لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الجمعة، 29 يناير 2010

مصر لم تنم !

مبروك على التحضر

مبروك على الأخلاق الجميلة

مبروك على هدوء الأعصاب

مبروك على الثبات الإنفعالي

مبروك على اللعب النظيف

مبروك على المستوى الرائع

مبروك على التعاون وعدم الأنانية

مبروك على الرجولة والعرق والكفاح

مبروك على مراعاة شعورالمنافس

مبروك على الأهداف الأربعة

مبروك على رد الإعتبار

مبروك يا مصر

وهنيئا لك برجالك

الخميس، 28 يناير 2010

حين بكت العصافير ..!!

عدت من السفر فعلمت أن جدته قد توفاها الله ...

هو صديق لي منذ زمن ..

ذهبت إليه لأداء واجب العزاء .

قال لي ونحن نحتسي القهوة :

- هل تعلم أن جدتي التي ماتت في السادسة والثمانين كانت تعيش وحيدة منذ وفاة زوجها ؟

- وأين أبناؤها .. بل أين أحفادها ؟!

- عرض عليها أبناؤها أن تنتقل للعيش معهم بل ألحوا في الطلب .. أحدهم وهو ميسور الحال بنى لها جناحا في فيللته يحتوي غرفة نوم وصالون إستقبال وحمام .. لكنها رفضت .

- ربما خافت من معاملة زوجته

- لا .. زوجته أيضا ألحت في الطلب

- ما السبب إذن ؟

- العصافير

- ماذا ؟ لم أفهم !

- حين كانت جدتي في الخمسين من عمرها أي قبل وفاتها بست وثلاثين سنة كانت تجلس يوما في بلكونتها " تنقي " الأرز حين سقطت منها بعض حباته على الأرض .

- وما علاقة ذلك بما نتحدث فيه ؟

- لا تتعجل .. أتت في اليوم التالي صباحا إلى البلكونة وقبل أن تفتح الباب الزجاجي شاهدت عددا من العصافير يأكل من هذا الأرز

- ثم ماذا ؟

- رق قلبها وأصبحت هذة عادتها اليومية .. تبذر حبات الأرز قبل أن تنام ثم تأتي في الصباح الباكر لتشاهد هذه العصافير الشاردة وهي تأكل .. إعتبرت نفسها مسئولة عنهم ولم تتخلف عن عادتها يوما عبر هذه السنين الطويلة وأصبحت بلكونتها مزارا أو إن شئت قل مطعما لهذه العصافير .

- شئ جميل وإحساس رائع ..

- وهل منعها ذلك من الإنتقال إلى منزل إبنها ؟

- كنا في البداية لا نصدق ونظنها تمزح لكنها كانت تردد دائما : إذا غادرت هذا المنزل فمن سيطعم هذه العصافير ؟

- وماذا حدث بعد وفاتها ؟

- لست أدري ... ربما بكت العصافير !!

الأربعاء، 20 يناير 2010

كيف تصنع حقودا ؟!

لم أقصد إستراق السمع ..

لكن المسافة القصيرة التي بيننا جعلتني أسمع دون قصد ..

وياليتني ما سمعت !!

أب على مشارف الخمسين وإبنه الذي لايتجاوز الخامسة عشر

كانا يسيران أمامي ..

مرت سيارة مرسيدس فارهة ..

قال الأب لإبنه :

- إنت عارف العربية دي بكام ؟

- لأ

- دي مش أقل من إتنين مليون .. الله يحرقه بجاز اللي راكبها

- ليه يا بابا ؟

- ليه ؟! .. دا أبوك بيشتغل بقاله 25 سنه ومش عارف يجيب عجلة

- أرزاق يا بابا

- أكيد دا حرامي

- ليه ؟ هو كل اللي بيركبوا عربيات حرامية ؟

- ما هو يا حرامي يا نصاب

- .............

- إتجدعن إنت بس وما تطلعش خايب زي أبوك

- .............

- حاجة تحرق الدم

وقبل أن ينحرق دمي أنا أسرعت الخطى حتى لا أستمع لبقية الحديث

أخذت أتسائل ..

