لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

بيع الصبا والحسن بالدينار ..!

كانوا ثلاثة ...

طفل في الرابعة

وأم لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون .. قد حباها الله قدرا كبيرا من الجمال

ورجل لا يقل عمره عن الستين أشيب الشعر

سألت الأم عن شكوى الطفل قبل أن أقوم بفحصه

لم يترك الرجل لنا فرصة فقد كان يجيب دون أن أسأله وكان حديثه يدل على مدى قلقه الزائد على الطفل المريض

إلتمست له العذر وقلت : لا تقلق .. أنا أعرف أن أعز من الولد ولد الولد "أي الحفيد "

يبدو أنني غلطت غلطة عمري

فقد توقف الرجل عن الكلام وإحمر وجهه وإنتفخت أوداجه وجال بعينيه الجاحظة بيني وبين أم الطفل قبل أن يقول :

أنا أبوه ولست جده

قالها بحزم وبوجه جاهم

قلت له : أنا آسف

سيطرت على الموقف بسرعة وإنتهى الأمر بهدوء .

تفكرت في الأمر وأنا عائد إلى المنزل

كيف يرضى رجل في عمره أن يتزوج فتاة تصغره بخمس وثلاثين عاما على الأقل حتى لو أن أهلها وافقوا تحت وطأة الفقر و الحاجة ؟!

كيف يقبل أن يحرم تلك الفتاة من شبابها وأنوثتها وحقوقها الطبيعية المشروعة ؟

هو جواز على سنة الله ورسوله نعم ..

ولكن هل يرضي عنه الله ورسوله ؟

تذكرت وقتها أبياتا لأمير الشعراء شوقي :

المال حلل غير كل محلل

حتى زواج الشيب بالأبكار

سحر القلوب فرب أم قلبها

من سحره حجر من الأحجار

دفعت بنيتها لأشأم مضجع

ورمت بها في غربة وأسار

ما زوجت تلك الفتاة وإنما

بيع الصبا واحسن بالدينار

الأحد، 27 ديسمبر 2009

فضيحة ... بعد الفاصل !!

يقسم الطبيب قبل أن يتخرج على ألا يفشي أسرار مرضاه ...

ويتعرض للعقوبة إذا خالف ذللك إلا إذا تنازل المتضرر عن حقه

خطر ذلك ببالي وأنا أشاهد مهزلة إعلامية على إحدى الفضائحيات – أقصد الفضائيات – بين إثنين من "كبار" المحامين أحدهما يجلس في الأستوديو والآخر عبر الهاتف

كان كل منهما وكيلا عن خصم الآخر ..

ترافع كل منهما عن موكله.... علنا

تلاسنا وفضح كل منهما موكل الآخر... علنا

وصل التلاسن إلى حد وصف موكلة أحدهما بالزنا.....علنا

وإتهم الثاني موكل الآخر بالسرقة ....علنا

قلت لنفسي :

لماذا تعاقبون الطبيب الذي يفشى أسرار مرضاه ولا تصدرون تشريعا يمنع تحويل الأستوديوهات إلى ساحات محاكم

لماذا لا يمنع النشر ‘ن أية قضية طالما كانت أمام المحاكم

لقد ركزت في عيني المذيع فوجدتها تلمع من الفرح وهو يعتقد أنه يحقق إنتصارا إعلا ميا وسبقا صحفيا .

لقد تخيلت صاحب هذه القناة في منزله وهو يتلقى تهاني المنافقين بالتليفون على هذا الإنتصار المدوي

لقد تصورت صاحب وكالة الإعلان وهو يحسب أرباحه من ‘رتفاع نسبة المشاهدة

أقول لهؤلاء جميعا : بؤسا لكم

لقد حققتم مالا وشهرة على حساب سمعة أناس قد يكونوا أبرياءا

لقد ضربتم بعرض الحائط كل معايير العمل الإعلامي كمذيعين ومعدين وأصحاب محطات

أما أنتم يا بعض المحامين فقد شوهتم مهنة البحث عن الحقوق وبحثتم عن المال والشهرة

هناك خيط رفيع بين الحرية والفوضى

وبين الشفافية وقلة الأدب.

اللهم إهدينا .

الخميس، 24 ديسمبر 2009

خمس دقائق ...

خمس دقائق وتنتهي المباراة ..

هكذا أعلن المعلق .

كان أحد الفريقين مهزوما بهدف للا شئ

تخيلت كيف يشعر لاعبو الفريقين في هذه الدقائق المتبقية ..

الفريق الفائز يشعر أنها خمس ساعات

أما المهزوم فيشعر أنها تمر بسرعة البرق

إنها نفس الدقائق الخمسة

لكن الإحساس بها مختلف !

هكذا حياتنا ... كل شئ فيها نسبي

ما تراه أنت بطيئا قد يراه الآخر سريعا

وما تراه جميلا قد يراه الآخرون قبيحا

وما تراه أنت إلتزاما قد يراه البعض تزمتا

ما تراه فيلما شيقا قد يراه الآخرون مملا

ما تحسبه أنت شعرا جميلا قد يعتبره الآخر كلاما ركيكا

والشخص الناجح هو الذي ينظر إلى الأشياء بعينيه وبعيون الآخرين.

ليس عيبا أن نختلف ..

لكن العيب أن نصنف الناس تصنيفا سيئا فقط لأنهم يختلفون معنا

قديما قالوا : الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..

أما الآن فإنه يدمر الود .. هذا لو كان هناك أصلا ود !

لم تتعلم أجيالنا الحديثة ثقافة الإختلاف

ومن يعلمها ؟

الأب الذي يضرب زوجته إذا إختلفت معه في الرأي ؟!

أم المدرس الذي ينهر تلميذه ويضطهده إذا ناقشه في أمر لم يقتنع به ؟

مر كل هذا بخاطري وأنا أشاهد الخمس دقائق الأخيرة من تلك المباراة .

بالمناسبة.. إنتهت المباراة بالتعادل

السبت، 12 ديسمبر 2009

آه لو نتعلم ...

لم يقل ...

أغناكم أو أفقركم

كبيركم أو صغيركم

ذكركم أو أنثاكم

أبيضكم أو أسودكم

سيدكم أو خادمكم

مصريكم أو جزائريكم

أهلاويكم أو زملكاويكم

مديركم أو فراشكم

مليونيريكم أو جامع قمامتكم

مهندسكم أو عاملكم

طبيبكم أو ممرضكم

مالك بيتكم أو بوابكم

وإنما قال سبحانه وتعالى :

إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

متى نتعلم ..؟!

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

ومازال مسلسل القبلات .. مستمرا !!

ألهذه الدرجة لا نستطيع التنازل عن عادة من العادات حتى في أحلك الظروف ؟!



هل أصبحنا عبيدا لعادات متأصلة الجذور حتى لو أحاط بنا الخطر ؟!



زادت أعداد المصابين بإنفلونزا الخنازير وإرتفعت بالتبعية أعداد الوفيات .. وتحور الفيروس في بعض البلدان كالنرويج .. وظهرت حالات مقاومة للتاميفلو



كل هذا ومازال مسلسل القبلات مستمرا !


كل هذا والناس لا تكتفي بقبلة أو إثنتين وإنما أربعة كما شاهدت في المطار قبل وقت ليس ببعيد !



هل هي غفلة ؟


هل هو عناد ؟


أم هو إنفصال تام عما يحدث حولنا ؟



أقول هذا وقلبي يعتصره الألم على هؤلاء الذين يتساقطون يوميا بعد أن إفترسهم المرض



أقول هذا وأنا أتعامل يوميا مع ضحايا المرض من الأطفال الأبرياء وكثير منهم كانوا ضحايا هذه القبلات .



لست من السذاجة أو السطحية أن أقول أن مسلسل البوس هو السبب الوحيد للعدوى ..


لكنه بالتأكيد الشئ الوحيد الذي نستطيع تجنبه ..



فالمدارس لن نستطيع إغلاقها إلى مالا نهاية فالمرض ليس محدد بمدة



والناس لن تتوقف عن العمل فهذا رزقها



وكمية التطعيمات التي وصلت لا تكفي حتى واحد في المائة من السكان



فماذا يفعل الناس ؟


ليس في أيدينا سوى أن نتجنب الأماكن المزدحمة غير الضرورية كالسينما والمسرح والمقاهي ونوادي الإنترنت ولو إلى حين



فلنتزه في الأماكن المكشوفة


ولنتوقف عن مسلسل القبلات


فقط .. لنعقلها ونتوكل

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

قال الخنزير للحمار..!!

سمع أصواتا في ظلمة الليل فإرتعدت فرائصه ..
كيف لا وهو الذي عاش طوال عمره مسالما صابرا لم يأذ أحدا بل تحمل أذي بني البشر وسبابهم وضربهم ووصفهم له بأنه رمز الغباء رغم طاعته العمياء لهم ورغم ما ينوء بحمله ظهره المسكين من أثقال ..

نظر خارج الباب فوجد بقرة ضخمة وخنزيرا ..
سمع صوتا رقيقا فأمعن النظر رغم ظلمة الليل فتبين له أنها دجاجة قد توارت بحجمها الضئيل خلفهما ..

قالت البقرة للحمار :
جئناك عاتبين عليك
قال : ماذا فعلت ؟!
قالت: تلك هي المشكلة .. أنك لا تفعل شيئا
قال: لم أفهم
قالت: حين تمادى بنو البشر في إيذائنا قررنا أن ننتقم منهم
قال: مازلت لا أفهم
قالت : ألم تسمع عن جنون البقر الذي أرهب العالم وأرعبه منذ سنوات ؟
لقد كان ذلك ردة فعلنا على مافعله الإنسان بنا ... إنهم يذبحوننا بلا رحمة وبلا ذنب إرتكبناه وبلا محاكمة ..
وقبل ذبحننا يأخذون حليبنا ويربطون أعينا لندور في الساقية طوال اليوم بلا ساعات عمل محددة أو أوفرتايم أو أجازات ..
حتى إعلانات الأجبان .. يصوروننا ويكسبون المليارات من ورائنا ثم يذبحوننا ويقيمون الولائم على حساب حياتنا وكرامتنا ..
قررنا الإتحاد مع بعض الجراثيم حتى إنتقمنا منهم وأصبنا بعضهم بجنون البقر ..
أما أنت أيها الحمار فلم تفعل شيئا !

نهق الحمار نهقة بسيطة ونظر إلى الدجاجة وسألها :
وأنت .. لماذا أتيتي في ظلمة الليل ؟ وأين الديك ؟
قالت:لم يعد هناك ديوكا شجعان بين الدجاج .. تماما مثل البشر !
سألها : ما قصتك ؟
قالت :لقد تعرضنا لأسوأ معاملة من بنى البشر ..
إنهم يبيعوننا ونحن كتاكيت أبرياء ولا يرحمون حتى طفولتنا البريئة ثم يحبسوننا في أقفاص خانقة مزدحمة حتى يذبحوننا فيأكلون ويمرحون ..حتى عظامنا بعد الأكل يلقون بها للقطط الضالة ..
قررنا الإنتقام وإتحدنا مع أحد الفيروسات الشاردة وصنعنا سويا إنفلونزا الطيور فأصبنا البشر بالرعب وقتلنا منهم الكثير .

