليها عيون باقي الصبية وإمتدت أياديهم كل يحاولالإمساك بها حتى سقطت على الأرض فألقى الصبية بأجسادهم عليهاحتى لحق بها"نيجاما" وأخذ يجري بالكرة والصبية من ورائه يحاولون اللحاق به...

وبعد ساعة من اللعب حل التعب بالأطفال فجلسوا جميعا وقد إستندت ظهورهم إلى جدران الغرفة التي جمعتهم وكانت غرفة فسيحة قد إحتوت على مجموعة متنوعة من مختلف الألعاب

ثم مالبث أن إسترد الصبية أنفاسهم حتى قاموا يستأنفون اللعب من جديد فجلس كل إثنين أو ثلاثة سويا وقد جمعتهم إحدى الألعاب فإنشغلوا بها وكانت تعبيرات وجوههم تتفاوت بين المرح والعبوس البرئ طبقا لنتيجة ألعابهم فمنهم من إنتصر على رفيقه ومنهم من إنهزم

وبعد أن فرغوا من ألعابهم إنصرفوا إلى غرفة أخرى جانبية تتوسطها مائدة كبيرة عليها صنوف مختلفة من الطعام والعصائر

جلس كل منهم بجوار الآخر يتناولون طعامهم وهم يتندرون ببعض المواقف المضحكة أثناء اللعب ويتحدى المهزوم فيهم المنتصر بمباراة أخرى بعد أن يفرغ من طعامه ...

وإستمر الأطفال الأبرياء في لهوهم ومرحهم ساعات وساعات لم تكن تسمع خلالها سوى جلبة اللعب وصياحهم وضحكاتهم البريئة...

وفجأة ...

سمعوا أصواتا كثيرة وضجة كبرى خارج الغرفة

ثم سمعوا وقع أقدام تقترب

وكان الأطفال كلما إقتربت الأصوات يتجمعون سويا وقد بدا عليهم الخوف حتى إنكمشوا ككتلة واحدة في ركن من أركان تلك الغرفة التي جمعتهم وقد تسمرت أعينهم على بابها يترقبون هذا القادم المجهول ...

وإنفتح باب الغرفة إثر ضرة قدم قوية ثم دخل رجل ضخم الجثة كثيف الشارب وقد غطت عيناه نظارة سوداء

أخذ الرجل يقلب عينيه بين الصبية القابعين بركن الغرفة يرتعدون خوفا ثم صاح فجأة : "ألفونس" ... هل أنت هنا وأنا أبحث عنك طوال هذا الوقت ؟! وبدأ "ألفونس" في النهوض ببطء وزملاؤه يرقبونه ثم إندفع نحو أبيه يقبله ويحتضنه

وما هي إلا لحظات حتى علت الأصوات وكثرت الضوضاء وإمتلأت الغرفة بأهالي أولئك الأطفال الذين جاءوا يبحثون عنهم حتى إكتمل عددهم ووقف كل أب وكل أم يتحدث إلى إبنه ويستفسر منه كيف جاء إلى ذلك المكان

وبينما كان الأطفال يودعون بعضهم بعضا كان الآباء والأمهات قد بدءوا يتعرفون على بعضهم البعض

ومع كل تعرف جديد بدأت تظهر اصوات ضجر وإستنكار مالبثت أن تحولت إلى صيحات إستهزاء وإنتهت في النهاية إلى تشابك بالأيدي

وإندفع الصبية من جديدإلى ركن الغرفة يشاهدون هؤلاء الذين قلبوا الغرفة رأسا على عقب !

بدأ الأطفال في البكاء وهم لاحول لهم ولا قوة حتى صاح أحدهم : هيا بنا نهرب ونبحث عن غرفة جديدة !

بقي أن يعرف القراء الأعزاء أن هؤلء الصبية هم :

"جون " من الولايات المتحدة الأمريكية - "ألفونس" من فنزويلا - "فلاديمير من روسيا - "إسماعيل من مصر - "بيتر" من بريطانيا -

"زياد" من فلسطين- "نوني" من كوريا الجنوبية - "راؤول" من حيفا - "حسين" من العراق - "نيجاما" من كوريا الشمالية - "أكبر" من إيران ...