ما الدي أراد هذا الأب أن يزرعه في إبنه ؟

هل يشجعه على إتهام الناس بغير دليل ؟

هل يزرع فيه حقدا فلا يحصد بعده سوى الكراهية ؟

هل يحرضه على السرقة والنصب ؟

هل يريده أن يفقد القدوة المفترضة لدى الإبن في أن يكون مثل أبيه إذا كان شريفا ؟

هل يريد أن يصيبه بالإحباط ؟

هل يدفعه إلى أن يكون رجلا لا يحمد الله ؟

أسئلة كثيرة لم أجد لها إجابة .

تذكرت وقتها حديثا لسيد الخلق صلى الله عليه وسلم :

من بات آمنا في سربه معافا في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا وما فيها

والحمد لله على نعمة الرضا .

الأربعاء، 13 يناير 2010

إنها فعلا .. تستحق الزيارة

أشتاق إليها دائما ...

هي بالنسبة لي :

نقطة ضوء في فضاء مظلم

بارقة أمل في مستقبل مشرق

دليل على أنه لو حسنت النوايا وتوفرت الإراة .. تحقق النجاح

أكبر إدانة للذين يقولون أن الجمهور – كل الجمهور – عايز كده

...........................................................................

...........................................................................

أصبحت من عشاقها ..

هذا الصرح المتواضع في بنائه الغني في أفكاره المطل على نيل الزمالك ..

هذا الجمهور الذي يختلف في مستواه الإجتماعي وإنتماءاته لكنه يشترك في شئ واحد : الإحترام ثم الإحترام ..

جمهور يسعى للفن الراقي والثقافة النظيفة ..

بعيدا عن الإسفاف والسوقية .

.......................................................................

.......................................................................

كاما زرتها أحسست أن المشكلة ليست فيما حولنا فقط

المشكلة فينا نحن أيضا ..

في إختياراتنا ..

لك أن تختار ..

أن تقضي ساعتين من الفن الرائع الراقي مع موسيقى وأنامل نصير شمة وتدفع ربع ما تدفعه في بعض المسرحيات الهزلية المليئة بالألفاظ السوقية والإيحاءات الجنسية والفن الهابط ..

لك أن تختار ..

أن تحضر ندوة نقاش علمية أو إجتماعية أو ثقافية يحضرها أكبر المتخصصين..

أوحفلة لأغاني أم كلثوم أو عبد الوهاب ..

أو عرضا لمسرح العرائس .. وغيرها وغيرها من صنوف الثقافة والفن ..

بأسعار زهيدة للغاية ..

أو أن تنفق أضعاف هذا المبلغ تشجيعا لفن هابط إلا ما ندر

....................................................................

....................................................................

أشتاق إليها وأعشقها ..

كنت أتحدث عن ساقية الصاوي

فإلى من لم يزرها أقول :

إنها فعلا تستحق الزيارة .

الجمعة، 8 يناير 2010

ثقافة .. أم عرض وطلب ؟!

إشتريت –قبل أيام قليلة- كتاب" من أوراق السادات " وهو كتاب يضم مذكرات الرئيس الراحل وجزءا كبيرا من تاريخ مصر الحديث قام بصياغته الأستاذ أنيس منصور ..

والكتاب من القطع الكبير "أي أن صفحاته كبيرة الحجم " ويتجاوز عددها الخمسمائة صفحة وثمن الكتاب 35 جنيها ...

في نفس المكتبة وفي نفس اللحظة وجدت مجموعة كبيرة من الكتب في حجم كتب الجيب لا يتجاوز عدد صفحاتها المائة صفحة وهي مجرد خواطر وقفشات مكتوبة بلغة تجعلك تترحم على لغتنا الجميلة .. أما ثمن الكتاب فيتراوح بين 20 إلى 40 جنيها.

وقفت – وأنا في حيرة من أمري – أحاول أن أفهم ما يجري !

ما الذي يحدد سعر الكتاب ؟

هل هو عدد الصفحات أم حجم الصفحات أم المحتوى أم المؤلف ؟

لو كان الأمر كذلك فإن المسألة تكون محسومة لصالح الكتاب الأول وسعره يجب أن يكون عشرة أمثال الكتاب الثاني على الأقل .