تحرك الخنزير حتى صار في مقدمتهم وقال للحمار :
أما أنا فلقد حصدت منهم الآلاف ولا أزال بعد أن عذبونا وتركونا نأكل قمامتهم ثم قتلونا بلا رحمة .. فإتحدنا مع أحد الفيروسات الضالة – وكان يبحث عن عمل – وصنعنا سويا إنفلونزا الخنازير التي زلزلت الأرض تحت أقدامهم .

نظر الحمار مليا إليهم بعد أن تثاءب ثم قال :
وماذا تظنوني فاعلا ؟

قالوا : فكر في الأمر وإتحد معنا ..
قال بإستغراب : أفكر ؟؟!!

قالوا: وماالغرابة في ذلك ؟
قال : ألا تعلمون أنني إذا فكرت .. فلن أكون حمارا !!

السبت، 5 ديسمبر 2009

في عالم يصعب تغييره ...

هل تريد أن ترى الشوارع خالية ؟
هل تريد أن تستنشق هواءا لم يلوثه عادم السيارات بعد ؟
هل تريد أن ترحم أذنيك من هذا الضجيج الذي يصنعه مزيج من أصوات السيارات وأبواقها والباعة الجائلين وبائعي أنابيب الغاز وهم يصدرون هذاالصوت الفريد الذي لا يوجد في أي بلد آخر ؟
هل تريد أن تصل إلى عملك بسرعة دونما إختناقات مرورية ؟
هل تريد أن تجد مكانا لإيقاف سيارتك دون أن يكون ذلك حلما ؟

إذا أرت ذلك كله فلا تذهب إلى المدينة الفاضلة فلم تعد هناك مدنا فاضلة ..

إذا أرت ذلك كله فقط إفعل شيئا واحدا :
إستيقظ مبكرا ..

هذا ما إستطعت تطبيقه على نفسي ..
ففي عالم يصعب تغييره حاولت أن أصنع عالمي الخاص .

وقد يقول قائل :
وماذا عن طريق العودة وقد إزدحمت الشوارع وتلوث الهواء وإزداد الضجيج ؟!

لهؤلاء أقول :
لو إستطعت أن ترحم نفسك من نصف المعاناة اليومية فقد حققت نجاحا ..

فقط .. إستيقظ مبكرا .

الأحد، 29 نوفمبر 2009

نظرة .. إلى المجهول !!

في أحد المطارات العربية رأيتهن ..
كُنّ مجموعة من النسوة أتين من جنوب شرق آسيا .
رأيتهن وقد إصطففن في طابور طويل بعد خروجهن من صالة الجوازات ..
جمع أحد الأشخاص جوازات سفرهن تمهيدا لنقلهن إلى مكتب الخدمة المنزلية قبل أن يتم توزيعهن على المنازل التي طلبتهن .

تأملتهن فوجدتهن وقد إختلفن في ألوان الملابس والحقائب ..
لكن شيئا واحدا كان مشتركا بينهن .. نظرة العينين وتعبير الوجه!

كانت نظرة الوجه تدل على حالة من المشاعر الداخلية صنعتها أسئلة في داخل كل منهن ..

تخيلتهن يسألن أنفسهن :
لماذا تركت وطني وأتيت إلى بلد لا أعرف فيه أحدا؟
تُرى هل سأتحمل البعد عن أبنائى ؟
هل توقف ابنائي عن البكاء بعد سفري أم مازالوا يبكون ؟
هل ستتحمل أمي المريضة أعباءهم ؟
هل سيكون حظي في سيدة منزل طيبة تراعي ربها أو تكون قاسية تسومني سوء العذاب ؟
هل سيكون رب المنزل رجلا فاضلا أم سيحاول مضايقتي أو ما هو أبعد ؟
هل سيرحمونني إذا مرضت ؟

أسئلة كثيرة كانت إجاباتها أو ربما عدم معرفة إجاباتها هي ما صنعت هذه الوجوه الجامدة بلا تعبير ونظرة العين التي فقدت بريقها ومسحة الحزن الدفين التي حولتها من نظرة إلى المستقبل إلى نظرة إلى المجهول ..!

ربما كنت مخطئا
لكن هذا ما شعرت به وأنا أشاهد هؤلاء النسوة .

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

أزمة مباراة .. أم أزمة جيل ؟!

حين كنا أطفالا كان من بين الأغاني الوطنبة الشهيرة أغنية تقول مقدمتها :
أمجاد يا عرب أمجاد
وفي عصرنا الحالي يمكن أن نصف الوضع العربي الحالي بتغيير هذه المقدمة إلى :
أحقاد يا عرب أحقاد

صدقوني ...
الموضوع ليست مباراة في كرةالقدم وما تبعها من سلوك مشين من قبل المشجعين الجزائريين ।

الأزمة الحقيقية هي أزمة جيل لا يعرف فن الإختلاف
لا يعرف كيف ينحاز لبلده دون أن يكره الآخر
أزمة جيل إبتلاه الله بإعلام سئ متمثلا في فضائيات أو فضائحيات يديرها هواة يتكسبون الملايين من هذه الإثارة وضعوا النار فوق البنزين فلما تأججأت النيران جلسوا يتباكون في حب الوطن .. والوطن منهم برئ .

الأزمة الحقيقية هي أزمة كراهية بين العرب مهما حاولنا إخفاءها بشعارات لم تعد تخدع أحدا ككلمات العروبة والأشقاء
الأزمة الحقيقية هي أننا تركنا ديننا السمح وعدنا إلى أيام الجاهلية الأولى حيث التفاخر بالأنساب والتنابز بالألقاب .. فقط إستبدلنا أماكن الهجاء في الصحراء بمواقع الإنترنت
لكن العقول لم تتغير عبر السنين

الأزمة الحقيقية أننا فقدنا القدوة :
في الأب الواعي غير المتعصب
في الأم المتفرغة لأبنائها
في المدرس المحترم
في المذيع المحترف
في إعلام يبني ولا يهدم
يوحد ولا يفرق

إنها أزمة جيل
لا أزمة مباراة !
























الاثنين، 23 نوفمبر 2009

متى نفيق... ؟!

حزنت وملأ الغيظ قلبي ..
شأني في ذلك شأن ملايين المصريين ..
فما حدث بعد مباراة الجزائر كان أكثر مما توقعناه
توقعنا شغبا وليس شروعا في قتل
توقعنا تعصبا وليس كراهية
توقعنا سبابا فإذا بهم يرموننا بالكفر

على كل حال فقد سقط القناع
لقد ظهروا على حقيقتهم
هؤلاء الذين يصفوننا بالكفر قتلوا وشردوا أكثر من سبعمائة ألف جزائري معظمهم من النساء والأطفال خلال فترة التسعينيات
هؤلاء الذين تتعجبون فعلتهم حرقوا السيارات وعاثوا في الأرض فسادا في فرنسا التي إحتضنتهم قبل سنين قليلة

كيف لم تتوقع أجهزتنا الأمنية كل ذلك ؟
كيف لم يتوقع الإعلاميون المحدثون ذلك فأثاروا المجرم حتى أصبح قاتلا ؟
ألم يقل أحدهم – بل أفشلهم – بعد فوزنا على رواندا : ربنا ينكد عليكم ياجزائريين ؟

ألم نفقد مصداقيتنا أمام العالم وأمام الفيفا حين أنكرنا حادث القاء الطوب على حافلتهم في القاهرة ثم عدنا واعترفنا ؟

جميل كل هذا الإهتمام الشعبي وهذة الثورة العارمة من أجل كرامة المصريين ..
ولكن ألم نكن نشاهد مباريات كأس الأمم في نفس اليوم الذي غرق فيه 1300 مصري في العبارة المشئومة ؟
لماذا لم نشهد هذه الإنتفاضة يومها ؟
ولماذا لم نشهدها يوم إحترق 3000 مصري في قطار الصعيد ؟
أم أنهم ليسوا مصريين ؟!

متى نفيق ؟!

الخميس، 19 نوفمبر 2009

الكل تساوى في حبها

تحولت مصر إلى إستاد كبير ..
لم يضم فى جنباته ثمانين ألفا ..
بل إحتوى ثمانين مليونا .

تساوى في حب مصر الجميع
الطفل الصغير والشيخ الكبير
الرجل والمرأة
ساكن العشوائيات وساكن القصور
العامل البسيط ورئيس مجلس الإدارة
جامع القمامة والملياردير
حتى أصحاب الفضائيات المتخاصمة جلسوا سويا

نسى الجميع أو تناسوا طوابير الخبز
وانفلونزا الخنازير
والسحابة السوداء
وعشوائية المرور
والقمامة في الشوارع
والفقر والغلاء
والأزمة المالية العالمية

لم يفعل الناس شيئا سوى حب مصر
عبروا عنه بكل الوسائل
بالهتاف
بالفرحة
بالقلق
بالدموع

ولكن ..! ولكن ..!
ألا نستطيع نحن العرب أن نفرح دون أن يؤذي بعضنا بعضا ؟
ألا تتوقف هذه الفضائيات والصحف الصفراء المسمومة في كلا البلدين عن إشعال الفتنة ؟
متى نفهم أنها مباراة في كرة القدم وليست حربا بين بلدين ؟
لماذا كل هذا الشحن الإعلامي غير المسبوق ؟

ألم تحتفل هذه الفضائيات بالنصر قبل المباراة وكأنه آت لا محالة وحين لم يأت كانت الصدمة بحجم التوقع ؟!

جميل أن نصل إلى كأس العالم ..
والأجمل أن نهتم بسلوكنااليومي
في عطائنا في عملنا
في إحترامنا للقوانين
في عدم السير عكس الإتجاه
في عدم إلقاء القمامة في الشوارع

الأجمل أن نفهم أن حب مصر الحقيقى ليس في الاستاد فقط ..

ورغم كل شئ ...
فيا أيتها المصر الغالية ..
هنيئا لك هذا الحب الجارف
وليذهب كأس العالم
وتبقي أنت مصر الحبيبة .

السبت، 7 نوفمبر 2009

كبدها ... لفلذة كبدها .

خبر صغير نشرته الصحف قبل أيام ..
الخبر قليل في كلماته لكنه كبير في معناه

أم صينية تبلغ من العمر 55 عاما .. أصيب ابنها البالغ من العمر 19 عاما بمرض مزمن في الكبد دمر خلاياه .
ليس له من علاج سوى زراعة كبد
وليس له من متبرع سواها

لكن الأطباء إكتشفوا وجود كميات كبيرة من الدهون في كبدها
قالوا لها يجب تخفيف وزنك والتخلص من هذه الدهون

ماذا فعلت الأم من أجل ولدها ؟
لقد مشيت الأم حوالي ألفي كيلومتر أي حوالي 10 كيلومترات يوميا لمدة 6 شهور فضلا عن حرمان نفسها من الطعام سوى الخضروات حتى فقدت من الوزن ما جعلها مؤهلة للتبرع بجزء من كبدها لفلذة كبدها .

تمت العملية التي إستغرقت 14 ساعة بنجاح في أحد المستشفيات الصينية .

