لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأحد، 29 نوفمبر 2009

نظرة .. إلى المجهول !!

في أحد المطارات العربية رأيتهن ..
كُنّ مجموعة من النسوة أتين من جنوب شرق آسيا .
رأيتهن وقد إصطففن في طابور طويل بعد خروجهن من صالة الجوازات ..
جمع أحد الأشخاص جوازات سفرهن تمهيدا لنقلهن إلى مكتب الخدمة المنزلية قبل أن يتم توزيعهن على المنازل التي طلبتهن .

تأملتهن فوجدتهن وقد إختلفن في ألوان الملابس والحقائب ..
لكن شيئا واحدا كان مشتركا بينهن .. نظرة العينين وتعبير الوجه!

كانت نظرة الوجه تدل على حالة من المشاعر الداخلية صنعتها أسئلة في داخل كل منهن ..

تخيلتهن يسألن أنفسهن :
لماذا تركت وطني وأتيت إلى بلد لا أعرف فيه أحدا؟
تُرى هل سأتحمل البعد عن أبنائى ؟
هل توقف ابنائي عن البكاء بعد سفري أم مازالوا يبكون ؟
هل ستتحمل أمي المريضة أعباءهم ؟
هل سيكون حظي في سيدة منزل طيبة تراعي ربها أو تكون قاسية تسومني سوء العذاب ؟
هل سيكون رب المنزل رجلا فاضلا أم سيحاول مضايقتي أو ما هو أبعد ؟
هل سيرحمونني إذا مرضت ؟

أسئلة كثيرة كانت إجاباتها أو ربما عدم معرفة إجاباتها هي ما صنعت هذه الوجوه الجامدة بلا تعبير ونظرة العين التي فقدت بريقها ومسحة الحزن الدفين التي حولتها من نظرة إلى المستقبل إلى نظرة إلى المجهول ..!

ربما كنت مخطئا
لكن هذا ما شعرت به وأنا أشاهد هؤلاء النسوة .

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

أزمة مباراة .. أم أزمة جيل ؟!

حين كنا أطفالا كان من بين الأغاني الوطنبة الشهيرة أغنية تقول مقدمتها :
أمجاد يا عرب أمجاد
وفي عصرنا الحالي يمكن أن نصف الوضع العربي الحالي بتغيير هذه المقدمة إلى :
أحقاد يا عرب أحقاد

صدقوني ...
الموضوع ليست مباراة في كرةالقدم وما تبعها من سلوك مشين من قبل المشجعين الجزائريين ।

الأزمة الحقيقية هي أزمة جيل لا يعرف فن الإختلاف
لا يعرف كيف ينحاز لبلده دون أن يكره الآخر
أزمة جيل إبتلاه الله بإعلام سئ متمثلا في فضائيات أو فضائحيات يديرها هواة يتكسبون الملايين من هذه الإثارة وضعوا النار فوق البنزين فلما تأججأت النيران جلسوا يتباكون في حب الوطن .. والوطن منهم برئ .

الأزمة الحقيقية هي أزمة كراهية بين العرب مهما حاولنا إخفاءها بشعارات لم تعد تخدع أحدا ككلمات العروبة والأشقاء
الأزمة الحقيقية هي أننا تركنا ديننا السمح وعدنا إلى أيام الجاهلية الأولى حيث التفاخر بالأنساب والتنابز بالألقاب .. فقط إستبدلنا أماكن الهجاء في الصحراء بمواقع الإنترنت
لكن العقول لم تتغير عبر السنين

الأزمة الحقيقية أننا فقدنا القدوة :
في الأب الواعي غير المتعصب
في الأم المتفرغة لأبنائها
في المدرس المحترم
في المذيع المحترف
في إعلام يبني ولا يهدم
يوحد ولا يفرق

إنها أزمة جيل
لا أزمة مباراة !
























الاثنين، 23 نوفمبر 2009

متى نفيق... ؟!

حزنت وملأ الغيظ قلبي ..
شأني في ذلك شأن ملايين المصريين ..
فما حدث بعد مباراة الجزائر كان أكثر مما توقعناه
توقعنا شغبا وليس شروعا في قتل
توقعنا تعصبا وليس كراهية
توقعنا سبابا فإذا بهم يرموننا بالكفر

على كل حال فقد سقط القناع
لقد ظهروا على حقيقتهم
هؤلاء الذين يصفوننا بالكفر قتلوا وشردوا أكثر من سبعمائة ألف جزائري معظمهم من النساء والأطفال خلال فترة التسعينيات
هؤلاء الذين تتعجبون فعلتهم حرقوا السيارات وعاثوا في الأرض فسادا في فرنسا التي إحتضنتهم قبل سنين قليلة

كيف لم تتوقع أجهزتنا الأمنية كل ذلك ؟
كيف لم يتوقع الإعلاميون المحدثون ذلك فأثاروا المجرم حتى أصبح قاتلا ؟
ألم يقل أحدهم – بل أفشلهم – بعد فوزنا على رواندا : ربنا ينكد عليكم ياجزائريين ؟

ألم نفقد مصداقيتنا أمام العالم وأمام الفيفا حين أنكرنا حادث القاء الطوب على حافلتهم في القاهرة ثم عدنا واعترفنا ؟

جميل كل هذا الإهتمام الشعبي وهذة الثورة العارمة من أجل كرامة المصريين ..
ولكن ألم نكن نشاهد مباريات كأس الأمم في نفس اليوم الذي غرق فيه 1300 مصري في العبارة المشئومة ؟
لماذا لم نشهد هذه الإنتفاضة يومها ؟
ولماذا لم نشهدها يوم إحترق 3000 مصري في قطار الصعيد ؟
أم أنهم ليسوا مصريين ؟!