أما كيف إجتمعوا في غرفة واحدة ... فقد كان ذلك أحد أحلام اليقظة التي تنتابني دائما ... حين أعجز عن تحقيق شئ !!!

الأربعاء، 5 مايو 2010

الأب الذي دمر .. ولده !!

لست هنا أقلل من مشاكل الناس ...

ولست أجلس في برج عاجي وأنتقد تصرفات اناس يعانون ...

ليس هذا طبعي أو تلك هي أخلاقي ...

ومهما كانت مشكلة أهالي "طوسون" مع محافظ الإسكندرية الذي نزع أراضيهم وبصرف النظر هل هو على حق أم لا فإن ذلك لا يبرر أبدا - على الأقل من وجهة نظري المتواضعة - ما رأيته بل ما صعقت لرؤيته

أب شاب من المتضررين حمل إبنه أمام عدسات برنامج "بلدنا بالمصري" الذي تبثه فضائية أون تي في وسأله :

- حتعمل إيه لو شفت عادل لبيب ؟

أجاب الطفل الذي لا يتجاوز عمره الثلاث سنوات دون أن يتلعثم :

- حأضربه بالنار

وعادل لبيب لمن لا يعلم أيها السادة وأيتها السيدات هو محافظ الإسكندرية

ما ذا تتوقعون من هذا الطفل " البرئ " بعد ذلك ؟

سيموت هذا الأب بعد حين وسيموت عادل لبيب أطال الله عمرهما فالموت علينا حق ...

لكن سيبقى في هذا الطفل مدى عمره شيئان :

بذرة كراهية

وأسلوب عنف في معالجة أي مشكلة في الحياة

ألم يفهم هذا الأب المندفع أن الزواج مسئولية وأن الأبوة رسالة ؟

ألا يعلم أنه يدمر إبنه ويصنع منه مجرما ؟

أعلمتم لماذا زادت الجرائم وتنوعت ؟

إن الطفل يولد كصفحة بيضاء ناصعة فإما أن يسطرها الأبوان بخطوط جميلة وألوان زاهية فيشب هذا الطفل سوي الشخصية حسن الخلق

أو يلوثها الأبوان بأفكار مشوشة أو مبادئ شريرة فلا يكون حصاد هذا الزرع إلا شرا

آلمني ما سمعت ورأيت بقدر ما آلمني السماح بنشره حتى يعم الخراب !!

مهما كانت حجة هذا الأب فهي واهية ...

ربما يسترد هذا الأب أرضه أولايستردها ...

لكنه بالتأكيد لن يسترد ولده !!!

الأحد، 2 مايو 2010

قانون الغاب !!

ربما يكون قد قتل هذة الأسرة اللبنانية ...

وربما لم يقتلهم ...

وحتي لو قتلهم ...

هل هو قتل مع سبق الإصرار والترصد يستحق الإعدام ؟

أم أن القاضي قد يراعي ظروفا تخول له تخفيف الحكم ؟

أليس من الممكن أن يكون مصابا بمرض نفسي خاصة بعد أن نشرت الصحف نشأته المضطربة بعيدا عن أمه وأبيه ؟

ثم لنفرض أنه يستحق الإعدام ... ألا يعلم هؤلاء الذين سحلوه ومثلوا بجثته أن للموت آدابا في كل الشرائع السماوية ؟

ألم يكن فيهم رجل رشيد يوقف هذه الهمجية بدلا من أن يرفع هانفه المحمول ويصور هذا العمل المشين ؟!

أليس فيهم إمرأة تصرخ فيهم بدلا من أن تطلق الزغاريد ؟!

هل ساد قانون الغاب حتي نسينا الدين والأخلاق وكرامة الإنسان حتى بعد الموت ؟!

هل غاب الأمن في بلد حتى تتم هذه المهزلة البشعة فلا يستطيعون منعها أو يقبضون على من فعلها ؟

هل هان الإنسان لهذة الدرجة ؟

اللهم إرفع مقتك وغضبك عنا يا أرحم الراحمين .