هل هناك عطاء كعطاء الأم ؟
بل هل هناك قوة أقوى من عاطفة الأمومة ؟

إنها عبرة لكل إبن وكل إبنة ..
هذه هي الأم فلتعرفوا قدرها
فوالله لا يعرف قدرها إلا من فقدها .

الخميس، 5 نوفمبر 2009

طاعة .. أم خوف ؟!

أيهما تفضل ؟
أن يخاف منك أبناؤك فينفذوا ما تقول دون مناقشة ..
أو أن يحترمك أبناؤك فيقتنعوا بما تطلب منهم قبل أن ينفذوه ؟

للأسف الشديد ينشأ معظم الأطفال في المنازل والمدارس ثم الشباب والفتيات في الجامعات على الخوف من الأب والأم والمدرس والمدرسة ثم من الأستاذ الجامعي بعد ذلك .

لا يوجد حوار حقيقي يؤدي إلى الإقناع إلا فيما ندر .
لماذا ؟
لأن فاقد الشئ لا يعطيه ..
لقد نشأ أباؤهم ومدرسوهم على نفس الخوف !

فماذا كانت النتيجة ؟

- تنازل عن الحقوق حين يكبر هؤلاء الشباب والفتيات ويبدأون حياتهم العملية فلا يستطيعون مناقشة رئيسهم في العمل حين يشعرون بالظلم .
- نفاق .. فالخوف يؤدي إلى النفاق من أجل الحصول على الحقوق عملا بالمثل الشائع سئ الذكر " الإيد اللي ما تقدرش تعضها بوسها "
- فقدان المنطق في حياتنا وسلوكياتنا فالإقناع ليس موجودا
- إحساس بالظلم يؤدي بالتبعية إلى ظلم الآخرين
- اللجوء إلى المحسوبية والواسطة للحصول على الحقوق
- فقدان الثقة بالنفس فكيف لخائف أن يتحمل مسئولية

متى نفرق بين الطاعة والخوف ؟
وبين الإحترام والخنوع ؟

هل مازلنا نفرح إذا خاف أبناؤنا منا ؟
ألا نساهم في إنشاء جيل ومجتمع خائف ؟

صدقوني .. الإصلاح يبدأ من الطفولة ..

الخميس، 29 أكتوبر 2009

التوائم الثلاثة ... وأنا !

ثلاثة توائم من الذكور أتوا إلي بصحبة والدتهم ...
ثلاثتهم يبلغون من العمر سنتين
وثلاثتهم يعانون من الربو الشعبي .

أولهم ما أن وضعته أمه على سرير الفحص حتى إنفجر في بكاء مستمر
وثانيهم إبتسمت له فإبتسم وضحكت فضحك
أما الثالث فلم يضحك ولا إبتسم لكن عيناه لم تفارق عيناي دون أن ترتسم على وجهه الصغير أية تعابير .

بعد أن ذهبوا تخيلتهم حين يكبرون ..
الأول الباكى تخيلته رجلا كثير الشكوى من كل شئ عابس الوجه في بيته سريع الانفعال..
والثاني صاحب الضحكات رجلا منبسط الاسارير مقبل على الحياة متفائل ومحبوب من اصدقائه
وثالثهم تخبلته رجلا بخيل المشاعر شكاكا ونادر الاصدقاء

ما ذكرته بالطبع لا يستند الى اساس علمي ولكنه مجرد احساس ..

ثم تسائلت بيني وبين نفسي ..
كيف تختلف ردود أ فعال ثلاثة توائم أتو من رحم واحد تجاه نفس الموقف بين بكاء وضحك ونظرة ترقب ؟
لماذا إذا نطلب من الغرباء أن يكونوا مثلنا ولا نتقبل إختلافهم عنا في المشاعر والافكار ؟

ثم عدت وسألت نفسي ..
أليس من الممكن أن أكون مخطئا ؟
من أدراني فقد يكون هذا الطفل عابس الوجه الآن أطيب إخوانه وأكثرهم شهامة حين بكبر ..
وقد تخفي إبتسامة هذا الضاحك خداعا ومراوغة حين يصبر رجلا ..
وقد تتحول نظرة الترقب في ثالثهم إلى نظرة تأمل وبصيرة تجعله من أنجح الناس ..
الله أعلم ..

كانت هذه قصتي مع التوائم الثلاثة .

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

حديث .. معها

سألتني : كيف أصبحت اليوم
- الحمد لله .. يعني .. متوسط المزاج

قالت : ولكنه يوم جديد في حياتك
- ليس مهما ان نضيف اياما الى حياتنا .. الاهم ان نضيف حياة الى ايامنا

سألت : هل أنت سعيد
- ليس كل الوقت .. لكنني احاول ان اكون سعيدا

قالت : كيف وكل ماحولك يبعث على الاكتئاب
- ان كل ما حولنا سلاح ذو حدين

كيف .. سألتني
- اذا رأيت جائعا فقيرا فإنك ستشعر بالحزن والكآبة

قالت : الم أقل لك ؟
- لا تتسرعي .. إن هذا الشخص الفقير يمكن أن يكون مصدر سعادة لك

قالت : حيرتني
- لا تحتاري .. لو فكرتى ان هذا الشخص لا يملك قوت يومه لحمدت الله على ما أنت فيه فتشعربن بالرضا .. ثم إذا قمتي بمساعدته شعرت حينئذ بالسعادة

سألت : ومن أين لي أن آتي بهذة القوة والعقل
- من الحديث الشريف " من بات آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا وما فيها "


عفوا ... كنت أتحدث إلى نفسي !

الجمعة، 16 أكتوبر 2009

إنفلونزا الخنازير .. ليس تهويلا ولا تهوينا

تعامات – كطبيب – مع عشرات الحالات التي ثبتت إصابتها بإنفلونزا H1 N1والمعروفة بين الناس بإنفلونزا الخنازير .
وأستطيع أن أسرد تجربتي المتواضعة مع إثنتين وأربعين حالة – حتى الآن – شاهدتها وشاركت في علاجها ..

إن صعوبة هذا المرض بالنسبة لأي طبيب هو في تشابه أعراضه مع نزلات البرد والأنفلونزا العادية وبالتالي فإن تحديد من يستحق العلاج أو التحليل هو أمر محير خاصة مع زيادة حالات الأنفلونزا العادية هذه الأيام .

وأستطيع أن أذكر لكل من يقرأ ما أكتبه تجربتي التي قد تفيد ...

- في جميع الحالت التي رأيتها – بلا إستثناء – كان هناك إرتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة
- الكحة الشديدة – خاصة الكحة الجافة – وآلام الحلق في معظم الحالات
- الصداع وألم العضلات في معظم وليس كل الحالات
- الرشح ليس سمة أساسية وإنما ظهرت في حالتين او ثلاثة
- جميع الحالات التي تعاملت معها – وكلهم أطفال – تم شفاؤهم بحمد الله
- بعض الحالات – حالتين لزميلين – تم شفاؤهما دون علاج بعد أن رفضا أخذ العلاج لأسباب مرضية خاصة بهما
- جميع الحالات السابق ذكرها لم تحتج لعناية مركزة بإستثناء طفلة واحدة وهي تعاني في الأساس من مرض مزمن في الصدر وتم بحمد الله شفاؤها

أرت أن أقول – ومن واقع التجربة الشخصية –أن هذا المرض يمكن السيطرة عليه بسهولة وليس بهذا الرعب ..

ليس هذا تهوينا او تهويلا وإنما هي الحقيقة التي تثبتها أيضا نسبة الوفيات القليلة مقارنة بأمراض أخري منتسرة بيننا ولا تحظى بهذة الضجة .

هل أرسل أبنائي إلى المدرسة ؟ سؤال شائع هذه الأيام ..
نعم أرسلوه إلى المدرسة فهي ضرورة
لكن لا ترسلوه الى السينما والمسرح والزيارات والتجمعات الغير ضروية ولو الي حين
وبدلا من ان تحرموه من الدراسة ارحموه من قبلاتكم

كلمة أخيرة ...
بلاش بوس .

الاثنين، 12 أكتوبر 2009

القمامة .. هل هي في الشوارع فقط ؟!

هل هو أدب .. أم قلة أدب ؟!
ليس المقصود بالأدب هنا مجموعة الصفات التي لو إجتمعت في شخص ما وصفه الآخرون بالمؤدب أو المهذب ..
لكنني أقصد الأدب المكتوب سواء كان مقالا أو قصة أو كتابا .

لقد كثرت في السنوات الأخيرة أعداد الكتب التي تملأ المكتبات حتي أصبح من الصعب حصرها وأصبح الكثير من هذه المؤلفات يتم طبعه أكثر من طبعة ..

ظاهر هذا الأمر قد يبدو أنه علامة جيدةعلى إزدهار الثقافة في بلادنا ..
غير أن حقيقته غير ذلك ..
إن هذة الكثرة – للأسف الشديد – جاءت علي حساب المحتوي والنوعية
وهذا الكم جاء على حساب الكيف .

فما بين لغة ركيكة وضحالة فكر وعشوائية وعدم موضوعية إلى ألفاظ لست أدري كيف يجرؤ كاتبها علي أن يضعها في كتاب وهو يعلم – إن كان يعلم – أن هذا الكتاب وتلك الألفاظ يمكن أن تقرأها فتاة أو سيدة أو حتى رجل


هل مات الخجل حتى نذكر المرأة اللعوب باللفظ الذي يصفها به السوقة والبلطجية في الحواري ؟
هل إنتهى الحياء حتى نصف الرجل الشاذ فى كتبنا بنفس اللفظ الذي يسب رعاع القوم بعضهم البعض به على المقاهي وفي الشوارع ؟

أين حمرة الخجل ؟!
ثم أليس الناشر مسؤولا هو الآخر عن هذة الجربمة الأخلاقية ؟

صدقوني ..
القمامة ليست في الشوارع فقط !

الخميس، 8 أكتوبر 2009

القدوة التي تلاشت ... !

حين توقفت الأمهات عن القول لبناتهن المتزوجات :
- يابنتي مالكيش غير بيتك
- معلش يا بنتي إستحمليه دا شقيان
- وماله يا بنتى هو فيه بيت مافيش فيه مشاكل
- يابنتي ما تخربيش على نفسك
- يابنتي إخزي الشيطان وإعقلي

حين توقفن عن ذلك وإستبدلن هذة اللغة بلغة العصر الحالي :
- هو فاكر نفسه مين
- ما تسأليش فيه
- ولا يهمك دا أنا أجوزك سيد سيده
- هي أمه .. هي سبب كل المشاكل
- بيت أبوكي مفتوح لك في أي وقت
- أنا عمري ما إرتحت لجوزك ده

حين حدث ذلك زاد الطلاق وتفككت الأسر !

وحين إنتهى الزمن الذي لم يكن فيه الشاب يستطيع التحدث مع فتاة أو الخروج معها إلا في إطار الخطوبة الشرعية وجاء الزمن الذي أصبحت فيه كثير من الفتيات – للأسف الشديد – متاحة للخروج والهزار والهمس واللمس وماخفي كان أعظم .. فقد كثير من الشباب القادر على الزواج حماسه وفضل العلاقات المؤقتة الغير سوية على العلاقة المقدسة التي شرعها الله وكانت النتيجة تفككا في المجتمع يضاف إلى أسباب تفككه الأخرى .