متى نفيق ؟!

الخميس، 19 نوفمبر 2009

الكل تساوى في حبها

تحولت مصر إلى إستاد كبير ..
لم يضم فى جنباته ثمانين ألفا ..
بل إحتوى ثمانين مليونا .

تساوى في حب مصر الجميع
الطفل الصغير والشيخ الكبير
الرجل والمرأة
ساكن العشوائيات وساكن القصور
العامل البسيط ورئيس مجلس الإدارة
جامع القمامة والملياردير
حتى أصحاب الفضائيات المتخاصمة جلسوا سويا

نسى الجميع أو تناسوا طوابير الخبز
وانفلونزا الخنازير
والسحابة السوداء
وعشوائية المرور
والقمامة في الشوارع
والفقر والغلاء
والأزمة المالية العالمية

لم يفعل الناس شيئا سوى حب مصر
عبروا عنه بكل الوسائل
بالهتاف
بالفرحة
بالقلق
بالدموع

ولكن ..! ولكن ..!
ألا نستطيع نحن العرب أن نفرح دون أن يؤذي بعضنا بعضا ؟
ألا تتوقف هذه الفضائيات والصحف الصفراء المسمومة في كلا البلدين عن إشعال الفتنة ؟
متى نفهم أنها مباراة في كرة القدم وليست حربا بين بلدين ؟
لماذا كل هذا الشحن الإعلامي غير المسبوق ؟

ألم تحتفل هذه الفضائيات بالنصر قبل المباراة وكأنه آت لا محالة وحين لم يأت كانت الصدمة بحجم التوقع ؟!

جميل أن نصل إلى كأس العالم ..
والأجمل أن نهتم بسلوكنااليومي
في عطائنا في عملنا
في إحترامنا للقوانين
في عدم السير عكس الإتجاه
في عدم إلقاء القمامة في الشوارع

الأجمل أن نفهم أن حب مصر الحقيقى ليس في الاستاد فقط ..

ورغم كل شئ ...
فيا أيتها المصر الغالية ..
هنيئا لك هذا الحب الجارف
وليذهب كأس العالم
وتبقي أنت مصر الحبيبة .

السبت، 7 نوفمبر 2009

كبدها ... لفلذة كبدها .

خبر صغير نشرته الصحف قبل أيام ..
الخبر قليل في كلماته لكنه كبير في معناه

أم صينية تبلغ من العمر 55 عاما .. أصيب ابنها البالغ من العمر 19 عاما بمرض مزمن في الكبد دمر خلاياه .
ليس له من علاج سوى زراعة كبد
وليس له من متبرع سواها

لكن الأطباء إكتشفوا وجود كميات كبيرة من الدهون في كبدها
قالوا لها يجب تخفيف وزنك والتخلص من هذه الدهون

ماذا فعلت الأم من أجل ولدها ؟
لقد مشيت الأم حوالي ألفي كيلومتر أي حوالي 10 كيلومترات يوميا لمدة 6 شهور فضلا عن حرمان نفسها من الطعام سوى الخضروات حتى فقدت من الوزن ما جعلها مؤهلة للتبرع بجزء من كبدها لفلذة كبدها .

تمت العملية التي إستغرقت 14 ساعة بنجاح في أحد المستشفيات الصينية .

هل هناك عطاء كعطاء الأم ؟
بل هل هناك قوة أقوى من عاطفة الأمومة ؟

إنها عبرة لكل إبن وكل إبنة ..
هذه هي الأم فلتعرفوا قدرها
فوالله لا يعرف قدرها إلا من فقدها .

الخميس، 5 نوفمبر 2009

طاعة .. أم خوف ؟!

أيهما تفضل ؟
أن يخاف منك أبناؤك فينفذوا ما تقول دون مناقشة ..
أو أن يحترمك أبناؤك فيقتنعوا بما تطلب منهم قبل أن ينفذوه ؟

للأسف الشديد ينشأ معظم الأطفال في المنازل والمدارس ثم الشباب والفتيات في الجامعات على الخوف من الأب والأم والمدرس والمدرسة ثم من الأستاذ الجامعي بعد ذلك .

لا يوجد حوار حقيقي يؤدي إلى الإقناع إلا فيما ندر .
لماذا ؟
لأن فاقد الشئ لا يعطيه ..
لقد نشأ أباؤهم ومدرسوهم على نفس الخوف !

فماذا كانت النتيجة ؟

- تنازل عن الحقوق حين يكبر هؤلاء الشباب والفتيات ويبدأون حياتهم العملية فلا يستطيعون مناقشة رئيسهم في العمل حين يشعرون بالظلم .
- نفاق .. فالخوف يؤدي إلى النفاق من أجل الحصول على الحقوق عملا بالمثل الشائع سئ الذكر " الإيد اللي ما تقدرش تعضها بوسها "
- فقدان المنطق في حياتنا وسلوكياتنا فالإقناع ليس موجودا
- إحساس بالظلم يؤدي بالتبعية إلى ظلم الآخرين
- اللجوء إلى المحسوبية والواسطة للحصول على الحقوق
- فقدان الثقة بالنفس فكيف لخائف أن يتحمل مسئولية

متى نفرق بين الطاعة والخوف ؟
وبين الإحترام والخنوع ؟

هل مازلنا نفرح إذا خاف أبناؤنا منا ؟
ألا نساهم في إنشاء جيل ومجتمع خائف ؟

صدقوني .. الإصلاح يبدأ من الطفولة ..