لا .. إنه العرض والطلب .. نعم وتلك هي مصيبتنا الثقافية الكبرى

العرض والطلب .. الذي جعل كتابا مثل " متاعب الزواج " للراحل العظيم الدكتور عادل صادق عن تجربته في عيادته النفسيه مع عشرات القصص الحقيقية والتعليق عليها بأسلوب علمي مشوق في حوالي 400 صفحة يباع بخمسة عشر جنيها بينما تباع أصغر مجلة فنية تهتم بقدم الراقصة التي إلتوت وهي ترقص .. تباع بعشرين جنيها

ذكرني هذا الموقف بكتاب المشير الجمسي مهندس حرب أكتوبر رحمه الله والذي يؤرخ فيه للحرب في حوالي السبعمائة صفحة .. إشتريت هذا الكتاب منذ سنوات قليلة وكان ثمنه 17 جنيها في نفس الوقت الذي كانت تباع فيه كتب لا تساوي الحبر الذي كتبت به بثلاثين وأربعين جنيها .

نعم إنه العرض والطلب الذي يجعل سعر السي دي الغنائي لعباقرة الفن الجميل 10 جنيهات بينما سعره لأي مطرب حديث 35 جنيها

إذن هذا هو الطلب ..

هذا ما يهتم به الشباب والفتيات

لماذا نستغرب إذن من إنهيار المستوي الثفافي واللغوي وما تبعه من إنهيار للقيم ؟

هل ننضم جميعا إلى القافلة –بل القطيع – ونكبر دماغنا ؟!

الأحد، 3 يناير 2010

هو ناجح .. لماذا ؟

هل تستمع أكثر مما تتكلم ؟

هل تتعامل مع الناس على أساس ما يفكرون به أم على أساس ما تفكر أنت به ؟

هل تعتبر من يختلف معك في الرأي غبيا ؟

هل تعنبر نفسك ذكيا ومن حولك أغبياء ؟

هل تمتلك شجاعة الإعتراف با لخطأ والإعتذار عنه ؟

هل تصنف الناس على أساس عقولهم أم جيوبهم ؟

هل تستطيع التحكم في نفسك عند الغضب أم تترك للسانك العنان ؟

هل تنتقد طول الوقت ؟

هل تعطي الأعذار للناس إذا أخطأوا خطأ غير جسيم ؟

هل أنت متشائم طول الوقت أم ترى الحسنات كما ترى السيئات ؟

هل تشك في كل شئ ؟

هل تتسرع في الحكم على الناس من أول لقاء ؟

هل تعتمد دائما على الضحك بصوت عال والإستهزاء بالآخرين ختى تكون نجم الجلسة ؟

هل تتصرف بطبيعتك أم تتجمل ؟

.....................................................

.....................................................

لم أقرأ هذه الأسئلة في كتاب ولا سمعتها في محاضرة

لكنني استحضرتها في ذهني من خبرة متواضعة في التعامل مع الناس وتحليل أسباب النجاح لأناس عرفتهم وتعاملت معهم عن قرب

إذا إستمعت كثيرا وتكلمت قليلا فإنك تفهم من تتحدث إليه قبل أن تحدثه فضلا عن أن قلة الكلام تقيك عثرات اللسان وخطاياه

وإذاخاطبت الناس على قدرعقولهم إقتربوا منك

ولو ظننت أنك أذكى الناس ومن حولك أغبياء فالعكس هو الصحيح

وإذا إعتذرت عن خطأ إرتكبته فتلك قمة الشجاعة والثقة بالنفس

ولو تعاملت مع الناس على أساس كم يملك وما نوع سيارته فتلك هي السطحية بعينها

ولو كنت شخصية منتقدة لكل شئ طوال الوقت فأنت منفر لمن حولك

ولو كنت متشائما على الدوام فأنت مصدر إكتئاب على الدوام

وإذا كنت تشك في كل شئ فأنت مصدر عذاب لنفسك وللمقربين

وإذا كنت تستهزأ بالآخرين وتضحك عليهم فإحذر فسيضحكون عليك في النهاية

وأخيرا-وليس آخرا- كن نفسك ولا تتجمل تجد الناس قد إنجذبوا إليك

.........................................................

.........................................................

هذا بعض مما علمتني الحياة ...

ومازلت أتعلم .