حين غابت القدوة الحسنة وأصبحت متمثلة في نجوم الكرة والممثلين والممثلات حتى أؤلئك ذوي التاريخ المشين إنقلبت أوضاعنا رأسا على عقب .

هل مازلتم تتعجبون وتتسائلون لماذا تدهورنا ؟

لقد إستبدلنا الحكمة بالعناد ..
والرصانة بالحماقة ..
والأخلاق بالتحرر ..
والقناعة بالجشع ..

إنها القدوة الطيبة التي تلاشت
إنها الحياة المادية التي أصبحنا عبيدا لها .

رحمتك ىا رب .

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

فلنبدأ ...

هل سألت نفسك :
متي كانت آخر مرة حين :
إعترفت بخطأك ولم تكابر ؟
ساعدت محتاجا ؟
تصدقت على فقير لا يسأل الناس متعففا ؟
تواصلت مع أقاربك ؟
زرت مريضا بالمستشفى ؟
سألت نفسك هل ظلمك رئيسك في العمل أم أنك مقصر ؟
إبتسمت في وجه فراش المكتب وسألته عن أبنائه ؟
حمدت الله بعد أن أحصيت نعمه عليك ؟
صبرت على بلاء أصابك ؟
حفظت لسانك عن الخوض في أعراض الناس ؟
قتلت الحسد في قلبك وتمنيت الخير للآخرين ؟
قاومت الأنانية في نفسك ؟
عاملت الناس كما تحب أن يعاملوك ؟
قرأت كتابا بدلا من إدمان التلفزيون ؟
حاسبت نفسك قبل أن تحاسب الآخرين ؟

ثم ...
هل تذكر متى قلت آسف آخر مرة ؟!

تلك هي مراجعة النفس ...
لو راجعنا أنفسنا وسألنا أنفسنا هذه الأسئلة ولو مرة واحدة شهريا لتغيرت أشياء كثيرة في حياتنا وبلدنا إلى الأفضل ...

فلنبدأ .

السبت، 3 أكتوبر 2009

إللي يجيلي ويكون من نصيبي .. حأحبه

لا تمتلك فراشا وثيرا لتنام عليه ..
ولا مكتبا لتذاكر عليه ..
ولا تكييفا أو حتى مروحة تقيها حر الصيف أو مدفأة تخفف عنها برد الشتاء القارس ..
لا تملك من الملابس إلا النذر اليسير ..
ليس لديها وقت كاف للإستذكار فهي تساعد أبويها لسد رمق إخوانها ..

لكنها تمتلك إرادة من فولاذ ..
وثقة في الله بلا حدود .

تفوقت – رغم ظروفها الصعبة – وحصلت على الثانوية العامة بمجموع يؤهلها لدخول الجامعة .
طلب أبوها – بواب العمارة – من إبنتي أن تساعدها في كتابة رغبات مكتب التنسيق .
سألتها إبنتي عما تحب أن تدرس ..
ردت في عفوية وتلقائية : إللي يجيلي ويكون من نصيبي حأحبه .

سرحت وأنا أستمع إلى هذة القصة أو إلى هذة الجملة تحديدا
أيقنت لماذا لا يشعر الكثير من الأغنياء بالسعادة
عرفت لماذا يصاب أكثر أصحاب الملايين بالأمراض النفسية وتوابعها من الأمراض العضوية رغم إمتلاكهم كل شئ
ولماذا ترتفع نسبة الإنتحار في الدول الغنية عنها في الدول الفقيرة

هي تشعر بسعادة لا يشعر بنصفها هؤلاء التي تقوم هي على خدمتهم !

إنها القناعة والرضا ... تلك هي كلمة السر
تلك هي الوصفة السحرية لكل أمراضنا
كلما إبتعدنا عن القناعة والرضا أصبحت نفوسنا كالأرض المالحة لن ترتوي أبدا

إللي يجيلي وتكون من نصيبي حأحبه ..
جملة بسيطة من فتاة بسيطة
لكنها لمست قلبي من الداخل

هذه ليست دعوة إلى الخنوع أو للتنازل عن الطموح
هذه الفتاة البسيطة عرفت بفطرتها أن هناك خيطا رفيعا بين الرضا والخنوع وبين المطامح والمطامع
لم تنس ظروف أبيها الصعبة ووالدتها المكافحة وأخوة صغار لها يتعلمون بشق الأنفس
لم تستسلم لطموح قاتل ففازت ببعض الكل بدلا من أن تفقد الكل .

لا أملك إلا أن أتضرع إلى الله أن يوفق هذة الفتاة الطيبة إلى ماتحب .

إنها قصة حقيقية أسوقها مثالا لمن يلقي بمشاكله دائما على الظروف ..
حتى ولو كان في حال أفضل بكثير من تلك الفتاة .

الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

لحظة مشاعر طاغية.. !

كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة بعد الظهر ..
على طاولة في أحد الفنادق المطلة على نيل القاهرة الجميل كنت هناك ..
كنت ألبي دعوة كريمة على الغذاء من أحد الأصدقاء وزوجته ..

كان كل شيئ يسير هادئا ..
نتناول الطعام في ذلك المطعم اللبناني الشهي ونستمتع بمنظر صفحة النيل الهادئة .

حين فرغنا من طعامنا سألتهما – صديقي وزوجته – عن إبنهما الذي يعمل ويدرس في ألمانيا ..
تحدثا عنه بكل حب وفخر ولم لا وهو االإبن البار المتفوق الطموح .

فجأة .. رن جرس الهاتف المحمول
- أيوة ياحبيبي – قالتها الأم – داحنا لسه جايبين في سيرتك
- إحنا كويسين .. المهم إنت أخبارك إيه ؟
- إحنا ؟ إحنا في المطعم اللبناني في سميراميس
- آه أكلهم جميل
- لأ مش زحمة .. يعني .. الناس بدأت تيجي
- وإنت عرفت منين إنه مش زحمة ؟ هو إنت شايفنا ؟

كاد قلبي أن يتوقف حين رأيت هذة السيدة الأم وقد إتسعت عيناها فجأة بمزيج من الدهشة والرعب وإحمر وجهها ووضعت يداها على خديها وأخذت تصرخ : لأ .. لأ .. لأ
ثم قفزت فجأة من فوق مقعدها وركضت نحو ردهة الفندق العريق دون أن تنطق بكلمة واحدة !

ثلاثة إحتمالات قفزن إلى ذهني في تلك اللحظة :
هل أصابها مكروها ؟
هل سمعت خبرا غير سار من إبنها عبر الهاتف ؟
هل رأت حريقا في ردهة الفندق من زاوية رؤيتها حيث كانت تجلس ؟

لكننا لم نتوقع للحظة أنها رأت إبنها التي كانت تتحدث إليه في ألمانيا !!!

جمعهما عناق وصرخة فرحة وقبلات لفتت نظر رواد وموظفي ذلك المطعم الهادئ الراقي ..
أما أنا فلقد تحجرت الدموع في عيناي بعد أن عقدت الدهشة لساني .
قام الأب بعد لحظة دهشة وإستقبل إبنه با لقبلات .

لقد إتفق هذا الإبن مع شقيقته الصغرى المقيمة في القاهرة أن تكون هذة المفاجأة هي هدية العيد لأبويهما ..
نسقا سويا بهواتفهما المحمولة حتى وصل الإبن الأكبر إلى المطار وتأكد من أخته عن مكان تواجد أبويه ..
إستقل تاكسيا وتوجه إلى الفندق ودخل المطعم وهو يجر شنطة سفره خلفه .

كانت لحظة مشاعر طاغية لن أنساها ..
رأيتها في الحقيقة لا في في فيلم سينمائي ..

لذلك فقد وجدتها جديرة بالتسجيل.

الأحد، 20 سبتمبر 2009

النفخ في الميت ... حرام !!

أناس لا تعترف بعمرها ..
أناس لا يعترفون بحكم الزمن ..
لا يدركون أن لكل عمر جماله ..
لا يعلمون أن الجمال ليس صبغة فوق الشعر ولا شفاه منتفخة ..
يرفضون قانون الحياة ..
يريدون لعمرهم أن يتوقف عند رقم معين ..
نسوا أو تناسوا أن عمرهم الحقيقي هو ما يشعرون به لا ما يراه الآخرون .

تداعت هذه الأفكار إلى رأسي وأنا أقلب الريموت كنترول بين مسلسلات رمضان حين وجدت أن كثيرا من الممثلات قد نفخن شفاههن .. غير أن عجوزا متصابية منهن هي التي إستثارتني حتى أكتب هذه الرسالة ..
لقد فقدت هذة الممثلة النجمة إتزانها فلم تترك مكانا في وجهها إلا ونفخته ويبدوا أنها قالت للطبيب "إتوصى " فكانت التيجة أن فقدت تعابير وجهها التي هي سلاح الممثل الأول فأصبحت مسخا لا تطيق النظر إليه ..
لقد رقصت هذة "الفنانة " على السلم .. فلا النفخ والشد أعادها إلى جمال شبابها ولا هي تركت الجمال الرباني المناسب لعمرها فشوهته !

متى يتوقف الناس عن السباحة عكس التيار ؟
متى يعلم الناس أن الشباب الحقيقي هو شباب القلب ؟
متى يدرك هؤلاء الممثلون والممثلات أنهم لن يأخذوا زمانهم وزمان غيرهم ؟
متى يعلمون أن نفخ الشفاة والوجنتين – وماخفي كان أعظم – لن يعيد من العمر ما قد مضى ؟

ألا يعلمون أن النفخ في الميت .. حرام ؟!

الخميس، 17 سبتمبر 2009

الطفل الذي عالجني .. !!

أتت به أُمه إلي كي أعالجه ..كان طفلاً في الشهر السابع من عمره يعاني من سعال .كنت في هذا اليوم قد إستيقظت مهموماً بلا سبب مباشر وهي حالة تصيبنا أحياناً نتيجة إضطراب كيمياء المخ إذا لم نأخذ قسطا وافراً من النوم أو كان النوم متقطعاً .وضعت الأم طفلها على سرير الفحص .. ما أن هممت بفحصه حتى إلتقت عينانا .. نظر إلي نظرة خوف ما لبثت أن تحولت إلى نظرة إطمئنان .. إبتسمت له فضحك ضحكة جميلة لا أنساها .. إبتسمت مرة أخرى وأنا أضع السماعة على صدره الرقيق فضحك ضحكة أجمل من الأولى ثم بدأ يحرك يداه وقدماه في إبتهاج وسعادة .بدأت تسري داخلي شحنة من المشاعر السعيدة لتمسح هم ذلك الصباح .سرح فكري وأخذت أتأمل براءته .. هذا الوجه الجميل الذي لا يشعر بما حوله من مشاكل العالم ..هذا الرأس الصغير الذي لم يتلوث بالحقد والحسد والطمع والتناحر .. هاتان اليدان الناعمتان اللتان لم تسرقا أو تبطشا .. هذا اللسان الذي لا ينطق إلا بحروف أعذب من الموسيقى ولم يتحول بعد إلى آلة وماكينة للذنوب .. هاتان القدمان اللتان لم تذهبا إلى مايغضب الله ..هذا القلب الذي ينبض في رقة ولا يضمر شراً لأحد ..أفقت على سؤال الأم : خير يا دكتور طمني .طمأنتها ووصفت له العلاج .ودعتهما بابتسامة وإنصرفا .قلت لنفسي .. تُرى من منا عالج الآخر ؟هل عالجت أنا هذا الطفل من السعال ؟أم هذه الضحكة البريئة الرائعة هي التي أيقظت الطفل الذي في داخلي فأذهبت همي ؟شكراً أيها الطبيب الصغير

الأربعاء، 16 سبتمبر 2009

هل تستتطيع السير إلى الأسكندرية ؟

هل تعلم أنك لو عشت حتى الخامسة والسبعين – أطال الله أعماركم جميعا – فإنك تكون قد :

تنفست 709 مليون مرة
دق قلبك 2 مليار و956 مرة
أكلت 20 طنا و531 كيلوجراما من المواد الغذائية من بينها 98000 رغيف خبز
شربت 54000 لترا من الماء والسوائل
نمت 19,1625 ساعة أي ما يعادل حوالي 22 عاما
بلغ وزن ما أخرجه الجسم من فضلات 9 أطنان و581 كيلوجراما
بلغت كمية البول 42 ألف لتر
بلغ طول الشعر المقصوص عند الرجال 6 أمتار و30 سنتيمترا
بلغ طول الأظافر المقصوصة 3 أمتار و 15 سنتيمترا
بلغ عدد ما نطقت به حوالي 232 مليار كلمة
بلغ عدد ساعات ماشاهدته على التلفاز 54000 ساعة
مقدار ما مشيت سيرا على الأقدام 13687 كيلومترا أي المسافة بين القاهرة والاسكندرية 65 مرة

ملاحظة : راعيت عند حساب هذة المعدلات الحد الأدنى وليس الأقصي .. على سبيل المثال مشاهدة التلفزيون ساعتين يوميا فقط

تأملوا هذة الأرقام وقولوا سبحان الله .

كل عام وأنتم بخير .

الاثنين، 14 سبتمبر 2009

عام مضي .. على هذه المدونة

يمر هذا الأسبوع وتحديدا في الثامن عشر من سبتمبر الجاري عام على إنطلاق هذة المدونة ..
كانت الحصيلة خلال العام الاول هي 63 رسالة بعثت بها إليكم فكان ردكم الجميل 222 تعليقا أعتز بهم جميعا سواء من أعجبهم ماكتبت فكان تعليقهم تشجيعا أو من إختلفوا مع بعض ما كتبت فكان ردهم إثراءا لأفكاري ..
المهم هو هذا التواصل الجميل مع أناس لا أعرفهم أو أرهم من قبل وإنما كان اللقاء على فنجان شاي وأرجو أن يستمر تواصلهم .

كانت البداية قبل عام في الثانية من صباح الثامن عشر من سبتمبر 2008 وكنت أتهيئ للنوم إستعدادا لسفر طويل عصر نفس اليوم حين فاجأتني إبنتي العزيزة في نهاية نقاش طويل حول قضية إجتماعية كان التلفزىون يعرضها – فاجأتني حين قالت :
بابا .. لماذا لا تكتب ؟
سألتها : وماذا أكتب ؟
قالت : اكتب آراءك وأفكارك .. لقد عودتنا أن نناقش كل شئ كأصدقاء وعلمتنا حرية التعبير دون تجريح لأحد .. لماذا لا تتواصل مع الآخرين ؟
قلت : تعودت منذ صباي أن أكتب خواطري وتأملاتي وأحتفظ بها لنفسي .. ما تطلبينه الآن لا أعرف له وسيلة فلم أفكر يوما أن أقف أمام صحيفة أو دار نشر ..
ضحكت وقالت ..تستطيع أن تنشر ما تريد خلال دقائق معدودات ..
في لحظات قليلة كانت قد أنشأت هذة المدونة التى تركت لي فقط إختيار إسمها .

شكرا إبنتي العزيزة صاحبة الفضل الأول في إنتقالي إلى هذا العالم الواسع ..
شكرا إبنتي العزيزة التي أخرجت من داخلي خواطرا وأفكارا لم برها أحد من قبل ..
ثم الشكر كل الشكر لقارئتي الأولى وأول من يشجعني أو ينتقدني .. إنها زوجتي العزيزة التي كان تشجيعها المستمر هو وقود هذة المدونة ..
شكرا لإبني الحبيب الذي يثري أفكاري بفنه الراقي وتعليقاته الذكية .

أما الشكر الأكبر – بعد شكر الله عز وجل – فهو لهذة المجموعة الممتازة من زوار هذة المدونة الذين لا أعرفهم لكن تواصلهم وأراءهم كانت ومازالت هي الدافع لي للإستمرار .

لقد حرصت في هذة المدونة على إستخدام لغة عربية فصحى بسيطة إعتزازا مني بلغتنا التي بدأت في الإنحدار ..
وحرصت أن تكون هذة المدونة بعيدة عن التعصب والإسفاف والتجريح
وحرصت أن تتابع ما يجري في المجتمع والعالم حدثا بحدث وأن تناقش القضايا الساخنة والمزمنة بتجرد ..

ثم حرصت ألا أفرض مهنتي على القراء .. فكوني طبيبا لا يعني أن تكون مقالاتي عن الطب غير أنني أتعرض أحيانا للجانب الإنساني في حياة الطبيب حين كتبت " الطفل الذي عالجني " و " رسالة إلى من لا يشكر الله " وهما مقالتان لقيتا بفضل الله تفاعلا وإعجابا وإستحسانا لم أتوقعه .

شكرا لكم جميعا
وكل عام وأنتم بخير .

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

القيمة الإقتصادبة .. للزائدة الدودية !!

قد يبدو العنوان غريبا ومثيرا ..
وقد يبدو مضحكا أيضا ..
وربما قال قائل : تخاريف صيام !
ولكن .. لتحكم بعد أن تقرأ .

إختلف الأطباء على الفوائد الطبية للزائدة الدودية – إن كان لها فوائد – وتعددت الأبحاث وإنتهت كلها إلى نظريات وفرضيات .

غير أن أحدا لا يستطيع إنكار الفوائد الإقتصادية لهذا الجزء الصغير الذي يقع في الجزء الأيمن السفلي من التجويف البطني والذي يسميه الناس مجازا بالمصران الأعور ..

ولنفكر سويا .. كم عملية إستئصال زائدة دودية تجري فى اليوم الواحد في البلد الواحد ..
لنضرب هذا الناتج في عدد بلدان العالم ..
ثم لنضرب هذا الناتج الجديد في خمسة : الجراح ومساعده وطبيب التخدير وممرضتين على الأقل داخل غرفة العملبات ..

ستجد أن هذه الزائدة الدودية التي لا فائدة طبية ملحوظة لها قد فتحت عبر الأزمان بيوت ملايين البشر في بلدان العالم المختلفه من أطباء وممرضبن وممرضات ومهن طبية أخرى مساعدة ..

لقد ساهمت هذه الزائدة الدودية مع غيرها من مواطن الألم الأخرى في تعليم أبنائهم وتزويج أبنائهم وبناتهم ورفع مستواهم الإجتماعي ,.

كم قصرا مشيدا في الساحل الشمالي كنت وراءه أيتها الزائدة الدودية ؟!
وكم سيارة فارهة كان إلتهابك وراء شرائها ؟!

ليست هذه تخاريف صيام ..
ولكنها نظرة فلسفية وقراءة بين السطور لما وراء الأشياء ..
حتى لو كانت هذه الأشياء .. مؤلمة !

الجمعة، 14 أغسطس 2009

على قد فلوسهم .. كلمة حق أم تبرير باطل ؟!

قابلته في أحد بلاد الغربة وكان قادماً جديداً للعمل ..
هو أحد زملاء الدراسة وقد كان مشهورا "بتزويغه" المستمر من المحاضرات وكان زبونا دائما في كافتريا الكلية يقضي بها الساعات الطوال بعيدا عن قاعات الدرس .
إشتكى منه زملاؤه في عمله الجديد لعدم إلتزامه وإهماله في عمله .

تذكرت حين علمت ذلك أنني قابلته بعد التخرج بثلاث سنوات في القاهرة وحين سألته أين يعمل ذكر لي إسم المستشفى وقال وقتها بسخرية وفخر أنه يذهب إلى عمله يوما واحدا أسبوعيا وحين رأى الدهشة تعلو وجهي قال العبارة التبريرية الشهيرة "على قد فلوسهم "

لم أعلق وقتها رغم أنني كنت أتقاضى نفس راتبه وأذهب إلى عملي يوميا ..

حين علمت أنه يفعل نفس الشئ في بلاد الغربة حيث الراتب الكبير الذي ينفي هذه المقولة التبريرية " على قد فلوسهم " أيقنت أن الموضوع أكبر من الراتب والفلوس ..

الموضوع هو أن الشخص الذي حباه الله بتربية صالحة في بيت طيب - هذا الشخص من الصعب أن تغيره الظروف إلى الدرجة التي يعطي فيها لضميره أجازة مفتوحة حتى لو تحسنت أوضاعه ولم يعد هناك مبررا لتبريراته الواهية .
والعكس بالطبع صحيح .

إن علينا أن نغير من أنفسنا أولا قبل أن نطلب تغيير الآخرين وتغيير الظروف .

المضحك أن هذا الشخص لا يتحدث إلا عن الفساد الذي إستشري دون أن يشعر أنه أحد أسبابه ورموزه !

إن قلة المال من الصعب أن تدفع شريفا أن يكون لصاً ...
كما أن وفرة المال لن تستورد أخلاقا لإنسان لا يتمتع بها على الإطلاق ..

وخدعوك فقالوا : على قد فلوسهم ..!

الثلاثاء، 11 أغسطس 2009

أمومة ...

إلتف حولها أبناؤها في حب ..
رقدت بينهم مسترخية مستسلمة ..
كان احدهم يرضع منها والثاني يتقلب فوقها بينما أغلق ثالثهم عينيه الجميلتين وإستسلم للنوم بجوارها ..
منظر رائع للأمومة شد مشاعري صباح يوم جديد وأنا أغادر منزلي متوجها إلى عملي ..
كانت قطة وقد إفترشت حشائش الأرض وإستظلت بظل شجرة ..
ما أن سمعت وقع أقدامي حتى تحولت وداعتها إلى وضع تأهب وإستنفار دفاعاً عن فلذات أكبادها

سرح تفكيري في قدرة الله عز وجل الذي زرع هذا الشعور الفطري بالأمومة ليس فقط في بني البشر وإنما في الحيوان أيضا .

سألت نفسي ولم أجد إجابة ..
كيف يقسو إبن أو إبنة على أمهما حين يكبرون ؟!
ألم تتحمل شهور الحمل القاسية ؟
ألم تتحمل آلام الولادة ومتاعبها ؟
ألم ترضعهما بماء عينيها ؟
ألم تسهر الليالي الطوال من أجلهما ؟
ألم تبذل حياتها من أجلهما ؟
ألم تحمل همهما حتى بعد أن تزوجا ؟

كيف يقسو بعض الأبناء في هذا الزمان الغريب على آبائهم وأمهاتهم ؟
إن رضا الوالدين كنز لا يفرط فيه إلا جاهل وجاحد .

كانت كل هذه الأفكار تتداعى إلى رأسي بسبب منظر الأمومة الحاني ..

حتى ولو كانت الأم ... قطة !!

الاثنين، 10 أغسطس 2009

رادار الأنثى ...

تملك الأنثى حساً داخليا ذكياً ..
تستوي في ذلك أكثر النساء ثقافة وعلما مع أبسطهن وربما أجهلهن .. فالأنثى هي الأنثى .

فالمرأة قد تحب رجلا بسيطا متواضع الشكل لكنها ترى فيه مواطن جمال قد لا يراها غيرها .
غير أن المرأة لا تحب الرجل الأناني أو الكاذب أو البخيل أو النرجسي كما أنها لا تحب الرجل العدواني أو المتكبر المغرور مهما كانت وظبفته المرموقة أو أمواله الطائلة أو شكله الجذاب .

وقد تضطر المرأة أن تتحمل هذا إن لم تكتشفه مبكرا أو تحت ضغط الأهل أو تضحية منها من أجل أبنائها ..
لكنه يصير في عينها اللارجل مهما تصور أنه الرجل .
ذلك أن هذه الصفات تتناقض مع الرجولة الحقيقية ...
فليس هناك من هو أضعف من الكاذب
وليس هناك من لديه نقص في شخصيته كالمغرور
وليس هناك من لايحب الآخرين كالنرجسي
وليس هناك من يعوض كل نقاط الضعف السابقة كالعدواني .

إن الرجل الإنسان هو حلم حياة أي أنثى عاقلة وسوية .
إن إحساس الأنثى الداخلي لا يكذب في أغلب الأحيان فهو بمثابة الرادار الذي يتحرك في صمت ويكتشف الأشياء ..

المهم ألا يعطل أحد هذا الرادار سواء كانوا أهلا أم أصدقاءاً .
فرادار الأنثى غالبا لا يخطئ .

السبت، 25 يوليو 2009

رسالة .. إلى من لا يشكر الله

من اصعب اللحظات التي يمر بها أي طبيب لحظتان :
الأولى حين يستقبل مريضا بين الحياة والموت ..
والثانية حين ينقل إلى أهل المريض نبأ إصابة مريضهم بمرض خطير .

أما الأولى فتستهلك من أعصاب الطبيب الشئ الكثير ..
فهو مُطالب برباطة الجأش وسرعة وحُسن التصرف وبالتركيز العالي وترتيب الأفكار وقيادة فريق من الأطباء الأصغر سنا ومن الهيئة التمريضية .. كل ذلك في زمن قياسي تكون الثانية فيه وليس الدقيقة لها ثمن فضلا عن دوره في تهدئة أهل المريض .
فإذا ما وفقه الله في إنقاذ حياة هذا المريض أو المصاب شعر بأنه يلهث كمن خرج لتوه من سباق للماراثون .
ولا يعوض هذا الجهد وذلك الشد العصبي سوى راحة نفسية وشعور بالسعادة يسري في جسده وفرحة في عيون ذوي المريض ودعاء له من القلب .

وأما الثانية فهي لحظة قاسية حين يتأكد الطبيب من تشخيص مرض عضال وخطير ثم يكون عليه أن ينقل ذلك النبأ السئ إلى أهل المريض مُتحملا في ذلك ردة فعلهم والتي تتراوح بين البكاء والصراخ والعويل وبين محاولة الإعتداء عليه في بعض الأحيان !

فمابالكم بهذه الصعاب إذاكان المريض طفلا بريئاً وكان الطبيب طبيب أطفال ..
ففضلا على الصعوبات التي أسلفتها سابقا قإن مشاعر الأبوة التي يشعر بها الطبيب في تلك اللحظات يجعل الأمر أشد قسوة وأكثر صعوبة .

كلما مررت بهذه المواقف وما أكثرها في عملي تذكرت هؤلاء المكتئبون من مصاعب بسيطة صادفتهم في حياتهم وتمنيت لو أنهم شاهدوا دموع أب وأم علي طفل لهم يعاني .

إن الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يشعر بها سوى المرضى .
أردت أن أنقل هذه المشاعر الصادقة حتى يحمد الله من لا يحمده ويشكر الله من لا يشكره .

اللهم متعنا بالصحة والعافية ..
وإشف اللهم كل مريض .

الجمعة، 17 يوليو 2009

قتلوها ..أم قتلناها ؟!

حزنت لمقتلها كما حزن الملايين مثلي ..
تألمت وأنا أشاهد دموع والدها ..
شاهدت آلاف المصريين في جنازتها يهتفون " يا ألماني يا خسيس دم المصري مش رخيص " ..

لكنني في غمرة الحزن والألم .. لم أنس حزني علي الأبرياء الذين قُتلوا بدم بارد في غزة وعلى سياح الأقصر الأبرياء ومثلهم من سياح جزيرة بالي وعلى الثلاثة آلاف برئ الذين قُتلوا في 11 سبتمبر في " غزوة مانهاتن " التي مازلنا ندفع ثمنها حتى الآن .

تذكرت دموع أهالي كل هؤلاء الضحايا وأنا أشاهد دموع والد مروة المكلوم .
تذكرت ردود فعل الأمريكان تجاه العرب والمسلمين وأنا أستمع إلى هتافات المصريين في جنازة مروة الشربيني .

إن من ينظر إلى ماحدث لمروة كحادث فردي هو كمن ينظر تحت قدميه فقط فلا يستطيع إستشراف الحقيقة التي أمامه ..
إن مروة الشربيني لن تكون الأخيرة وإنما هي حلقة في سلسلة طويلة لن تنتهي طالما ظل التطرف هو السائد بدلا من لغة الحوار المتحضر .
إنني حقا أتساءل .. هل من قتل مروة هو التطرف الغربي أم التطرف الذي يماررسه البعض منا والذي أدي إلى التطرف من الأطراف الأخرى ؟

أذكر أن جمعتني جلسة ببعض الأصدقاء في اليوم التالي لأحداث 11 سبتمبر الشهيرة .
كان عدد الأصدقاء خمسة وكلهم من المثقفين وذوي المراكز المرموقة وهاجمني معظمهم لأنني أبديت تعاطفا مع أهالي الأبرياء لأنني ببساطة تخيلت ما ذا سيكون شعوري لو كنت واحدا منهم .

هؤلاء الناس هم من يبكون مروة الشربيني اليوم .. وهم من سيبكون في المستقبل على أمثال مروة رحمها الله .
إنهم للأسف يسيرون وراء عواطفهم ولا يفكرون بعقولهم .

إنني في النهاية أتسائل :
من قتل مروة الشربيني ؟
هل قتلوها أم قتلناها ؟!

السبت، 27 يونيو 2009

سلم لي على .. مجانية التعليم !!

هل مازلنا نستمتع بالضحك على أنفسنا ؟

هل مازلنا نصدق أن هناك شيئاً اسمه مجانية التعليم ؟

ألا تنفق الأسرة المصرية على الدروس الخصوصية أضعاف أضعاف ما كانت ستنفقه على رسوم التعليم ؟

كم تنفق الأسرة الآن على الدروس الخصوصية التي أصبحت شبه إلزامية بعد أن "خصخص" المدرس نفسه فلم يعد يعطي في المدرسة أي شئ ؟

إن طالب الثانوية العامة يكلف أسرته آلاف الجنيهات سنويا وطالب الإعدادية أقل قليلا ولكنه أيضا يكلف الآلاف ناهيك عن سنوات النقل ।

سمعت بواب العمارة يشكو لأحد الجيران أنه يدفع أربعون جنيها أسبوعيا دروسا لإبنه الذي يدرس في الصف الرابع الإبتدائي ॥ لم أصدق لكنه أقسم

لماذا لا نواجه الحقيقة ؟

لماذا لا نسأل الناس في إستفتاء عام : هل توافقون على أن تكون رسوم التعليم الثانوي ثمانمائة جنيه والإعدادي أربعمائة جنيه والإبتدائي مائة جنيها على سبيل المثال على أن تخصص هذه الحصيلة لزيادة رواتب المدرسين وعلى أن يصاحب ذلك حملة صارمة على مراكز و"دكاكين" الدروس الخصوصية وتغليظ العقوبة على كل من يعطي دروسا خصوصية سرا وأعتقد أن الدولة التي تعرف دبة النملة قادرة على ذلك إن أرادت ।

دعونا نواجه الحقيقة ولا نتشدق بشعارات بالية لم تجلب لنا سوى الفشل ।

دعونا نعيد المدارس من جديد مكانا للتعليم وليس مكانا لقيد أسماء الطلاب للإمتحان ।

والآن فليفكر كل منا :

هل توجد حقا مجانية تعليم ؟!

الخميس، 11 يونيو 2009

مطلوب : مُحلل كروي .. !!

تعلن قناة "شوط أوت" الفضائية الرياضية عن حاجتها لمحللين كرويين على أن تتوافر فيهم الشروط الآتية :

· أن يجيد القراءة حتى يستطيع قراءة أسماء اللاعبين قبل النزول للملعب .
· أن يجيد الرسم حتى يشخبط في الورقة التي أمامه طول الوقت .
· ألا يعاني من أية مشاكل صحية في الحوض أو الجزء الأسفل من الجسم حتى يستطيع الجلوس على الكرسي أربع ساعات لتحليل المباريات .
· أن يعرف جيدا توجهات مقدم البرنامج او مالك القناة ولا يحيد عنها فإذا شتموا شتم وإذا مدحوا مدح وإذا نافقوا نافق .
· أن يكون ثقيل الظل .
· أن يكون صوته أجش ومنفر.
· أن يقاطع كل من يتكلم ولا يعطي أحدا الفرصة لإبداء رأيه .
· يُفضل من كان جاهلا بقوانين اللعبة .
· يُفضل من كان لاعبا فاشلا أو مغمورا .
· يُفضل من كان متعصبا للنادي الذي يشجعه مقدم البرنامج .

فعلى من يجد في نفسه الكفاءة أن يتوجه إلي مبنى القناة مصطحبا معه اللآتي :
*شهادة محو الأمية .
*شهادة فيش وتشبيه .
*بيان بعدد الأشخاص الذين تسبب لهم بالشلل أثناء تقديمه برامج سابقة .
*شهادة من ترزي معتمد بمقاس رقبته حتى يتسنى للقناة تجهيز الكرافتات الخاصة به .


إنتهى الإعلان .

مع خالص الإعتذار للقلة من المحللين المحترمين .

الجمعة، 29 مايو 2009

هل نحتاج وزارة للطفولة ؟

هل أمعنت النظر يوماً في وجه طفل رضيع ؟

هل رأيت إبتسامته الحلوة ونظرته البريئة ؟

ألم تسأل نفسك حينئذ : تُرى ما الذي يجعل هذا المخلوق إنسانا صالحا يكون قُرة عين لأهله أم سفاحا شريراً يكون وبالاً على أهله ومجتمعه؟

إن الطفل حين ولادته يكون كالصفحة البيضاء نحن الذين نكتب فيها إما كلاماً جميلاً منمقاً منظماً أو تشويهاً و"شخبطة"

وحين أقول نحن فإنني أعني الأب والأم والجو الأسري ثم المدرسة والمجتمع

إن ما نراه في مجتمعنا من فساد وعشوائية وجرائم غير مسبوقة العدد والنوعية لا يمكن الخروج منه إلا ببداية صحيحة تبدأ من الطفولة البريئة قبل أن تتلوث

إذا أردنا بناء جيل صالح فعلى من يتصدى للعملية التعليمية والتربوية في المرحلة الإبتدائية أن يكون من حملة الشهادات العليا والدراسات العليا المتخصصة في سلوكيات الطفل ونفسيته وليس مجرد مدرس "إلزامي" يردد مابالكتاب بل إن "بعضهم" يعلم الأطفال أسوأ الألفاظ حين يسبهم بها ذلك إن فاقد الشئ لا يعطيه

في دول العالم المتقدمة يقوم أهم مشاهير كرة القدم بعد تركهم الملاعب بتدريب فرق الناشئين تحت १५عاما ولا يجدون في ذلك عيبا أو تقليلا من شأنهم لذلك تجد هؤلاء الناشئة هم من أشهر اللاعبين حين يكبرون

ما المانع أن يكون القائمون على التعليم الإبتدائي من حملة أعلى الشهادات ؟

إن حلول مشاكلنا يجب أن تبدأ من الطفولة في البيت والمدرسة والشارع والنادي وما عدا ذلك ليس إلا شعارات ومزايدات

والآن

ألا ترون معي أننا في حاجة إلى وزارة للطفولة ؟

السبت، 9 مايو 2009

رائحة الوردة ... أم لونها ؟

أيهما يجذبك إلى الوردة ...
رائحتها أم لونها ؟

هناك من الورود والأزهار ما يخطف الأبصار ولكنك ما إن تقترب منها حتى تجدها عديمة الرائحة ..
وهناك رائحة جميلة تصدر من وردة بسيطة حتى إذا إقتربت منها لا يجذبك شكلها ولا لونها لكنك لا تستطيع الإبتعاد عنها بسهولة فشذاها يحرك قلبك قبل أن تستمتع بعبيرها حاسة الشم لديك .

وفي الحياة .. أصبح الكثير من البشر يخدعونك بلون ثيابهم ورائحة عطورهم وموديلات سيارتهم وساعاتهم وهواتفهم النقالة وغيرها من آخر صيحات الموضة .. غير أنك ما أن تجلس إليهم وتستمع إلى حديثهم تكتشف مدى ضحالة تفكيرهم وضآلة ثقافتهم وسطحية إهتماماتهم .

وآخرون غيرهم يجذبونك بصدق مشاعرهم ونُبل أخلاقهم وإخلاص قولهم ومنطق تفكيرهم وإتساع ثقافتهم حتى ولو لم توفر لهم ظروف الحياة سوى أناقة متواضعة ومظهر حسن دونما صخب أو مظاهر .

إن لغة المظاهر قد طغت بل وتوحشت حتى أصبحت مستفزة ,,
لقد قلبت المظاهر الموازين فأصبح المال في نظر الكثيرين أهم شئ مهما كانت وسيلة الحصول عليه .
لقد أصبح لاعبو الكرة ونجوم الفن الردئ وغيرهم من مليونيرات البيزينيس هم المثل الأعلي
للصبية والشباب والفتيات .

لقد توارى إلى الظل العلماء والمفكرون والمبدعون الشرفاء وهم كثيرون .

ثم نستغرب بعد ذلك لمذا ساد الفساد وإنتشرت الجريمة ..
ألم تتحول مطامح الكثيرين إلى مطامع ؟!

إنها إنقلاب الموازين التي جعلت الثروة قبل الأخلاق والقِيم .

والآن .. أيهما أهم
رائحة الوردة أم لونها ؟

الأحد، 3 مايو 2009

من سيقتل الناس .. الرُعب أم الإنفلونزا ؟!

تعددت وسائل الإعلام وتنافست ...
أصبحت القنوات الفضائية بالآلاف والصحف المحلية بالمئات والعالمية بعشرات الآلاف وأصبح الإنترنت ميداناً واسعا للمعلومات الدقيق منها وغير الدقيق كما أصبح مجالا للفتوى لمن هو مؤهل لها أو لمن يدعي .

شهدت نهاية 2008 بدايات الأزمة المالية العالمية والتي كلفت ملايين الأفراد وظائفهم وبلغت خسائرها تليريونات الدولارات .
فماذا كان دور الإعلام ؟
بعض الإعلام وهو قليل تعامل مع الأزمة بحرفية شديدة بلا تهويل أو تهوين وإعتمد على المختصين المتميزين المحايدين أصحاب الرأي العلمي المُنزه عن الإعتقاد الشخصي أو المصالح الذاتية .
أما معظم الإعلام وهو كثير فقد ساهم دون أن يدري في زيادة هذة الأزمة بالتهويل الشديد الذي أصاب الناس بالذعر فما كان منهم إلا أن إتبعوا سياسة "الإنتظار والمراقبة " فتوقفوا عن البيع والشراء والمضاربة وعادت سياسة " تحت البلاطة" لتحتل العقول فزادت الأزمة سوءا فوق سوء بعد أن أصبح الرعب سيد الموقف .

أما الآن فإن ما نراه وما نسمعه عن أزمة إنفلونزا إتش 1 إن 1 والمعروفة بين العامة بإنفلونزا الخنازير فإن كل من هب ودب قد أصبح يفتي .. وحين يتعلق الأمر بالأمور الصحية فإن نصف المعلومة قد تكون أخطر من الجهل .

إن الإعلام المحترم هو من يستضيف الشخص المتخصص في مجاله حين يتعلق الأمر بحياة الناس وصحتهم .
إن مستشارا طبيا في أي صحيفة يراجع المعلومة قبل نشرها يزيد من مصداقية الصحيفة وإحترام الناس لها .

إن أي عاقل لا يستطيع إنكار دور الإعلام في توعية الناس بطرق الوقاية ..
غير أن بعض الإعلاميين ممن تعودوا على دغدغة مشاعر الناس بنقدهم الدائم للأوضاع عليهم التميز بالحيادوالمهنية العالية حين يكون الأمر متعلقا بصحة الناس وحياتهم وإلا مات الناس من الرعب قبل أن يقتلهم الفيروس !

هل تذكرون فيروس السارس الذي ملأت أخباره الدنيا قبل سنوات وتوقع بعض العلماء ملايين الضحايا له .. أين هو الآن ؟

وفي الختام :
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه .

الثلاثاء، 7 أبريل 2009

جنود مجهولون ..

تأهب الشارع لإستقبال معالي الوزير الذي سوف يقوم بعد لحظات بإفتتاح المبنى الفخم الضخم والذي يُعد بحق صرحاً من صروح المعمار .

شاهد الحراس رجلا بسيطا من صعيد مصر الشامخ وإسمه عبد المولى وقد أسند ظهره إلى جدار المبنى يأخذ قسطا من الراحة فنهروه ودفعوه بعيدا عن المبنى ..
ذهب الرجل إلى حال سبيله وهو يتذكر الأيام العصيبة التى قضاها بعيدا عن زوجته وأبنائه متحملا شمس الصيف الحارقة وهو فوق السقالة مساهما مع زملائه في بناء هذا الصرح المعماري..
سنتان قضاهما عم عبد المولى فى عمل مُضنٍ والآن أصبح وجوده خطرا على هذا المبنى الذي تبلل بعرقه !

جلس الأستاذ عبد العال في منزله وأمامه كوب الشاي وورقة وقلما يشحذ زناد فكره حتى يكتب كلمة الترحيب التى سيلقيها مدير المبنى الجديد في حضرة معالى الوزير ..

وقضى المهندس أحمد شاكر ليال طويلة علي جهاز الكمبيوتر يُعد الإحصائيات والصور التي تتحدث عن إنجازات الوزارة في عهد معالي الوزير الزائر والتى سيقوم بعرضها مدير المبنى على سيادته ..

أما الأسطي حسن الكهربائي فقد وصل الليل بالنهار يجرب الإضاءة والميكرفونات حتى يخرج الحفل بلا أخطاء .

وساعة الإفتتاح لم تلتقط الكاميرات سوى صور معالي الوزير وسيادة المدير العام وأعضاء البرلمان عن الدائرة وكثير من المنتفعين ومُحبي الظهور .

لم يظهر في الصورة عم عبد المولى ولا الأستاذ عبد العال ولا المهندس أحمد شاكر ولا غيرهم من الجنود المجهولين .. !

وجه معالي الوزير الشكر كله لسيادة المير العام بعد أن تسلم منه درع الرحيب والتكريم المعتاد

تلك هي حياتنا الدنيا ..
ما أكثر الجنود المجهولين فيها !!

الأحد، 22 مارس 2009

القُبلة القاتلة ...!

ينتابني الغيظ كلما شاهدت ذلك الإعلان التلفزيوني المتكرر الخاص بمستشفى سرطان الأطفال معدداً مناقبه –مناقب المستشفى بالطبع وليس السرطان –وداعيا للتبرع لهذا الصرح الطبى الضخم ..

أما الغيظ بل والقلق فهو بسبب هذا الكم الهائل من المشاهير من رجال دين وإعلام وفنانين ونجوم كرة القدم والذين يمطرون هؤلاء الأطفال المرضى بسيل من القبلات وهم لا يدرون ما ذا هم فاعلون !

إن مريض السرطان – لمن لا يعلم – يتلقى أشرس أنواع الأدوية الكيماوية والتي لا تقتل خلايا السرطان وحسب بل وتضعف جهاز المناعة إلى أقصى حد في جسد هذا المريض الضعيف فلا يتحمل كل هذا الكم الهائل من الفيروسات والميكروبات التي تحملها كل هذه القبلات والتي لا نشك لحظة في حسن نوايا ومشاعر أصحابها .. ولكن كما يقولون فإن من الحب ماقتل !

إنني أتعجب كيف لم يقم المشرفون على هذا المستشفى بتوعية هؤلاء الزوار حول مخاطر هذة القبلات على هؤلاء الأطفال الأبرياء .
ثم أنني أتعجب مرة أخرى كيف لا يشترط المسئولون عن المستشفى على الزوار أن يلبسوا قناعا على أنوفهم وأفواههم وغطاءا على أيديهم وأحذيتهم والتي تحمل كل ما تحتويه شوارع القاهرة مما تعلمون وما لا تعلمون قبل الدخول على هؤلاء الأطفال الذين لا حول لهم ولا قوة .

إن ذلك يُعد في معظم بلدان العالم ألف باء الممارسة الطبية فهل يفتقر المسئولون في المستشفى إلى هذة المعلومات أم أن الأمر لا يشكل لهم أية مشكلة .. إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم !

بالله عليكم أيها الزوار والمتبرعون .. جزاكم الله خيرا ولكن " بلاش بوس "
إرحموا هؤلاء الأبرياء من هذه القبلة القاتلة .

السبت، 7 مارس 2009

هل تحب أبناءك .. ؟

ربما بدا السؤال ساذجا فمن منا لا يحب أبناءه !

لكن قبل أن تتسرع في الحكم عليك أولا أن تعرف معني الحب ..
هل حب الأبناء يتحقق بالعاطفة فقط أم بالعقل وحده أم بكليهما ؟

هل تعامل أبناءك بقسوة مفرطة وتراقب تحركاتهم وأنفاسهم بدعوى الحرص عليهم والخوف من إنفلاتهم مقتدياً بما كان يعاملك به أبواك قبل سنين مضت فتكون النتيجة أن ينفلتوا وينحرفوا من وراءك بينما يبدون أمامك كالقديسين!
هل تعتبر ذلك حباً مهما كانت دوافعه ونواياه ؟

أم تعاملهم بلين مبالغ فيه وتدليل مفرط فتترك لهم الحبل على الغارب مبرراً ذلك بمفهوم خاطئ عن التربية الحديثة أو معوضاً فيهم قسوة تعرضت لها في طفولتك من أبيك فتكون معاملتك معهم ردود أفعال بدلا من أن تكون أفعالا ؟
هل تعتبر ذلك حباً مهما كانت دوافعه ونواياه ؟


هل الحب أن تنفق المال على تعليم متميز أم أن تضع لهم هذا المال في البنك ؟
هل الحب أن تكره جارك إذا لفت نظرك بأدب إلى سلوك سيئ إقترفه إبنك فتنحاز لإبنك وتتعامل مع الأمر بحساسية بدلا من أن تتحقق من الأمر ثم تكتشف بعد فوات الأوان أن "حبك" لإبنك قد جني عليه ؟
هل الحب أن ترفض شابا متديناً طموحا لكنه ميسور الحال تقدم لخطبة إبنتك وتفضل عليه آخراً فاحش الثراء متغاضيا عن عمره وأخلاقه معتقداً بذلك أنك " تؤمن مستقبلها " ثم تبكي بعد ذلك وتندم حين لا ينفع الندم ؟
هل تعتبر كل ذلك حباً مهما كانت دوافعه ونواياه ؟

والآن أليس من الأفضل أن نعيد صياغة السؤال :
فبدلاً من أن نسأل : هل تحب أبناءك ؟
فلنسأل : كيف تحب أبناءك ؟

الجمعة، 23 يناير 2009

الموت ... عضاً !!

ماتت الأمومة في لحظة غضب ..
ماتت أقوى عاطفة وهبها الله المرأة في لحظة وماتت معها طفلة رضيعة كانت تبكي شأنها شأن كل الأطفال في عمرها وهو أمر إعتيادي تعرفه كل الأمهات بل وكل الآباء في شهور الطفل الأولى . . حاولت الأم إسكات طفلتها فلم تفلح .. لم تصبر الأم على المخلوق الوديع كما صبرت أمها عليها في طفولتها وإنما بدأت في عضها بأسنانها – أي والله بأسنانها – أكثر من مرة حتى سقطت البريئة ميتة ليس بقنابل الإسرائيليين الوحشية في غزة وإنما بأسنان أمها في بر مصر !
كان هذا ما طالعتنا به صحف القاهرة صباح الجمعة 23 يناير 2009 .

أما نفس الصحف فقد نشرت في اليوم السابق-الخميس- أن زوجاً ذهب لمصالحة زوجته "الغضبانة" في بيت والديها إلا أنها رفضت فما كان منه إلا أن إحتضن إبنته البالغة من العمر ثلاث سنوات ليقفز بها من شرفة الطابق السادس فيموتا سوياً !

كان أبطال صفحة الحوادث حتى زمن ليس ببعيد من معتادي الإجرام وكان القتل إما ثأرا أو دفاعا عن النفس أو حتى بدافع السرقة ..
لكن ليس مصادفة أبدا – وفي بلد واحد وفي فترة لا تتجاوز الثلاثة أشهر أن يقتل أستاذ في كلية الطب عاملا قبل أن يمزق جثته إرباً ويوزعها في أرجاء المدينة وأن يقتل مدرس تلميذه وأن يقتل مهندس أبناءه وزوجته بالبلطة وهم نيام خوفا عليهم من الفقر بعد أن خسر أمواله في البورصة وأن يلقى أب محتضنا إبنته بنفسه من الطابق السادس وأن تموت طفلة رضيعة .. عضاًً .

والبقية تأتي ...
نعم البقية تأتي طالما بقيت الأسباب موجودة والمسرح مهيئاً لكل أنواع الجرائم ..
لماذا ..؟
· غاب الوازع الديني وسيطرت الحياة المادية على عقول ونفوس البشر .
· ضاقت المساحة فتزاحم الناس في الشوارع والأزقة والمدارس والمستشفيات وتوحشت الكتل الخرسانية حتى حجبت الهواء وقتلت الهدوء فلم يعد أحدٌ يتحمل أحدا وأصبحت العصبية والعنف من أهم سمات سمات المجتمع .
· إنعدمت القدوة وغاب المثل الأعلى في المنزل والمدرسة : في المنزل لغياب الأب بحثا عن الرزق خارج البلاد أو في أكثر من وظيفة داخلها وغياب الأم في عمل لم يعد ترفا أو رفاهية في ظل أزمة إقتصادية طاحنة ... اما المدرس فكيف يكون قدوة وقد إشتراه التلاميذ بأموالهم بعد أن حلت دكاكين الدروس الخصوصية محل المدارس .
· لا توجد برامج مدروسة في مراكز البحث وفي الجامعات والوزارات المختصة لدراسة هذه الظواهر الجديدة على مجتمعنا للوصول إلى الأمن الإجتماعي بدلا من التركيز فقط على الأمن السياسي أو الجنائي .
· بطئ إجراءات التقاضي مما يفقد القانون قوة الردع .. فالحكم في هذه القضايا يصدر بعد سنوات حين يكون الناس قد نسوا القضية من الأساس .

خاتمة القول.... اللهم ألطف بنا .

السبت، 17 يناير 2009

عقوبته الحقيقية .. أنه لم يمُت

عاش القاهريون ثمان وأربعين ساعة من القلق ..
طالعتهم الصحف بأنباء مقتل أسرة كاملة على يد قاتل مسخدماً البلطة أداة لجريمته .
قتل أماً وإبنها البالغ من العمر ثمانية وعشرون عاماً وإبنتها ذات الخمس وعشرين ربيعاً بينما وُجد الأب مضرجا في دمائه يصارع الموت .
حدث هذا في حي مصر الجديدة ..

إنشرت رسائل المحمول بين الأصدقاء يحذر بعضهم بعضاً .
بدأت الإحتمالات - في غياب الحقيقة – تتوالى في أذهان الناس : هل الدافع هو السرقة أم الإنتقام
بدأ الناس يفقدون الثقة في حراس الأمن على أبواب عماراتهم وفي اسوار حديدية أحاطوا بها نوافذهم وأقفال حديثة أغلقوا بها أبواب منازلهم ..
ثم إسيقظ الناس على الحقيقة بل الكارثة والمصيبة ...
القاتل هو الأب !!

قتل أبناءه وزوجته خوفا عليهم من "الفقر" بعد أن خسر مليونا من الجنيهات في البورصة ثم حاول قتل نفسه فلم يفلح .
إعترف الرجل قبل أن يأخذوه إلى غرفة العمليات .
إعترف مهندس الكمبيوتر بفعلته الشنعاء .

ظننت وأنا أقرأ الخبر في جريدة الصباح أنني ما زلت نائما أحلم ..
ما الذي جرى ويجري ؟
هل عبِد هذا الأب المال فأعماه عن عاطفة الأبوة التي زرعها الله فينا بل حتى في الحيوانات ؟
هل أصبح المال أهم من إبنة في الخامسة والعشرين قتلها وهي نائمة دون مقاومة ؟
ألا يساوي إبنه ذو الأعوام الثمان والعشرون ملايين الدنيا حتى يقتله بدم بارد من أجل خسارة في البورصة ؟
ألم يتذكر فرحته يوم ولادتهم ويوم تخرجهم وآلاف اللحظات الحلوة التي قضوها سويا قبل أن يجهز عليهما مع أمهما خشية إملاق ؟
أليست هذه التي قتلها هي رفيقة عمره وأم أبنائه ؟
هل أعمت الحياة المادية عينيه عن الحق فقتلت مشاعره قبل أن يقتل هو أسرته ؟

حفاً لقد صدق الشاعر الكبير محمد إقبال حين قال :

إذا الإيمان ضاع فلا أمان
ولا دنيا لمن لم يُحي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
فقد جعل الفناء لها قرينا

لقد عبد هذا الرجل المال فكانت هذه نهايته .
إن عقوبة هذا الرجل ليست الإعدام أو السجن المؤبد ..
عقوبته الحقيقية أنه لم يمت ..
سيظل ما بقي له من عمر معذبا محطما ً

سيظل ميتاً حتى وإن كان له قلب ينبض .

الأربعاء، 14 يناير 2009

كُن راضياً .. تنجو من التعاسة

أنعم الله عليه بالصحة والما ل والذرية ..
لكنني لم أره يوما سعيدا !
يتبوأ وظيفة يتمناها كل إنسان ..
لكنني لا أراه إلا تعيسا !

فكرت في أمره .. ما سر تعاسته وقد نال كل هذا ؟
وجدت الإجابة في كلمتين فقط : عدم الرضا .

إنه لا ينظر إلى ما بيديه وإنما إلى ما بيد ألآخرين .
كلما حقق أحد نجاحا إسود وجهه ولم يعترف بكفاءة ومجهود ومثابرة صاحب هذا النجاح وإنما أشاع بين الناس أن ذلك نتاج نفاق وتملق .
إذا رأى أحدأً يضحك من قلبه أصيب بالضجر وإمتلأ قلبه حقدا وحسداً .
إذا رأى شخصا قد أحبه الناس إستعرت النار في قلبه فلا يستطيع أن يلجم لسانه عن ذكره بكل سوء هو ليس فيه .
حقق الكثير من ماديات الحياة لكنه دائما في صراع مع النفس من أجل المزيد .

قلت له ذات يوم – وقد أشفقت عليه - :ألا تعلم أن هناك خيطا رفيعا بين المطامح والمطامع وأن طموحك إذا زاد عن قدراتك كانت النتيجة صراعا نفسيا يتحول إلى قلق فإكتئاب ثم إلى مرض نفسي ؟
نظر إلي بسخرية ثم إنصرف .

إذا راى إنساناً هادئ النفس راضيا بما قسمه الله له هاجمه وإتهمه بالخنوع .
بلغ خوف زملائه من عينيه أنهم يتوقفون عن الكلام إذا حضر خاصة إذا كانوا يباركون لأحدهم على خير قد أنعم الله به عليه .

يتعجب كل من حوله : متى يشعر بالسعادة وقد حقق كل ما حققه ؟!
قلت لهم : لم يحقق أهم شيئين .. الرضا والقناعة .
قالوا : أليس هناك حلاً لتعاسته ؟
قلت : بل هناك دواء لجميع أمراضه وأمراض أمثاله .
قالوا : دلنا عليه ..
قلت : حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم :
من بات آمناً في سربه مُعافاً في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا وما فيها .

صدق رسول الله .
وشفى الله كل مريض .
ووقانا الله شر الحقد والحسد حتى لا نكون كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .