لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الخميس، 25 ديسمبر 2008

غربة النفس .. أم غربة الوطن ؟!

أن تكون بعيداً عن وطنك وتشعر بالغربة فذلك شعور طبيعي ..
أما أن تكون في وطنك وتشعر بالغربة فتلك هي المشكلة !

غربة الوطن حين تكون بعيداً عنه كأرض وأهل وأصدقاء ربما تشعر بها وأنت بعيد عنه أو تنساها في زحمة العمل والمشاغل لكنك تتذكرها حين تطأ قدماك أرض المطار ..
تتذكرها في شكل المطار نفسه وفي زحمة الطريق إلى المنزل وفي السوبرماركت الذي تمر به وفي بائع الفاكهة على الناصية وفي الحلاق الذي في أول الشارع والمكوجي الذي في آخره وفي المدرسة التي قضيت فيها طفولتك وشبابك ..

تتذكرها حين تُقبل أهلك ويقبلونك وحين ترى الشعر الأيبض يتسلل عاماً بعد عام إلى رؤوسهم بعد أن تسلل إلى رأسك .

غير أن غربة الأهل حين تكون بعيداً عنهم بجسدك يمكن تعويضها أو فلنقل التقليل منها بصوتك وصورتك عبر النت ومن قبل هذا ومن بعده بروحك الطيبة معهم ومتابعة أمورهم وحل مشاكلهم خاصة بعد هذه الثورة الهائلة في تكنولوجيا الإتصالات والتي جعلت غربة هذه الأيام تختلف تماما عن غربة أيام زمان حين كان الخطاب البريدي هو وسيلة الإتصال والإطمئنان .

لكن ... هل البعد عن الوطن والأهل – رغم قسوته – هو الغربة الحقيقية ؟
ألا يوجد أناس في أوطانهم وبين أهليهم ويشعرون بالغربة ؟
تلك في رأيي هي الغربة الحقيقية ... غربة النفس .

ألم تر أباً يعيش بين أبنائه لا يعلم عنهم شيئاً ؟
قد تكون مشاغل الحياة هي السبب لكنها بالتأكيد ليست عذراً .
الا يوجد زوج يعيش مع زوجته وبنهما حاجز من الفتور وجمود المشاعر لا يراه الناس كلوح الزجاج الشفاف الذي لا تراه قبل أن تصطدم به ؟!
ألم تر إبناً لا يزور أبويه وهو يعيش معهم في نفس المدينة ؟
أليس من الممكن أن تكون أنت نفسك تشعر بالغربة وأنت في وطنك ؟
ألم تشعر بهذا الشعور حين تُظلم لأنك لا تملك واسطة ؟

إن الغربة ليست فقط في البعد عن الأهل والوطن .
إن غربة النفس هي الغربة الجقيقية وبدونها لن تشعر بالغربة ...
حتى ولو كنت في القطب الشمالي ...!

الأحد، 21 ديسمبر 2008

هل مازالت الأرض .. تتكلم عربي ؟!

إنهم يقتلون اللغة .. هذا هو العنوان الذي كنت قد إنتويت أن أضعه فوق هذه الرسالة لولا أنني إستمعت بالصدفة قبل يومين لأغنية الراحل سيد مكاوي " الأرض بتتكلم عربي " فتسائلت بيني وبين نفسي : هل مازالت الأرض حقاً تتكلم عربي ؟!

لن أدخل هنا إلى الجانب السياسي للمعنى وهل أصبح للعرب وزناً في العالم أم لا ولكنني سأركز على لغتنا العربية وما آلت إليه .
إن المتتبع لبرامج الفضائيات أو المستمع للإذاعات سوف يشعر بمدى التدهور الذي حدث في لغتنا العربية على لسان مذيعين تم تعيينهم بالواسطة في التلفزيون الرسمي أو في الفضائيات العائلية ونسى هؤلاء أو تناسوا أن الواسطة قد لا تفوح رائحتها إذا تم تعيينهم في أية وظيفة أخرى لا يراها الناس أما هم فقد إنفضح أمرهم أمام ملايين المشاهدين داخل وخارج مصر الذين رأوهم ينصبون المجرور ويرفعون المفعول به في لغة ركيكة تجعل الإنسان يتحسر على العصر الذهبي للمذيعين المصريين الذين كانوا روادا بحق في الإعلام العربي .

إن ركاكة اللغة تفسد حتى جاذبية بعض البرامج الجادة .. فبرنامجاً كالعاشرة مساءاً وهو أحد أكبر البرامج مشاهدة لا ينقصه سوى أن يتحدث مراسلوه لغة عربية سليمة حتى تكتمل عناصر نجاحه.

إن المتابع لمراسلي محطات التلفزيون العربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب سوف يجد أننا في مصر قد أصبحنا مقارنة بهؤلاء أضعفهم لغة وأقلهم حضوراً وكيف لا وقد إنحدر مستوى التعليم وحلت دكاكين الدروس الخصوصية محل المدارس ناهيك عن إختراق لجان إختيار المذيعين بالواسطة والمحسوبية وما خفي كان أعظم .

حتى اللغة العامية الجميلة النظيفة لم تسلم من الأذى ..
هذه اللغة التي كتب بها أحمد رامي أجمل ما غنت أم كلثوم وعبر بها بيرم التونسي عن هموم الناس تم تشويهها بألفاظ لست أدري من أين أتت مثل الروش والطحن وحلقت له ونفضني والواوا دح وغيرها من ألفاظ دخلت البيوت بغير إستئذان وساهمت في إنهيار هذة اللغة العامية النظيفة .. لغة الأباء والأجداد !

متى تعود لغتنا الجميلة لتسألنا :
أنا البحر في أحشائه الدُر كامنٌ فهل سائلوا الغواص عن صدفاته

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

إهانته .. نهايته !!

رئيس فاشل .
الرئيس الذي أهان بلاده .
الحذاء الذي تأخر ثمان سنوات .
د عوةعلى الحذاء .
النهاية الحزينة .
الحذاء .. سلاح المظلومين .

هذه بعض العناوين التي يمكن لأي مخرج الإختيار منها للفيلم السينمائي الذي يصف ما حدث مساء الرابع عشر من ديسمبر عام ألفان وثمانية حين قام أحد الصحفيين البغداديين بقذف بوش رئيس أكبر دولة في العالم بفردتي الحذاء وسط سيل من الشتائم والسباب على مرأى ومسمع من العالم أجمع ..

إن هذا الرئيس الذي نشر الصواريخ المضادة للصواريخ في أوروبا والعالم حماية لأرض بلاده لم ينجح في نشر نوع آخر من الأسلحة حماية لكرامة بلاده ..
هذه الأسلحة هي العدل والحق والمساواة وعدم إمتهان كرامة الشعوب وعدم إتباع سياسة من ليس معنا فهو ضدنا.

ألا يشاهد هذا الرئيس مئات البشريموتون جوعاً ومرضاً في غزة وهو لا يجرؤ حتى على مداعبة إسرائيل بالعتاب بعد أن عجز عن الضغط عليها بسبب تحيزه الفج ؟!

إن هذا الرئيس الفاشل الذي عادى حتى أقرب حلفاءه مثل فرنسا وألمانيا قبل مغامرة غزو العراق بل إن وزير دفاعه الأفشل وصفهم بعواجيز أوروبا .. هذا الرئيس قد كذب على العالم أجمع بقصة أسلحة الدمار الشامل في العراق وذلك بإعتراف وزير خارجيته كولن باول في تصريحاته ومذكراته .

إن المواطن الأمريكي نفسه لم يسلم من طيش وغباء هذا الرجل الذى أرسل خيرة شباب بلاده إلى الموت في معارك لا مبرر لها ثم دمر إقتصاد بلاده وإقتصاد العالم قبل أن يرحل غير مأسوف عليه مخلفاً وراءه أكثر من نصف مليون أمريكي فقدوا وظائفهم في شهر واحد وسبعة وأربعين مليون أمريكي تحت خط الفقر حسب تقارير السي إن إن .

لقد وصفه نلسون مانديلا يوم أقدم على مغامرة العراق بأنه الرئيس الأغبى في تاريخ أمريكا ..

إن هذا الحذاء الذي تأخر إلقاؤه ثمان سنوات هو النهايه الطبيعية لرئيس أهان بلاده قبل أن يهين نفسه !

السبت، 13 ديسمبر 2008

مقتل فأر ... !

دق جرس الهاتف في مكتبه ..
قالت له السكرتيرة : معالي الوزير على التليفون ..
إنتفض رئيس مجلس الإدارة واقفاً وأمسك الهاتف بيده اليمنى وأطفأ سيجارته بيده اليسرى في خوف كأن الوزير يراه .
كانت المكالمة من طرف واحد .. الوزير يكيل الإتهامات بالتقصير ويتوعد بالعقاب ورئيس مجلس الإدارة – وقد إصفر وجهه – يحاول الدفاع عن نفسه فلا يستطيع .
مرت لحظات عصيبة أشعل بعدها سيجارة أخرى ثم أطفأها بسرعة ودق الجرس بعصبية ..
أتت السكرتيرة ترتجف .. طلب منها حضور المدير العام على الفور .

سمع الموظفون في الخارج كل عبارات التوبيخ والوعيد لمديرهم العام .
لم يحتمل الرجل هذه المرة وهو الذي تحمل دوماً صلف رئيس مجلس الإدارة من قبل .. رد عليه توبيخه وصياحه .

جلس المدير العام في سيارته في شارع جانبي وقد أصابه صداع شديد فقد كان يعاني من إرتفاع الضغط .. أخذ يفكر في عواقب فعلته بعد أن أنهى رئيس مجلس الإدارة خدماته ..

إستقبلته زوجته بإستغراب فقد أتى مبكراً .
سألته عما حدث فلم يرد .. عاودت سؤاله فقال لها : أغربي عن وجهي ..
دخل غرفته وأغلق الباب في عصبية .

جلست حزينة في صالة المنزل وقد شعرت بالإهانة .

خرج صغيرها من غرفته وطلب منها أن تصلح له لعبته .. ألقت باللعبة على الأرض فكسرتها .

إنهمر الصغير في البكاء ..
جاءت قطته تتمسح به كعادتها فركلها بقدمه .. عاودت المحاولة ففتح الصغير باب المنزل في عصبية وألقاها خارجه وهو لم يكف بعد عن البكاء ..

إنزوت القطة في ركن أسفل السلم ..
سمعت فجأة صوتاً ورأت شيئاً يجري قبل أن يختفي وراء أثاث قديم وضعه أحد السكان تحت السلم ..
بذلت القطة كل جهدها وأظهرت كل وحشيتها – وهي المخلوق الوديع الهادئ – حتى وجدته .
كان فأراً صغيراً لم ييستطع الإفلات منها ..
أجهزت القطة على الفأر .

تُرى من قتل الفأر ؟
القطة أم معالي الوزير .. ؟!

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

أرزاق...

شارع يفصل بين العمارتين ..
شارع لا يتجاوز عرضه الخمسة أمتار ..

كلما نظرت من النافذة رأيته ..
هو رجل من صعيد مصر جالس على كرسيه في الشمس لا يفعل شيئاً ..
رغم أنني أحسده أحياناً أو فلنقل أغبطه على هذه الجلسة الهادئة تحت شمس الشتاء الممتعة إلا أنني أشفق عليه .
فهو بواب هذه العمارة وحارسها وهي عمارة يسكنها عمال وموظفون لا يمتلكون سيارات وإنما تأتي أوتوبيسات الشركة المؤجِرة للعمارة لتنقلهم إلى أعمالهم .

على الجانب الآخر من الشارع ومقابل هذه العمارة تماماً تقع عمارة أخرى يقطنها سكان يمتلك كل واحد منهم سيارة على الأقل وعدد السيارات يتجاوز الأربعين ..
حارس هذة البناية وبوابها هو أيضا من صعيد مصر ..
شاب في مقتبل العمريقوم بتنظيف هذه السيارات يومياً فتدر عليه شهرياً أضعاف راتبه .

بين العمارتين شارع صغير .. لكن الرزق إتجه نحو العمارة الثانية وترك العمارة الأولى ..
لكن من يدرينا ..
قد يكون رزق بواب العمارة الأولى أكثر من الثانية .
قد يكون الله رزقه الصحة وراحة البال والأبناء البررة والزوجة الصالحة وقلباً لا يحسد أو يحقد فينام قرير العين ..
لا أحد يدري .

وقد يكون هذا الذي رزقه الله وفرة في المال لم يرزقه أولاداً أو إفتقر لراحة بال فلا يغمض له جفن وقد يكون العكس ..
لا أحد يدري ..

هذه مجرد مشاعر وخواطر حقيقية نقلتها إليكم بلا رتوش وهي مشاعر تعتريني كلما نظرت من النافذة متأملاً هذا الجالس على الكرسي في شمس الشتاء والآخر صاحب الرزق الوفير .

شارع واحد يفصل بين الإثنين .. بل بضعة أمتار .
لكنه الرزق ..
يأتي يميناً أم يساراًً أو لا يأتي ..
الله وحده أعلم ..
فقط علينا السعي إليه والأخذ بأسبابه .

الخميس، 4 ديسمبر 2008

الغِنى .. والجهل والمرض !

دأب الناس على ذكر الثالوث المخيف : الفقر والجهل والمرض حين يتحدثون عن عوامل تخلف وإنهيار أي مجتمع وذلك بالطبع صحيح فقد كان هذا الثالوث ولايزال قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة إذا لم يتم الإنتباه لها.

لكن أحداً لم يتحدث عن ثالوث آخر بدأ في الظهور في السنوات الأخيرة لا يقل ضراوة عن الثالوث الأول وهو الغِنى والجهل والمرض ..
فما الفرق بين الإثنين وأيهما أشد خطورة .. ؟

إن الجهل الناتج عن الفقر هو النتيجة الطبيعية لفقدان القدرة المالية والظروف الإجتماعية التي تساعد على التعلم خاصة بعد أن أصبحت خرافة ما يسمى بمجانيةالتعليم مجرد شعار يتشدق به البعض فقد قتلته الدروس الخصوصية التي لم ترحم حتى الفقراء وباتت أمراً واقعاً لا يمكن تجنبه .

كذلك فإن المرض الناتج عن الفقر والجهل هو النتيجة المتوقعة لسوء التغذية والعيش في أماكن غير آدمية وعدم الأخذ بأسباب الوقاية ناهيك عن عدم القدرة على متطلبات العلاج بعد أن وصلت المستشفيات المجانية إلى حالة يرثى لها .

إذا كان ذلك هو الحال بالنسبة للفقراء فهل يؤدي الغِنى أيضاً إلى الجهل والمرض ؟
نعم .. لكن بصورة أخرى نراها يوميا وفي كل مكان .

إن الجهل الناتج عن الغنى ليس ناتجاً عن نقص القدرة على التعليم بل نتيجة تغير وسائله التي أصبحت تعتمد على نظرية هات وخذ .. أعطني مالاً أعطيك هذه الوريقات الملخصة التي لن يخلو منها إمتحان ..لا داعي أن تفتح الكتاب أو أن تحاول الفهم فقط إحفظ هذه الأسئلة والإجابات تحصل على أعلى الدرجات .. هذا ما يحدث بالضبط في دكاكين الدروس الخصوصية !
فماذا كانت النتيجة ؟
خريجون أضعف ما يكونون في اللغة والعلم .. مجرد معلوملت سطحية سرعان ما تتبخر بإنقضاء الإمتحان .. لا خلفية علمية فتكون النتيجة فشلاً في سوق العمل المحلي والمصيبة الأكبر خارج البلاد بعد أن أصبح مستوى التعليم في بلاد كنا نُعلمها متقدماً جداً مقارنة بمستوى خريجينا .

أما عن المرض .. فقد إستبدلت هذه الفئة الغنية أمراض الفقر المعروفة كسوء التغذية والنزلات المعوية وخلافه بأمراض أخرى أشد خطورة كالأمراض النفسية الناتجة عن التطلعات غير المحدودة للمال والنفوذ والصراع على المناصب وعدم الرضا والقناعة بأي شئ وأمراض الإدمان الذي إنتشر بين هذه الطبقة بمعدلات غير مسبوقة وأمراض السمنة والسكر والضغط والقلب نتيجة قلة الحركة و الصراعات المستمرة والإفراط في الطعام كماً ونوعاً .

أي الفريقين أخطر على المجتمع ؟
إن الفريق الأول – فريق الفقر – قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة في تلك العشوائيات فنندم حيث لا ينفع الندم .
أما الفريق الثاني فقد إنفجرت قنبلته وإنتشر دخانها فعلاً متمثلاً في شراء كل شئ بالمال بدءاً من تعليم سطحي وإنتهاءاً بشراء الذمم مروراًفيما بينهما بإعلام فاسد وسفه في الإنفاق على المظاهر الكاذبة والأفراح والحفلات وغيرها .
لقد وصل ما أنفقه بعض شباب وفتيات هذه الطبقة على رسائل المحمول التي تظهر على شريط الفضائيات أسفل الشاشة وكذلك على تحميل رنات ونغمات المحمول في عام واحد ما يقارب 750 مليوناً من الجنيهات في إحصائية حديثة .

إن الفريق الثاني هو الأخطر فهو المتحكم في التعليم والإعلام والثقافة وتوجيه الرأي العام .
إن الفقر المدقع والغِنى الفاحش قد أديا كلاهما إلىتقلص الطبقة المتوسطة والتي تُعد صمام الأمان لأي مجتمع .

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الطلاق الذى زاد .. !

في إحصائية حديثة لأحد مراكز البحوث الإجتماعية المصرية عن نسب ومعدلات الطلاق جاءت الأرقام مخيفة حيث ذكرت الإحصائية أن نسبة الطلاق في السنة الأولى من الزواج 39% وفي السنة الثانية 21% .
وفي دراسة أخري للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ذكرت أن هناك طلاقاً يقع كل 6 دقائق !!

لماذا زادت معدلات الطلاق.. أبغض الحلال عند الله ؟
إن تأخر سن الزواج قد ساهم في ذلك مساهمة كبيرة حيث دفع كثير من الأهالي بقبول أول قادم لإبنتهم خوفاً من ضياع "الفرصة" غير مكترثين بأخلاقه أو طباعه أو بفارق السن أو التوافق النفسي ناهيك عن عدم التكافئ الإجتماعي والثقافي فقد أصبح كل ذلك ترفاً في التفكير وتعقيدات لا داعي لها مادامت الشقة موجودة والسيارة أمام البيت .

إن فترة الخطوبة والتي يُفترض فيها إختبار المشاعر ودراسة الطبائع قد تحولت إلى جلسات لحساب التكاليف حيث تجلس الفتاة مع خطيبها وقد شحنتها والدتها ببطارية الطلبات والكماليات وحذرتها من عدم التنازل بينما يجلس الشاب مشحوناً من عائلته – غالباً الأم – بكل أساليب الرفض ووسائل المناورة وسياسة " إوعى توافق هو حد لاقي عرسان " !! فتكون النتيجة أن تتحول فترة الخطوبة إلى جلسات غم وهم وشجار تقتل الحب – إن وُجد – وتجعل الزوجين في بداية حياتهما طرفي صفقة بدلاً من أن يكونا سكناً لبعضهما .

عامل آخر من أسباب الطلاق هو الخلافات المادية بين الزوجة العاملة وزوجها .. فقد أدت صعوبة الحياة وغلاء المعيشة إلى إحتياج البيت لدخل الزوجين .. وما لم يكن هناك شعور متبادل بالإنتماء لبيت واحد وهدف ومستقبل واحد دون ضغوط من أي طرف على الآخر أو أنانية من أحد الطرفين فإن المشاكل لن تتوقف .

إن قلة خبرة أحد الطرفين أو كليهما تجعلهما يتعثران أمام أول مشكلة تقابلهما دون أن يدركا أن الوقت لم يحن بعد للحكم على نجاح الزواج من عدمه وأن مزيداً من الوقت مطلوب لحل المشاكل دون تدخل من زملاء العمل أو الجيران .

أماالعصبية و العناد وعدم تنازل أي من الطرفين أو كليهما عند حدوث المشاكل فهو آفة كبرى وأحد أهم أسباب الطلاق .

إن تحيز الأهل عند حدوث أي مشكلة لصالح إبنهم أو إبنتهم على حساب الحق يساهم في إشعال النار بدلاً من إطفائها حتى يقع الطلاق فيندمون حيث لا ينفع الندم .

لقد أدى التدهور الأخلاقي في عصرنا هذا إلى زيادة معدلات الخيانة الزوجية مما ساهم أيضاً في إرتفاع نسب الطلاق .

هذا بعض من كثير من أسباب الطلاق وهي في معظمها ناتجة عن سببين رئيسيين :
أولهما غياب الوازع الديني وإستبداله بعبادة المال والماديات ..
وثانيهما غياب دور الأسرة قبل الزواج في إعداد الشاب والفتاةقبل خوض هذه التجربة وذلك بالحوار الهادئ والقدوة الحسنة وترسيخ مفهوم الزواج الحقيقي كحب وعشرة طيبة وبناء أسرة وليس الزواج العصري الذي صار زواج مصالح وماديات .

إن الأرقام التي ذكرتها في مقدمة هذه الرسالة هي أرقام مرعبة يجب الإنتباه لها ومعالجة أسبابها وإلا فإن الأسوأ لم يأت بعد ..

الأربعاء، 26 نوفمبر 2008

القلم .. والقدم !!

في البداية أقول .. إنني من عشاق الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً بل وأعتبرها من أكثر وسائل الترفيه براءة في عصرنا هذا .

غير أن الرياضة – شأنها شأن كل شئ في هذا العصر – قد شابها ما شابها من صراعات وفساد وجشع حتى صار الناس يتابعون مشاكلها أكثر مما يستمتعون بفنها .

إن الفضائيات الرياضية التي تعددت والجرائد الكروية التي إنتشرت قد إستحوذت على فكر ووقت الناس حتى أصبح هؤلاء يعتبرون أزمة بث مباريات الأهلي فضائياً هي المشكلة الأولى في مصر الآن .
ألم تتحول مشكلة إنتقال الحضري من الأهلي إلى سويسرا إلى قضية قومية إستمرت شهوراً بل وغطت على أخبار غرق العبارة في حينها ؟
ألم تستحوذ مشاكل الزمالك وإداراته ونتائجه على فكر الناس حتى أصبحت أهم من أزمة الخبز والركود الإقتصادي العالمي وحصار غزة ؟

إن الإحتراف الكروي – رغم مزاياه – قد خلق جيلاً من اللاعبين الذين أثروا ثراءاً فاحشاً فأصبح إنتماء بعضهم للمال أهم من إسم النادي وقبل المبادئ بل وأصبحوا بالنسبة لكثير من الشباب مثلاً اعلى ... ولم لا ؟ أليس ذلك أقصر الطرق للشهرة والثروة ؟!
ألا يرون حاملي الدكتوراة وأصحاب الفكر يكابدون عيشهم بالكاد في الوقت الذي يكسب فيه أي لاعب مشهور الملايين مقابل نصف دقيقة يقرمش فيها الشيبسي في أي إعلان ؟

ألا يرى هؤلاء الشباب إعتصام الأطباء – خريجي ما يسمى بكليات القمة – أمام نقابتهم في محاولات مستميتة لرفع رواتبهم من 350 جنيهاً إلى ألف جنيه شهرياً في الوقت الذي ينتقل فيه اليوم أي لاعب من نادي محلي إلي نادي آخر محلي بملايين الجنيهات ناهيك عن أسعار الإنتقال إلى أوروبا ويحصل فيه أي لاعب فاز ناديه في بطولة على ربع مليون جنيه ؟

ألا تُخصص الصحف والفضائيات أياماً طويلة في مناقشة حركة منافية للآداب أتى بها لاعب بيديه وهل يستحق عليها إنذاراً أم لا بينما يظهر خبر حصول العالم المصري الفذ الدكتور مصطفى السيد على أعلى جائزة علمية في أمريكا في الأبحاث الخاصة بعلاج السرطان – يظهر هذا الخبر في خمسة أسطر في بعض صحفنا ؟

كم واحداً من جيل هذا اليوم يجهل من هو الشاعر العظيم فاروق جويدة في الوقت الذي يعلم فيه تفاصيل حياة وأخبار أي لاعب ولو كان حتى من لاعبي دكة البدلاء ؟
كم واحداً قرأ كتاب أحمد زويل صاحب نوبل عن سيرته الذاتية وقصة نجاحه وهوكتاب شيق لا يتجاوز ثمنه ثمن تذكرة الدرجة الثالثة في أي مباراة إن لم يكن أقل بدلاً من يتابع تفاصيل قصة شعر اللاعب الفلاني ؟
كم من هؤلاء الشباب قد قرأ كتاب الشيخ الغزالي رحمه الله "هموم داعية " أو مذكرات ألجمسي بطل حرب أكتوبر عن يوميات هذة الحرب بدلاً من متابعة رؤساء نادي الزمالك وهم يسبون بعضهم البعض بأقذع الألفاظ وعلى الهواء مباشرة ؟

ثم يتسائل الناس بعد ذلك : ماذا ألم بنا وإلى أين نحن ماضون ؟
لماذا تتعجبون ؟
ألم تصبح القدم أهم من القلم ؟!

الاثنين، 24 نوفمبر 2008

العالم .. ما قبل الفضائيات وما بعدها !

يقال أن كثرة الشئ تفسده ..
هل يمكنك حصر عدد الفضائيات التي يمكنك التنقل فيما بينها بضغطة واحدة على الريموت كونترول ؟
ما هذا الكم الهائل من الفضائيات ثم ماهذه العشوائية في مستواها ونوعياتها ؟
نحن لا ندعوا بالطبع إلى إعلام مقيد في نفس الوقت الذي لا نسعد فيه بهذه الفوضى الفضائية .

منذ نهاية الثمانيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي إنطلقت آلاف الفضائيات الرسمية منها وشبه الرسمية والخاصة والموجهة إلى آخره .
وقد غطت هذه المحطات جميع الإتجاهات والإحتياجات ..
منها ما هو شامل أي سياسي إجتماعي عائلي ترفيهي ومنها ما هو متخصص كالقنوات الإخبارية والدينية والرياضية وقنوات الأفلام والأغاني والزواج والإقتصاد ناهيك عن القنوات الخليعة .

فما هي إيجابيات وسلبيات هذا الغزو الفضائي ؟

أما أن لهذه القنوات إيجابيات مقارنة بالإعلام الرسمي فبالتأكيد نعم ..
لقد ساهمت القنوات الجادة في عودة الوعي وإعادة تشكيل الرأي العام بعد عصور من سماع الأخبار الكاذبة والمفبركة والرأي الأوحد وإقتحمت مشاكل المجتمع وكشفت المستور عن كثير من بؤر الفساد والمفسدين وأصبحت برلماناً حقيقياً لملايين المواطنين الذين لا يكتفون بالمشاهدة فقط بل ويدلون بآرائهم على الهواء .

لقد أتاحت هذه القنوات تبادل الآراء بين كل الفرقاء بل وحتى الأعداء في مناظرات على الهواء تجعل المشاهد يكون رأياً حراً غير مفروض عليه .

لقد وصلت هذه الفضائيات إلى درجة عالية من التقنية تتيح للمشاهد وهو في بيته متابعة الأحداث على الهواء مباشرة .
لقد شاهد الناس الحروب بين الدول وقصف المدن والإنتخابات الأمريكية وإفتتاح الأولمبياد والزلازل والكوارث لحظة وقوعها في تغطية غير مسبوقة في التاريخ .
إن القنوات العلمية المتخصصة تنقل لك أحدث أخبار العلم بصورة مبسطة وجذابة .

أما عن السلبيات .. فإن هذه القنوات بتعددها وإرسالها على مدار الساعة مما تطلب عدداً هائلاً من البرامج قد أتاحت ظهور كل من هب ودب من مذيعين وضيوف وما يسمى بفنانين وفنانات ومطربين ومطربات والذين لم يمروا بلجان تقييم أوإستماع والذين لا يحظون بأي حضور أو لغة سليمة أو ثقافة أو مظهر أو حتى أخلاقيات مما ساهم-ضمن عوامل أخرى – في الإنهيار الأخلاقي والثقافي الذي نشاهده .

لقد تسببت هذه الفضائيات في خلق البلبلة والتشتت بنشرها أخباراً غير مؤكدة وأراءاً متحيزة بل وفتاوى غير موثوق بها .

إن بعض هذه القنوات قد تحول إلى ساحات للصراعات الشخصية وتخليص الحسابات !

لقد خالفت بعض هذه القنوات أبسط قواعد الإلتزام المهني في نشر الصورة أو الخبر وإقتحمت خصوصية الناس وحكمت في القضايا قبل المحاكم ونشرت الفضائح العائلية على الملأ .

وأخيراً وليس آخرا فلقد سلبت بعض هذة الفضائيات متعة الترفيه البرئ بإحتكارها وتشفيرها الأحداث الرياضية العالمية مما حرم السواد الأعظم من الناس هذه المتعة .

خلاصة الأمر أن الفضائيات بإيجابياتها وسلبياتها .. بحلوها ومرها هي إحدي ظواهر العصر الحديث .

إن أي متعمق في ما أحدثته هذة الفضائيات سلباً أو إيجاباً خلال أقل من عقدين من الزمان يجب أن يصنف العالم إلى .. ما قبل الفضائيات وما بعدها !

الخميس، 20 نوفمبر 2008

الخبرة والعلم .. وصراع الأجيال .

أيهما أهم .. أن تكون ذو علم غزير لكنك تفتقد الخبرة ؟
أم أن يكون لديك خبرة طويلة غير أنك لم تطور نفسك ؟


أما العلم بدون خبرة فليس عيباً شريطة أن يستفيد الإنسان بخبرة الأقدمين ولا يجد في ذلك غضاضة أو إنتقاصاً من علمه .
وأما الخبرة فقط دون أن يطور الإنسان نفسه فهي غير كافية على الإطلاق في زمن يتطور فيه العالم كل يوم وليس كل عام .

العلم دون الإستفادة من الخبرة والإكتفاء فقط بتطبيق ما إحتوته الكتب والمراجع هو نوع من التطبيق النظري الذي قد يفلح أحياناً ويفشل في معظم الأحيان .
والخبرة فقط دون الإستفادة من كل جديد حتى لو كان هذا الجديد عن طريق الأحدث سناً هي نوع من الجمود بل أحياناً نوع من السباحة ضد التيار .
أما الفتوى في أي شئ دونما علم أو خبرة فتلك هي الفهلوة بعينها ..

ويتحدث الناس كثيراً عن صراع الأجيال وهو في الحقيقة صراع بين التمسك بخبرات وأفكار الجيل الأقدم دون محاولة الإقتراب من الحديث وبين جيل أحدث لا يعترف بخبرة أصحاب الشعر الأبيض .

هذا الصراع لا تجده بين أصحاب المهنة الواحدة من مختلف الأعمار فحسب بل تجده أيضاً بين تروي الوالدين وحماسة الأبناء ..
ومن الذكاء أن يفهم الوالدان عقلية الأبناء عند طرح أي قضية للمناقشة وأن يفهم الأبناء أن حرص الآباء عليهم هو حب لا إحتكار وأن هناك خيطاً رفيعاً بين التروي والجمود وآخراً بين الحماسة والتهور .

إن الوصول إلى منتصف الطريق بين الطرفين يحقق الفائدة لكليهما غير أن ذلك يحتاج جهداً من الجيل القديم حتى يكتسب ثقة الجيل الأحدث .

وكما أن العلم والخبرة يكملان بعضهما البعض فإن الحماس والتروي يجب أيضاً ان يتكاملا ..
المطلوب فقط أن يكون كل طرف متقبلاً لسماع الطرف الأخر دون أحكام مسبقة .
وقتها لن يكون هناك ما يسمى بصراع الأجيال .

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

الصديق الذى .. أحبه

عن الصداقة قالوا :
صديقك من صدقك "بفتح الدال" لا من صدقك "بتشديد الدال" ...
وإختر الصديق قبل الطريق ..
وقد وصف أحد الفلاسفة الصديق فقال : هو الشخص الذي إن جلست معه سوياً لفترة دون أن تتكلما لا يشعر أحدكما بضرورة الكلام منعاً للحرج أو كسراً للملل .

فمن هو الصديق ؟ وما الفرق بين الصداقة والحب والزمالة ؟

إن الفطرة التي خلقنا الله عليها تجعل أي أبوين يحبان أبنائهما بل إن الأم تبدأ في حب جنينها وهو يتحرك في أحشائها وقبل أن تراه .
لكن كم من الآباء والأمهات أصدقاء لأبنائهم وبناتهم ؟
إن أجمل علاقة في رأيي بين الوالدين وأبنائهم هي علاقة الصداقة ..
إن الإبنة حين تتحدث إلى أمها الصديقة تكشف لها عن كل ما يجيش في صدرها من مشاعروأحاسيس بحلوها ومُرها وكل ما تحمله من أسرار وأسئلة .. وهل هناك أفضل من أم صديقة تنصح صديقتها الإبنة بحب وليس بأوامر ونواهي ؟
تخيل معي أباً يجلس بين أبنائه الأصدقاء له يناقشهم في أمورهم بهدوء بل ويأخذ برأيهم في قرار يتخذه .. ماذا تتوقع لهؤلاء الأبناء والبنات بعد ذلك ؟ هل ينحرفون لأنهم لم يجدوا صديقاً في منزلهم فوجدوه في مكان آخر ؟ أم يصبحوا والدين صالحين في المستقبل يعطيان لأبنائهم ما كسبوه من والديهم ؟

وفي مجال العمل .. كثير من الزملاء يحيطون بك .. لكن واحداً منهم تلجأ إليه في مشكلة تواجهها وتفتح قلبك له في هم يعتريك وتسأله النصيحة في أمر يحيرك . هذا هو الصديق فليس كل زميل صديق .
أحيانً تبوح لصديقك الحقيقي بما لا تستطيع أن تبوح به لأقرب الناس إليك .

حتى في العلاقات الزوجية التى إختلط فيها تعريف الحب المتأجج والتي ساهمت السينما في نقله بصورة غير صحيحة بالحب الحقيقي –وهو العطاء في صمت دون إنتظار مقابل-حتى في هذه العلاقة التي قد تتحول بعد حين إلى عشرة طيبة أو غير طيبة فإن الصداقة إذا ما توجت هذه العلاقة تكون بمثابة الوقود الذي يبقى هذا الحب مشتعلاً .
ما أجمل أن يتحدث الرجل إلى زوجته في أمر يهمه ويسألها فتسديه الرأي ليس كزوجة بل كصديق متجردة في هذه اللحظة من أية عوامل أخرى يمكن أن تحيد بها عن الرأي المجرد .

إن الصداقة الحقيفية لمن يفهم معناها هي أقوى وأبقى من أى علاقة أخرى .

في أدبيات الشعر العربي :
إن الصديق الحق من كان معك
ومن يضر نفسه لينفعك
وأنا شخصياً أعترض على هذه المبالغة في أن يضر أحداً نفسه لينفع الآخرين وأسمح لنفسي فأتخيل هذا البيت كالتالي :
إن الصديق الحق من كان معك
ومن يقول الحق حتى ينصحك

إن صديقا مخلصا تكسبه في هذا العالم المادي والذي سادت فيه لغة المصالح يعادل أموال الدنيا .

السبت، 15 نوفمبر 2008

دعوة للتدبر .. لا للتأخر .

هذه ليست دعوة للتأخر وإنما للتدبروالتفكر ..
أعرف مسبقاً أنه موضوع مثير للجدل وإختلاف الرأي والرؤى ..
ولم لا طالما أننا نختلف بإحترام .

هل العلم والتقدم يعني أن نصنع الشئ لمجرد أننا نمتلك القدرة على صنعه ؟
أم أن فلسفة العلم والتقدم هو أن ندرك عواقب ما نصنع إقتصادياً وإجتماعياً وأخلاقياً ؟

كنت أزود سيارتي بالوقود في محطة البنزين بإحدى الدول وعندما فرغت لم أجد العامل التقليدي الذي يأخذ مني النقود مقابل الوقود ووقفت في صف من السيارات ينتهي عند موظف في نهاية المحطة قد إعتلى مكتباً وأمامه شاشة كمبيوترتظهر له رقم ماكينة الوقود والمبلغ المستحق على كل سيارة ..
أحسست بشعورين مختلفين .. أولهما بقيمة العلم الذي لخص كل عمليات المحطة في شاشة واحدة ..
وثانيهما أن نفس هذا العلم تسبب في فقد ثمانية عشر عاملا لوظائفهم حيث كانت المحطة تحتوي ستة ماكينات للوقود وتعمل ثلاث ورديات يومياً .
ثم نتحدث ليلا ونهاراً عن البطالة !

نفس هذا الشعور ينتابني كلما مررت بمكائن السحب الآلي امام البنوك .
صحيح أنها وفرت الوقت والجهد .. لكن هل فكرت مرة كم موظفا كان يقوم بهذة الوظيفة داخل البنك وتم الإستغناء عن معظمهم ؟
ثم نتحدث ليلاً ونهاراً عن البطالة !

ثم ماكل هذه الأموال التي تُنفق على الفضاء ؟
هل من العقل أو من العدل أن تُنفق كل هذة المليارات لإكتشاف الكواكب الأخري والتأكد من وجود الماء على المريخ بينما مليارات البشر على كوكبنا تأكل من بقايا الطعام ولا تجد ماءاً نظيفاً تشربه .
إن رُبع هذة الأموال لو أنفقت في زيادة الرقعة الزراعية ومد شبكات المياة إلى الفقراء أو حتى تحلية مياة البحار لو نضبت الأنهار لما بقي في العالم جوعى أو ظمأي .
ثم نتحدث ليلاً ونهاراً عن الفقر !

هذه أمثلة قليلة من كثير كثير ..
إن هناك فرقا بين العلم وفلسفة العلم .

في بداية الأتفية الثالثة تم إجراء إستطلاع رأي ضخم في أمريكا وأوربا شارك فيه الملايين عبر الإنترنت وقام بتنظيمه ثلاث من أكبر مراكر الإستطلاع الصحفية والتلفزيونية والجامعية وكان سؤال الإستطلاع :
ماهو في رأيك أعظم إختراع أو إكتشاف في القرن العشرين ؟
كانت قائمة الإختيار تضم مائة إختراعاً وإكتشافاً شملت المصباح الكهربي والتليفون والسيارة والطائرة والإنترنت وقائمة أخرى طويلة تجعل الإختيار صعباً ..
هل تعلمون بل هل ستصدقون ما هو الإختراع الذي إحتل المركز الأول بغالبية الأصوات ؟!
إنه المرحاض .. أي والله ليست نكتة وإنما حقيقة .
هذه هي إحتياجات الناس الحقيقية ..

لست أدري هل يتقدم العالم أم يتأخر ؟
أم أن أضواء العلم والتكنولوجبا قد بهرت أعيينا حتى صرنا لا نرى أبسط الحقائق والإحتياجات !


الجمعة، 14 نوفمبر 2008

عجوز في الثلاثين .. أم شاب في الستين ؟!

هل عمرك مجرد رقم في بطاقة هويتك ؟
أم أن عمرك يقاس بما قدمته خلاله ؟
أم أن عمرك الحقيقي هو ما تشعر به فعلاً ؟ ولماذا يشيخ بعض الناس مبكراً ؟

أحياناً تجلس مع شاب في الثلاثينيات فتجده مهموماً مكتئباً كأنما قد ضاقت به سبل الحياة وتنظر إلى وجهه فتجد التجاعيد قد تسللت إليه قبل أن يتسلل الشعر الأبيض إلى رأسه وتشعرك قسمات وجهه وإبتسامته الغائبة ونظرته للحياة بأنك تجلس مع عجوز في السبعين .

وفي أحيان أخرى ترى رجلاً قد جاوز الخمسين أو حتى الستين وقد إشتعل رأسه شيباً لكنك تجد وجهه نضراً وفي عينيه بريق وإبتسامته تعبر عن سلام داخلي ونفس صافية وقد إنطبع كل ذلك على قسمات وجهه فلا تجده إلا بشوشا تنجذب إليه بمجرد أن تراه .

عجوز الثلاثين يقبع في بيته في عطلة نهاية الأسبوع معرضاً عن الترفيه البرئ والأصدقاء فإذا ما ذهب معهم في بعض الأحيان تجده قد إنزوى في ركن مع صديق يحمل نفس صفاته فلا يستمتعان بترفيه أو جو جميل بل يقضيان الوقت كله في الحديث عن العمل ومشاكله وعن المال وأزمته العالمية وعن الفساد وأسعار الحديد وخلافه ثم يعود إلى بيته وقد زادته العطلة إكتئاباً فوق إكتئابه ويبدأ أسبوعه عابساً لم يستفد شيئا من عطلته .

أما العطلة لشاب الستين فهي شئ مقدس ففي هذا اليوم قرر الرجل ألا يتحدث في مشاكل أو هموم.
تجده على شاطئ البحر أو في الحديقة يضحك ويلهو مع أصدقائه وأبنائه وربما أحفاده ضارباً عرض الحائط بمشاكل العمل وهموم الحياة في هذا اليوم ليبدأ أسبوعه مشحوناً بطاقة جديدة ووجه مبتسم .

عجوز الثلاثين لا يفعل شيئاً أكثر من النظر إلى ما في يد الآخرين حسداً وحقداً رغم ما حاباه الله من النعم حتى يسود وجهه ويصاب بكل أمراض النفس السيئة وينطبق عليه قول الشاعر :
كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .

أما شاب الستين فوجهه المشرق دائماً هو النتيجة الطبيعية للرضا والقناعة بما يملك حتى ولو كان قليلاً .. لا يكره أحداً والصحة عنده أهم من المال والأبناء البررة في نظره نعمة لا تعادلها أموال الدنيا وإن كثرت .

هل عرفت الآن لماذا تجد أحياناً شاباً في الثلاثين وقد شاخت خلاياه من الداخل ورجلاً في الستين وهو في قمة الحيوية والنشاط ؟

إن العمر ليس مجرد رقم في بطاقة هويتنا ..
عمرك الحقيقي هو ما تشعر به حقاً .

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2008

أفعال .. أم ردود أفعال ؟!

هب أنك حُرمت من طفولة سعيدة بسبب أبٍ قاسٍ حول طفولتك البريئة إلى خوفٍ دائم وحرمان من اللعب مع الأصدقاء والتنزه معهم في مرحلة الشباب وأحاط حياتك بسياجٍ من الأوامر والنواهي ثم دار الزمن دورته وأصبحت أباً ..
هل يكون تصرفك رد فعل لما حدث لك فتترك الحبل على الغارب لأبنائك حتى لا يشعروا بما شعرت به في طفولتك فتخسرهم ؟
أم يكون تصرفك هو فعل صادر عنك أنت مجردا من عقدة الماضي فتكون تربيتك لهم معتدلة وتوفر لهم حياة سعيدة دون إخلال بإنضباط ؟

ولو أن جارا لك آذاك بالقول فإستثارك ..
هل تسأل إبنك أن يتسلل في ظلام الليل فيلقي بالقمامة أمام منزله أويحطم زجاج سيارته إنتقاماً ؟ هل يكون هذا رد فعلك ؟
ماذا سوف تفعل بعد سنوات حين ينتقل هذا الجار إلى رحمة الله فتكتشف أنه لم يتبقى من فعلته سوى ما علمته أنت لإبنك من سلوك شائن في لحظة غضب ؟

ماذا تفعل إذا شعرت ان رئيسك في العمل متحاملاً عليك ؟
هل تتسرع بالإستقالة فوراً دون وجود عمل بديل ثم تندم على ردة فعلك المتسرعة بعد أن تجد نفسك بلا عمل ؟

هل إذا إختلفت مع صديق عمرك أو حتى مع زوجتك .. هل تنسى في لحظة غضب حمقاء عشرة العمر وتبدأ في سرد كل صفاتهما السيئة حتى إذا ما إنصلحت الأمور بينكم وجدت شرخا في العلاقة يصعب ترميمه ؟
هل تعتبر ذلك فعلاً عاقلاً أم أنه كان رد فعل متسرع ؟

إن العقل البشري فيه من الكوابح"الفرامل" ما لو أجدنا إستخدامها لتجنبنا الكثير من المشاكل .

إن الفرق بين الفعل ورد الفعل هو أن الأول يكون عادة متروياً مدروساً أما الثاني ففي الغالب يكون متسرعاً متهوراً يضيع بسببه حقك ولو كنت مظلوماً .

قد تكون المسألة ليست بهذه السهولة فنحن في النهاية بشر لكن العاقل من يتعظ بغيره .

العاقل هو من تكون تصرفاته أفعالاً لا ردود أفعال .

الخميس، 6 نوفمبر 2008

حُباً فى أوباما .. أم كُرهاً فى بوش ؟!

تذكرت حين فاز أوباما برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية – تذكرت تصريحاً لنلسون مانديلا الزعيم الجنوب أفريقي الذي قضى سبعة وعشرين عاما في السجن وصف فيه جورج بوش بأنه أغبى رئيس في تاريخ أمريكا . كان هذا التصريح يوم أقدم بوش على غزو العراق عام 2003 .

تذكرت هذا التصريح وأنا أحاول تفسير سر هذا الفوز الكاسح و هذا الإقبال غير المسبوق في عدد الناخبين .

يخطئ من يظن أن أوباما قد فاز بأصوات السود ذلك أن عددهم في أمريكا لا يتجاوز 12 في المائة من عدد السكان وعليه فإن الأغلبية الساحقة ممن إنتخبوه هم من البيض .

لماذا فاز اوباما ..؟
لماذا فاز وهو الأسود ذو الأصول الإفريقية والمشكوك في أصوله الإسلامية في بلد كان حتى منتصف الستينيات يكتب على بعض الأماكن :ممنوع دخول الكلاب والسود ويعتبر حتى الآن أن كل مسلم هو إرهابي إلى أن يثبت عكس ذلك ؟

هل هناك البعض الذي إقتنع بأفكاره وطموحه وإنجذب إلى ذكائه وحديثه ؟ ربما
هل هي الأغلبية التي كرهت بوش بسياساته الغبية وغروره وعناده فإخارت التغيير ليس حبا في أوباما لكن كرهاً في بوش وأتباعه من الجمهوريين ؟ بالتأكيد نعم

هل أتى على رأس السلطة في أمريكا رئيساً دمر إقتصادها في أسوأ أزمة مالية في العصر الحديث وجرها إلي مستنقعات أفغانستان والعراق وجعل أمريكا تعادي معظم دول العالم وهو القائل :من ليس معنا فهو ضدنا .

كنت أشاهد المناظرات الثلاث التي جرت بين أوباما وماكين وقلت لمن حولي : هذا الرجل سيفوز ليس فقط بذكائه وإنما أيضا بغباء هذا المنافس العجوز الذي كان يحدث أوباما دون أن ينظر إلى وجهه وهي من أبسط قواعد اللياقة مما يدل على غروره وصلفه ناهيك عن تركيزه على جوانب منافسه الشخصية في محاولة يائسة لتحطيمه .

إن فوز أوباما في رأيي المتواضع هو بداية حقبة جديدة في التاريخ تنتهى فيها المفاضلة بين البشر على أساس اللون بعد أن أصبح رجل أسود سيداً لبيت أبيض .

أجمل ما في الأمر ان حقبة بوش الكريهة والغبية قد إنتهت غير ماسوفاً عليها .

ويبقى أن نقول أننا سواء شئنا أم أبينا فإن الإنتخابات الأمريكية تجبرك على إحترام هؤلاء الناس مهما إختلفت معهم ..

الاثنين، 3 نوفمبر 2008

حقيبة الإسعاف ..والكارو !!

الزمان : القرن الحادي والعشرون
المكان : القاهرة
الحدث بل الأحداث :

الكارو مازال يسير في شوارع العاصمة
إشارات المرور مجرد مصابيح ملونة لا يحترمها أحد
السيارات تسير عكس السير
المطبات تملأ الشوارع
لا توجد مواقف عامة للسيارات إلا فيما ندر وبأغلى الأسعار
مشاريع القتل أو الميكروباصات تعيث في الأرض فساداً وبلا رادع
سائق التاكسي يتحكم في خلق الله والعداد أصبح من آثار مصر العظيمة
المدينة تغرق إذا أمطرت السماء
الدخان ينبعث من معظم السيارات فيضيف إلى السحابة السوداء وقوداً جديداً
جراجات العمارات مغلقة جشعاً وإستغلالا
الناس تحتل جزءاً من كوبري 6 أكتوبر للسمر والحفلات

وبعد كل هذا ..
يتحدثون عن شنطة الإسعاف !!
كأن جميع مشاكل المرور قد تم حلها ولم يتبق سوى شنطة الإسعاف .

ثم ألا يعلمون أن محتويات هذه الحقيبة مثل الأدوية لها تاريخ إنتهاء صلاحية ويجب تجديد محتوياتها من وقت لآخر ؟
أم أنها مجرد سد خانة في قانون المرور الجديد ؟
أليس من الأجدى أن تستغل هذه الأموال التي سينفقها الناس في شراء سيارات إسعاف جديدة يتم نشرها على الطرق السريعة ؟

إن الإصرار على حقيبة الإسعاف قبل القضاء على عشوائية المرور كمن يرتدي أفخر الثياب وليس في قدميه حذاء !
متي تصبح الأولويات أهم من الفرعيات ؟
ثم هل المشكلة هي في قانون مرور جديد أم في تنفيذ مواد القانون الحالي ؟
العبرة بتنفيذ القوانين لا بتكدسها ..

الخميس، 30 أكتوبر 2008

القتلة الجُدُد..!

قديماً كانت صفحات الحوادث بالجرائد لا تحتوي إلا على أسماء وصور محترفي الإجرام من البلطجية وأرباب السوابق والمسجلين الخطر الذين نشأوا في بيئة مجرمة أو تبعث على الإجرام.

أما حديثاً فقد إنتقلت أخبار الجريمة إلى الصفحات الأولى بعد أن أصبح أبطالها رجال أعمال وأطباء ومدرسين والبقية تأتي .

في البداية يجب أن نقول أن المتهم برئ حتى تثبت إدانته .. هذا مبدأ قانوني يجب إحترامه .
لكن ما الذي حدث ؟

لم نفق بعد من أخبار أستاذ كلية الطب الذي مزق ضحيته إربا بعد أن قتله في "عيادته" ووزع أشلاء جثته في أرجاء المدينة المختلفة حتى أتتنا أنباء المدرس الذي قتل تلميذاً في عمر الزهور بعد أن ضربه ضرباً أدى إلى الموت .

ما الذي حدث ؟
وإذا كان النوع الأول من محترفي الإجرام قد حرمتهم بيئتهم وظروفهم من الجو الصحي الذي يؤدي إلى شخصية سوية أو فرصة تعليم أو عمل فما حُجة وعذرهؤلاء القتلة الجُدد ؟

ما الذي جرد هذا الطبيب من إنسانيته حتى يقتل ثم يمثل بالجثة وما الذي جرده من عقله حتي لا يفكر في عقوبة تنتظره وسمعة سيئة تلحق بأبنائه وأسرته ؟
وقبل هذا وذاك ما الذي جرده من دينه فقتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ؟

ما الذي دفع هذا المدرس الذي نسي أُبوته فقتل طفلا في عمر أبنائه وغاب عقله فلم يفكر ولو للحظة في عواقب فعلته ؟

هل هو البعد عن الدين ؟ بالتأكيد نعم .
هل هو تفكك الأسرة ؟
هل هو نقص أو سوء التربية ؟
هل هي العصبية التي أصابت الناس من ضغوط الحياة ؟
هل هو الجهل بالقانون أم عدم الإكتراث به ؟
هل العقوبات غير رادعة أم أنها لا تُنفذ ؟
هل غابت الأخلاق والقيم لهذه الدرجة ؟
هل إنتشرت شريعة الغاب ؟
هل غاب المثل الأعلى أم أنه أصبح قاتلا ؟
ألم تعد الأمهات ترضع أبناءها حليباً وحناناً وأخلاقاً ؟

ثم أين الحل ؟
هل هو في الأب والأم أم في رجال الدين أم في امسئولين عن "التربية" والتعليم أم في المثقفين أم في الإعلام ؟

أم أن فاقد الشئ لا يعطيه ؟!

الأربعاء، 29 أكتوبر 2008

هل تحب عملك .. ؟

سألني فجأة :هل أنت سعيد في عملك ؟
هو أحد الأصدقاء وكان يزورني ..
قلت : أعتقد أنني أحب عملي أو فلنقل لا أكرهه ولا أشعر وأنا ذاهب إليه صباحا بشئ يجثم على صدري .
قال : أنا عكس ذلك تماماً .. ففي معظم الأيام ينتابني شعور بالضجر والهم وأنا ذاهب إلى عملي .
قلت : في بداية حياتي العملية كان ينتابني نفس الشعور .
سألني : وكيف تغلبت على ذلك ؟
أجبته : جلست مع نفسي ووصلت إلى معادلة حسابية .. فنحن نعمل ثُلث اليوم وإذا ما نحينا جانباً ساعات النوم – وهي حياة غير محسوسة – فإننا نعمل نصف اليوم المحسوس .. وببساطة فإنني لو كرهت نصف يوم السبت ونصف يوم الأحد وكذلك الإثنين إلى آخره فمعنى ذلك أنني أكره نصف حياتي التي أعيشها مرة واحدة ..

لمعت عيناه كمن وجد شيئاً .. سرح ببصره ثم قال : وهل حققت ذلك فعلاً ؟
قلت : نعم وبنسبة كبيرة جداً غير أننا في النهاية بشر نضعف أحياناً .

قال : حسناً .. تلك هى المعادلة الحسابية .. المهم كيف أنفذ هذا ؟
قلت : ضع أمام عينيك عدة حقائق :

أولها أنك تعمل وهذه نعمة يتمناها الكثيرون في زمن البطالة .

وثانيها أن أي عمل لابد وأن يكون مرهقا ولكننا خلقنا لذلك .

وثالثها أن تتخيل صورة أسرتك في برواز معلق على الحائط وأن رسالتك في الحياة أن تؤمن لهم حياة كريمة .. قد يكون على الأرض تحت هذا البرواز أشياءاً لا تحبها .. تذكر أن تنظر دائما إلى البرواز فقط .

رابع هذه الحقائق .. ليس مهماً ان تكون محبوباً عند رئيسك في العمل المهم الا تكون مكروهاً او سبباً دائماً للمشاكل .

وماذا عن زملاء العمل ومشاكلهم ؟ سألني
أجبته : هذه هي خامسة الحقائق .. إستمع أكثر مما تتكلم .. ليس كل زميل صديق وإعلم بأنه إذا ضاق صدر المرء عن سر نفسه فصدر الذي يُستودع السر أضيق .

سادساً .. تذكر دائماً أنك إذا قضيت حاجات الناس فسييسر الله لك من يقضي حاجاتك .

وأخيرأً تذكر دائماً أن تحب ما تعمل حتى تعمل ما تحب .

ثم قلت له .. هل تريد خاتمة لهذا الحديث ؟ قال : نعم
قلت : أقسم لك أن هذة القصة حدثت .. أُصيب أحد الزملاء بالشلل المفاجئ نتيجة لجلطة دماغية وحين كنا نزوره بالمستشفى تجادل بعض الزملاء حول أشياء في العمل .. فإبتسم الرجل بصعوبة ونظر لنا نظرة لا أنساها وقال بصوت أعياه المرض : والله إني أعدكم لو عادت إلى يداي وقدماي الحركة فسوف أقوم بعملكم جميعاً وبلا مقابل .
دمعت عيناي حينئذ ودعوت له بالشفاء .

سألت صديقي : أما زلت تشعر بالضجر والسأم ؟
نظر إلي طويلاً ثم حرك اليدين والقدمين في تصرف تلقائي .. علت وجهه إبتسامة قبل أن يقول الحمد لله .

فعلاً الحمد لله ... فقط قلها من قلبك .

السبت، 25 أكتوبر 2008

السمك .. أين السمك ؟!

كنت أستمتع بمياه البحر في العين السخنة حين مر على البعد زورقاً سريعاً أحدث صوتاً
عالياً وحرك أمواج البحر فإذا بسرب من السمك يقفز على بعد أمتار مني في منظر بديع قبل أن يستقر في البحر مرة ثانية .

بعد أن أفقت من هذا المنظر البديع أخذت أفكر ..

إن بلادنا يحيط بحدودها الشرقية البحر الأحمر ويحدها من الشمال البحر المتوسط ويخترقها نهر النيل بكامل طولها وتحتوي حدودها الجنوبيةعلى بحيرة ناصر التي قارب إرتفاع منسوب المياة فيها إلى حوالي المائة وثمانين متراً هذا فضلاً عن بحيرتي المنزلة والبرلس ..

لست بالطبع خبيراًفي الثروة السمكية أو في علوم البحار ولكن بالتفكير المنطقي البسيط لمواطن عادي فإن هناك عدداً من الحقائق لا خلاف عليها ..

أولها أننا نتمتع بمساحات هائلة من المياة المالحة والعذبة تحتوي كميات رهيبة من الأسماك لا تحتاج إلا لمن يحسن إستغلالها .

وثانيها أن السمك لا يجتاج إلى أموال لتربيته فهو ليس كالثروة الحيوانية التي تحتاج أعلافاً ترفع من أسعارها .

وثالث هذه الحقائق أن عمليات الصيد إذا ما تخلت عن الجشع والإحتكار وتمت مراقبتها لا تتكلف أموالاً طائلة وعليه فإن أسعار السمك يجب أن تكون في متناول الفقراء ومحدودي الدخل .

ورابعاً فإن تشجيع الصيد وتوفير وسائله للشباب يوفر فرص عمل كثيرة لهم ويساهم في حل كارثة البطالة .

خامساً .. أننا بلد مؤهل لإنشاء صناعات سمكية غزيرة الإنتاج كالتونا وغيرها من معلبات الأسماك الأخرى مما يوفر فرصاً جديدة للعمل ويساهم في زيادة الدخل القومي من خلال تصدير هذه المنتجات .

وآخر هذه الحقائق أن توفير السمك بكميات كبيرة وأسعار رخيصة سوف يؤدي بالتبعية إلي إنخفاض أسعار اللحوم نتيجة للمنافسة .

إن بلداً بهذه الثروة السمكية الهائلة يجب الاً يعاني من أزمة غذاء أو يوجد به أُناس لا يجدون قوتهم ..

هل المشكلة في قلة الموارد أم في سوء التخطيط ؟

ومرة أخري .. أين السمك ؟!

الأربعاء، 22 أكتوبر 2008

أخلاق فاضلة ... ولكن !!

هاتفني طالباً لقائي على عجل ..
حين إلتقينا وجدته متجهماً وحزينا .. ظننت أن مكروها قد حدث لأحد أبنائه لكنه طمأ نني ..
سألته : ماذا ألم بك ؟
قال : لم أعد أحتمل .. وصلت الخلافات بيننا إلى أن أصبح البيت جحيماً لا يطاق .. كان يتحدث عن زوجته .
قلت له : أنت صديقي منذ زمن طويل وأعلم أن زوجتك سيدة فاضلة .
قال : هذا ما يحيرني .. لست أدري كيف تستمر الحياة ولا يمر يوم بدون مشاكل وشجار ..أصبحت لا أشعر بالسعادة ولا أستطيع التركيز في عملي وأشفق على أبنائي أن ينشأوا في مثل هذا الجو المشحون.
بعد أن طيبت خاطره وهدأت من روعه طلبت منه أن يصبر ويحاول حل المشاكل بهدوء .
إنصرف وتركني لأفكاري .

يخطئ من يظن أن الأخلاق والطباع شئ واحد ..
الأخلاق هي القيم المستمدة من الدين والشرائع والتقاليد والأعراف كالصدق والأمانة والعفة والإلتزام .
وهي قيم تحيط بها خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها ..
أما الطباع فهي الصفات والسلوكيات التي ينشأ عليها الإنسان متأثرا ببيئته ونشأته كأن يكون
كريماً أوبخيلاً .. إجتماعيا أو منطويا .. طموحا أو متقاعسا .. يحب الصخب أو يعشق الهدوء .. بعيد النظر أم سطحي الفكر .. متريث أم سريع ألإنفعال .. إلى آخره

وتحدث المشاكل إذا كان هناك تناقضا بين الطباع أو إختلافا في ترتيب الأولويات كأن تكون الإجتماعيات في آخر أولويات الزوج بينما تقع على رأس سلم أولويات زوجته فتتسع الهوة بينهما .

والمشكلة الكبرى أن كثيراً من الناس حين يقدمون على الزواج لا يهتمون بهذة الإختلافات في الطباع طالما أن الطرف الآخر يتمتع بأخلاق فاضلة وهذا خطأ كبير بل وشائع فالأخلاق كما أسلفنا خط أحمر لا يمكن تجاوزه أو التنازل عن جزء منه غير إن إتفاق الطبائع أو فلنقل إقترابها لا يقل أهمية
فالأخلاق والتدين علاقة بين الإنسان وربه وهي مطلوبة دنيويا لبناء أسرة صالحة .. أما الطبائع فهي علاقة بين الطرفين فإذا تباعدت المسافات ولم يتنازل الطرفان لتقليل هذا التباعد تحولت الحياة إلى عذاب .

إن فهم الفرق بين الأخلاق والطباع هام وضروري .

ليس بالأخلاق الفاضلة فقط تستمر الحياة .

الأحد، 19 أكتوبر 2008

الطفل الذي .. عالجني !!

أتت به أُمه إلي كي أعالجه ..
كان طفلاً في الشهر السابع من عمره يعاني من سعال .

كنت في هذا اليوم قد إستيقظت مهموماً بلا سبب مباشر وهي حالة تصيبنا أحياناً نتيجة إضطراب كيمياء المخ إذا لم نأخذ قسطا وافراً من النوم أو كان النوم متقطعاً .

وضعت الأم طفلها على سرير الفحص .. ما أن هممت بفحصه حتى إلتقت عينانا .. نظر إلي نظرة خوف ما لبثت أن تحولت إلى نظرة إطمئنان .. إبتسمت له فضحك ضحكة جميلة لا أنساها .. إبتسمت مرة أخرى وأنا أضع السماعة على صدره الرقيق فضحك ضحكة أجمل من الأولى ثم بدأ يحرك يداه وقدماه في إبتهاج وسعادة .

بدأت تسري داخلي شحنة من المشاعر السعيدة لتمسح هم ذلك الصباح .

سرح فكري وأخذت أتأمل براءته .. هذا الوجه الجميل الذي لا يشعر بما حوله من مشاكل العالم ..
هذا الرأس الصغير الذي لم يتلوث بالحقد والحسد والطمع والتناحر .. هاتان اليدان الناعمتان اللتان لم تسرقا أو تبطشا .. هذا اللسان الذي لا ينطق إلا بحروف أعذب من الموسيقى ولم يتحول بعد إلى آلة وماكينة للذنوب .. هاتان القدمان اللتان لم تذهبا إلى مايغضب الله ..هذا القلب الذي ينبض في رقة ولا يضمر شراً لأحد ..

أفقت على سؤال الأم : خير يا دكتور طمني .
طمأنتها ووصفت له العلاج .
ودعتهما بابتسامة وإنصرفا .

قلت لنفسي .. تُرى من منا عالج الآخر ؟
هل عالجت أنا هذا الطفل من السعال ؟
أم هذه الضحكة البريئة الرائعة هي التي أيقظت الطفل الذي في داخلي فأذهبت همي ؟

شكراً أيها الطبيب الصغير ..

الجمعة، 17 أكتوبر 2008

التحرش الجنسي ..ألم تتوقعوه ؟!

بقدر ما أحزن حين أسمع عن حوادث التحرش الجنسي التي زادت في السنوات الأخيرة بقدر ما أتعجب عن إستغرابنا لإنتشارها فكيف لا نتوقعها وكأننا كالذي وضع البنزين بجوار النار ثم تعجب حين حدث الحريق .

في البداية أرجو ألا يتخيل أي قارئ ولو للحظة أنني فيما أسرد من أسباب أحاول أن أبرر ما يحدث فلا يبرر الخطأ إلا المخطأ أو المشارك فيه وإنما هي محاولة هادئة لفهم المشكلة .

كيف لا تتوقعون التحرش الجنسي والشباب والفتيات الممتلئين بهذه الطاقة الفسيولوجية التي خلقها الله فيهم قد يأس معظمهم من مجرد التفكير في الزواج بعد أن أصبح بعيد المنال للبعض إن لم يكن مستحيلا ً ؟

وكيف لا تتوقعون ذلك والشحن والإثارة مستمران على مدار الساعة عبر هذه الفضائيات العشوائية والكليبات العارية التي لا تجد لها رقيباً ولا حسيباً ناهيك عن القنوات الإباحية التي أصبحت مشاهدتها لا تحتاج سوى وصلة صغيرة حتى في أفقر الأحياء الشعبية ؟

ثم كيف تتعجبون حدوث ذلك والشباب لا يجد عملاً يشغله ويفجر فيه طاقته فلا يجد أمامه إلا مجالس السوء والمخدرات ؟

ألا يحدث التحرش في أماكن العمل وفي أرقى الوظائف حين تسرد الموظفةة مشاكلها مع زوجها حتى تلك الغير قابلة للنشر فيتسلل إليها أحد الزملاء ذوي الخبرة "السيئة" ويبدأ في الضرب على الوتر الحساس فتسمع منه كلاما لم تسمعه من زوجها قط ؟

هل من المستغرب أن تحدث هذه الحوادث بعد أن غاب دور الأسرة أو يكاد لغياب الأب –مسافراً أو منشغلا بأكثر من عمل لتأمين قوت أبنائه- وكذلك الأم التي تعمل خارج وداخل البيت وتنتظر أمام مراكز الدروس الخصوصية حتى إذا عادت إلى المنزل أصبح الحديث في التربية بالنسبة لها نوعاً من الرفاهية ؟

ألم تسمح الأسرة لبناتها بهذه الملابس الفاضحة التي تثير حتى الرجال المتزوجين فما بالكم بالشباب ؟

هل أصبح هناك دوراً للمدرسة ؟
هل أصبح للمدرس دوراً سوى إدارة دكان الدروس الخصوصية ؟

كيف تتعجبون وقد غاب القانون إما لبطئ إجراءات التقاضي أو للواسطة أو المحسوبية في بعض الأحيان ؟

ماذا تظنون بعد أن غابت المروءة والشهامة وسادت بدلاً منها سياسة "وأنا مالي"؟

هل غاب الأمن والإنضباط حتي صرنا نتحسر على عسكري الدورية القديم بصفارته الشهيرة والذي كان رمزاً لهيبة الدولة ؟

وبقيت كلمتان ..
الأولى أن معظم من يناقشون الأزمة هم مشاركون في أسبابها سواء كان إعلاميا أو صحافياً لا يستضيف في برامجه سوى فنانات والفن الرخيص أو صاحب جريدة أو قناة فضائية لا تقدم سوى كل مثير أوكاتب ومخرج تمتلأ أفلامهما بكل الغث بحجة الإبداع .

والثانية أنه يخطئ من يظن أن التحرش هو فقط ما يحدث في الشوارع .. إنه أكثر إنتشاراً ولكن بطريقة" أشيك" في النوادي والجامعات وأماكن العمل وبين أرقى العائلات ..تماماً كمن يظن أن اللصوص هم نشالوا الأوتوبيسات وينسى أن اللصوص الحقيقيين في الغالب هم من ذوي الياقات البيضاء .

هل بعد كل هذا لم تتوقعوا أن يكون هناك تحرشاً جنسياً ؟!

الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

إنت فاكرني هندي ..؟

هل تذكرون هذا السؤال الذي كان يسأله شخص ما للآخر إذا ما شعر أنه يستغفله أو يضحك عليه ؟
للأسف الشديد ما زال البعض يردد هذا الكلام الذي يعني ببساطة أننا ملوك الذكاء مقارنة بالهندي الذي يركب الفيل ..

أين نحن الآن وأين الهند ؟

الهند لمن لا يعلم هي إحدى تسع دول في العالم تمتلك القنبلة النووية .
ولمن لا يعلم أيضاً فهي من أكبر صانعي ومصدري برامج الكومبيوتر في العالم إن لم تكن الأكبر .
والهند الذي يسكنها مليار نسمة أي سُد س سكان العالم هي من أقوى إقتصادات العالم إذ تأتي مع الصين وكوريا بعد الدول السبعة الكبار .
وعمالتها المدربة بدءاً من فني التكييف إلى الأطباء والمهندسين مروراً بالممرضات تعتبر من أكثر الجنسيات المرغوبة في الغرب وفي دول الخليج ففضلاً عن الكفاءة والإلتزام فهي عمالة قليلة الكلام والمشاكل .
والهند التي يرجع تاريخها الى آلاف السنين وتحتوي علي تراث حضاري قديم لم تتغنى بماضيها طوال الوقت وإنما جعلته نقطة إنطلاق نحو المستقبل فوصلت كما أسلفنا إلى النادي النووي الدولي .

متي ننظر إلى المستقبل بدلاً من التغني بالماضي ؟
متى نترك مقولة أننا أذكى الأذكياء ؟
متى نعرف الفرق بين الذكاء والفهلوة ؟
متى نعرف من نحن وسط العالم ؟

إن بلاداً بلا أهرامات وفي قُراها مياه شرب نقية وصرف صحي خير من بلاد تتغنى بتاريخها طول الوقت وما زالت العشوائيات في عاصمتها والكارو في شوارعها والكثير من قراها بلا مياه شرب نقية وصرف صحي .

هل بعد ذلك ستقول لصاحبك إنت فاكرني هندي ؟!!

الاثنين، 13 أكتوبر 2008

من المخطئ إذاً ؟!!

في أي جلسة تجمعك بالناس هذه الأيام أقارباً كانوا أم زملاءاً أم أصدقاءاً لا تراهم إلا يتبارون في إنتقاد أوضاعنا ويتحدثون عن الفساد والرشوة والمحسوبية وعن عشوائية المرور وعن خط الفقر ومن تحته .. إلى آخره

إذا نظرت إلى معظم هؤلاء وتمعنت فيما يفعلون فستجد تناقضاً كبيراً بين ما يقولون وما يفعلون .

منهم من يمتدح إحترام قوانين المرور في الدول الأخرى ويتحسر على ما آلت إليه الأوضاع المرورية هنا ثم تراه هو نفسه يسير عكس السير ويقف وراء سيارتك ويمضي لشراء حاجياته ضارباً عرض الحائط بوقتك وظروفك ومشاعرك ناهيك طبعاً عن مخالفته لقوانين المرور التي يتشدق بإحترامها !

ومنهم سائق التاكسي الذي يعطيك محاضرة في الأخلاق ثم تراه وهو يقود متهماً بالشروع في القتل في كل لحظة ويشنف أذانك بأقذع الألفاظ وهو يسب الآخرين حتى تصل إلى نهاية الرحلة فتتجلى قمة أخلاقه وهو يطلب منك الأجرة !

وثالثهم يحدثك عن الإلتزام ثم يذهب إلى عمله متأخرا كل يوم ضارباً عرض الحائط بمصالح الناس ووقتها !

ورابعهم يحدثك عن الإنضباط ثم يلجأ إلى الواسطة لتمرير رخصة سيارة تعيث في الجو فساداً ودخاناً أو لتمرير وزن زائد في المطار دون أن يدفع !

وخامسهم يحدثك عن أزمة الزواج وجشع الأهل ثم "يمص" دم العريس المتقدم لإبنته!

وسادسهم ينتقد البذخ ثم تراه يحول هذا البذخ الى" سفه" في حفل زواج إبنه أو إبنته!

وسابعهم يعتمر مرتين في السنة وأخاه محتاج لمن يساعده في تربية أبنائه !

وثامنهم ينتقد البخل والشح ثم ينسحب من الجلسة إذا ما قرر زملاء العمل جمع مبلغ بسيط لمساعدة عامل فقيرأصابه المرض !

وتاسعهم ينهر إبنه بسبب الكذب حتى إذا ما دق جرس الهاتف قال لإبنه الآخر: إذا سأل أحد عني فأخبره أنني لست بالمنزل !

نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا
الكل ينتقد الكل .. من المخطئ إذاً ؟!!
فلنحاسب أنفسنا أولاً قبل أن ننتقد الآخرين .

السبت، 11 أكتوبر 2008

علمتني الحياة ...

أن بر الوالدين كنز أعطاه الله لنا لا يفرط فيه إلا جاهل .
أن التواضع والكلمة الطيبة تقرب الناس منك فتأخذ منهم كل ما تريد .
أن يحترمك الناس ويحبوك خير من أن يخافوا منك .
أن أتجنب معاملة الحقود ما أمكن فالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .
أنني حين أحببت عملي وأعطيته أعطاني الكثير .
أن لا أندم على عمل الخير أبدأً حتى وإن ذهب إلي من لا يستحقه .
أن كل إنسان مهما صغر شأنه فإن له مشاعر تُحترم وكرامة يجب أن تُصان .
أن أعامل الناس على قدر عقولهم وثقافتهم .
أن كل إنسان فيه الخير وفيه الشر فلنبحث عن مواطن الخير .
أن الإستثمار في البشر خير من الإستثمار في الحجر فالصينيون يقولون :علمني كيف أصطاد بدلاً من أن تطعمني كل يوم سمكة .
أن الطفل يولد صفحة بيضاء فإما أن ينسقها الأبوان بألوان جميلة متناسقة وخط واضح أو يتركونها بيضاء فيكتب فيها الآخرين .
أن تربية الأبناء ليست أوامر ونواهي وإنما قدوة حسنة .
أن لا أكون ليناً فأُعصر ولاصلباً فأُكسر .
أن المال وسيلة وليس غاية .
أن أكون نفسي ولا أتجمل .
أن سلام النفس الداخلي شعور لا يعادله شعور آخر.
أن رضا الوالدين هو أعظم ماتحصل عليه في الدنيا وهو رصيد لك في الآخرة .
أن دعاء إنسان فقير يفتح لك من أبواب الرزق ما تعجز عنه المحسوبية .
أن زوجة صالحة وأبناءاً بررة نعمة لا تعادلها أموال الدنيا .
أن ما بين طُرفة عين وإنتباهتها يغير الله من حال إلى حال .
أنه لا يبقى من المرء سوى ذكراه الطيبة .

هذا بعض ما علمتني الحياة .. وما زلت أتعلم .

الخميس، 9 أكتوبر 2008

هل تعلمون ما السعادة ؟

هل السعادة في مائدة مليئة بأشهى صنوف الطعام ومعدة مريضة لا تستطيع هضمها؟
أم أنها في طعام بسيط ومعدة سليمة لا تتألم ؟

هل السعادة في فراش وثير تشتريه بألاف الجنيهات وأرق يحرمك النوم ؟
أم في سرير بسيط ونفس هادئة تجعلك تنام قرير العين ؟

هل السعادة أن تعمل ليلاً ونهاراً فلا تري زوجتك وأولادك ؟
أم هي في الإعتدال في العمل والإستمتاع بالجو الأُسري ؟

هل السعادة في شاليه فاخر على شاطئ البحر وذهن مشغول وقلب مشحون ووجه عابس ؟
أم أنها في جلسة بسيطة مع من تحب وأنت صافي الذهن راضياً مبتسما ؟

هل السعادة في جمع الملايين بالحرام عاصياً ربك فاقداً إحترامك لنفسك وإحترام الآخرين لك ؟
أم أنها في رزق حلال يبارك لك الله فيه فتنام هادئ السريرة ؟

هل السعادة في الصراغ المحموم مع الآخرين والنظر إلى ما في أيديهم فتعيش العمر شقياً ؟
أم أنها في أن تنظر إلى ما في أيديك فتقنع به وتسعي لزيادته دون حقدٍ أو حسد ؟

هل السعادة أن تكون غنياً ؟
أم السعادة أن تكون غنياً عن الشئ لا به ؟

وقد يسأل سائل :
ولماذا لا أكون غنيا وسعيدا وأن آكل صنوف الطعام ومعدتي سليمة وأنام قرير العين على فراش وثير ؟

الإجابة : ولم لا ..
والإجابة أيضاً : أُنظر إلى من تعرفهم من أقاربك وأصدقائك وزملائك وجيرانك ثم حاول أن تعمل إحصائية بسيطة عن من هو السعيد: هادئ النفس في أسرة مستقرة أم الذي يجري جري الوحوش لاهثا وراء الملايين والشهرة والنفوذ ثم قل لي أي الفريقين أسعد ..
ثم الإجابة ثالثا : هل تستطيع أن تفسر لي إرتفاع معدلات الإنتحار في الدول الصناعية الغنية عنها في الدول النامية وإرتفاع معدلات الطلاق في الأسر فاحشة الثراء في بلادنا عنها في الأسر المتوسطة ؟ هل السعداء ينتحرون ويطلقون ؟!

هناك دائما خيط رفيع بين الأشياء ..
بين الطموح والطمع
بين القناعة والخنوع
بين الشجاعة والتهور
بين الحرص والبخل
بين الحب والرغبة في التملك

صدقوني .. السعادة في الإعتدال .

الاثنين، 6 أكتوبر 2008

الإنتماء للشقة .. فقط !!

بهرني منزله .. أثاث جميل .. ألوان متناسقة .. إضاءة مدروسة .. ديكور رائع .. تُحف تدل على ذوق في الإختيار والترتيب .

كنت مع بعض الأصدقاء في زيارة له كواجب عزاء .

شقته الجميلة تقع في الدور الرابع في بناية إرتفاعها عشرة طوابق بأحد أحياء القاهرة .

بعد أن تمتعت عيناي بجمال الشقة سرحت في إستغراب ..فلقد وصلنا إلى هذة الشقة الجميلة بعد أن مررنا بممر مظلم رائحته السيئة تزكم الأنوف وهو المسافة ما بين باب المصعد وباب شقته حيث كانت أكياس قمامة الشقق المجاورة متناثرة أمام الشقق وقد فعلت بها القطط الضالة ما فعلت .
أما ضوء السلم فلم يكلف أحداً نفسه عناء تركيب لمبة جديدة بدل تلك التي إحترقت .
مدخل العمارة ومصعدها في حالة يُرثى لها من النظافة .

عند مغادرتي لمنزله إستخدمت السلم بدلا من المصعد .
أدركت من اللوحات المعلقة على أبواب الشقق – في الأدوار التي لم تحترق لمباتها بعد- أن معظم السكان يشغلون وظائف محترمة .. أستاذ جامعي .. طبيب ..عقيد ..محاسب .. مدير إدارة ..

قلت لنفسي : ألا يتأذى هؤلاء الناس يوميا من هذا المنظر وتلك الرائحة ؟
هل يبخل هؤلاء السكان بعد أن دفعوا كل هذة الأموال الطائلة في شراء هذة الشقق وذلك الأثاث هل يبخلون ببضعة جنيهات قليلة شهريا لجامع القمامة ؟

هل هو بُخل ؟
هل اللا مبالاة هي السبب ؟
إن عدم النظافة مشكلة غير أن المشكلة الأكبر هو الإعتياد عليها .

هل أصبح إنتماؤنا للشقة فقط ؟!
وإذا كنا لا ننتمي للعمارة التي تحتوينا أو الشارع أو الحي أو المدينة ..
فهل سننتمي للوطن ؟!

الجمعة، 3 أكتوبر 2008

ربنا يستر ..

شاهدت في التلفزيون "أغنية" يتراقص فيها رجل يلبس فانلة الزمالك وإمرأة تلبس فستاناً أحمر أهلاوياً وقد دخلا في فاصل من" الردح " حتى وصل الأمر أنه يقول إحنا ملوك ميت عقبة[وهو الحي الذي يقع به نادي الزمالك] فترد عليه وهي تتمايل نُص العيلة متراقبة [أي خريجة سجون] ..هذه الأغنية هي جزء من فيلم جديد يحمل عنوان "الزمهلاوية" !!

حين رأيت هذة الأغنية تذكرت أغنية المطربة صباح في الستينيات حين قالت :
بين الأهلي والزمالك محتاره والله حب الأهلي والزمالك حيرني والله
الإتنين حلوين الإتنين طعمين محتارة أقول مين ...إلخ

الفرق بين الأغنيتين هو الفرق هو الفرق بين الزمنين ..

زمن التشجيع النظيف وزمن التعصب المقيت
زمن التعبير المهذب وزمن الكلام البذئ

زمن الإحترام في كل شئ .. حين كان الشاب يترك مقعده في الأوتوبيس للسيدة أو الرجل المسن معتبراً إياهما كأباه وأمه

وزمن اليوم حين يجعل سائق التاكسي الشاب الرجل المُسن يركض وراءه عشرة أمتار قبل أن يرفض طلبه.

زمن اللغة الجميلة .. شكرا ..عفواً .. من فضلك
وزمن الروش طحن ..حلقتله .. إشتغلني

غاب الأب ..وإنشغلت الأم ..وتحولت المدارس إلي دكاكين دروس خصوصية .. وتعددت الفضائيات وتوحشت بلا رقيب .. فكانت هذه هي النتيجة .

ربنا يستر .

الأربعاء، 1 أكتوبر 2008

هل جربت العمل أول أيام العيد ؟!

غادرت منزلي حاملا شنطتي متوجهاً إلى المستشفي أول أيام العيد .
قابلني حارس العمارة وأحد الجيران وأنا أهم بركوب سيارتي .. هنئاني بالعيد .. ضايقتني نظرة الشفقة في عيونهما .
رأيت أطفالاً بملابس العيد فتذكرت طفولتي .
فتحت المذياع .. كان يذيع أغنية يا ليلة العيد آنستينا فأصابي الشجن .. حولت المحطة علي نشرة الأخبار فسمعت"يحتفل المسلمون اليوم بعيد الفطر ..." فإبتسمت وعرفت أنني مُحاصر من كل جانب بأخبار ومظاهر العيد .

شعرت وأنا أقود السيارة أنني أسبح ضد التيار أو أقود عكس السير .. الناس كلها متجهة الي الزيارات وأماكن الترفيه أما أنا فقد حُرمت بهجة هذا اليوم .

وصلت المستشفى وإنهمكت في العمل .. تغير شعوري حين أحسست أنني أؤدي عملا عظيما .. ما ذنب هؤلاء الأطفال المرضى إذا تركهم الطبيب وذهب ليحتفل بالعيد .. شعرت بالرضا والفخر .

أحسست بشعور آخر .. صحيح أنني أقضي أول أيام العيد بالمستشفى لكنني والحمد لله معافى البدن .. ما بال هؤلاء الأطفال الذين قضوا العيد بالمستشفى وحرمهم المرض من اللعب في هذا اليوم ..

هذة بكل صدق كا نت مشاعري أول أيام ألعيد .

الاثنين، 29 سبتمبر 2008

لماذا نحب أبوتريكة ؟

عرف ربه .. وتواضع لله فرفعه
صالح نفسه فانطبع ذلك على وجهه هدوءاً وسماحةً
أخلص في عمله وأتقنه
أحب مصر فأحبته
أحب جمهوره أكثر من المال
بر بوالديه بل وإفتخر بأنهما من بسطاء الريف المصري
أحب زملاءه فعشقوه
لم تصرفه الشهرة عن مشاكل أمته حين كتب على فانلته "لا لحصار غزة"فكلفه ذلك إنذاراً
قليل الكلام خفيض الصوت لكنه يأسرك حين تستمع إليه
ليس مجرد لاعب كرة بل قدوة لكل شاب
لم ينسى الفقراء وعمل الخير حين أنعم الله عليه بالمال
لم يقتصر حبه علي مشجعي الأهلي بل كل مصر
أعظم ما في هذا الحب هو أن هذا الشعب مازال فيه الخير .. فقط يريد أن يرى الشيء النظيف بعد أن "قرف" من سلوكيات وجشع وفضائح معظم المشاهير

والآن هل عرفتم لماذا نحب أبوتريكه؟

الأحد، 28 سبتمبر 2008

يا ليلة العيد آنستينا ..."هاتفياً "

كل شئ في حياتنا تغير ..

بعد أن كان الناس يتزاورون في العيد ويهنئون بعضهم البعض بالأحضان والقبلات أصبحوا الأن يتواصلون "إلكترونيا" عن طريق رسائل الهاتف الجوال .

أما إذا كان الشخص الذي سوف تهنئه ُمهما فسوف تتصل به تليفونيا وتقول له:مش معقول أبعث لك رسالة قلت لازم أكلمك أصل إنت غالي علينا قوي !

أين العيد؟
هذا اليوم الذي كنا لا ننام ليلته أو ننام محتضنين ملابسننا وأحذيتنا الجديدةوكان أول ما نفعل في الصباح أن نقبل أيادي الوالدين ثم نذهب لنصلي ونكبر ثم نزور أجدادنا ونأخذ العيدية "التي يجب أن تكون عملة ورقية جديدة"..

أين عيد زمان حين كان الإخوة والأبناء والأحفاد يلتقون في" البيت الكبير"يأكلون ويمرحون ويلعبون سوياً ..

أين عيد زمان حين كان المتخاصمون يتصالحون والمتباعدون يتقاربون وُقطاع الأرحام يصلونها في هذا اليوم الجميل ..

الآن أصبح عيد الرسائل التليفونية وأصبح عيد الساحل الشمالى فقد أصبحت الموضة فضلا عن الوجاهة الإجتماعية و"البريستيج "أن تسافرالناس في العيد مع أصدقائها دون حتى أن تزور الوالديْن قبل السفر مكتفية بالإتصال بهم بعد الوصول ..

سألني أحد هؤلاء مرة – وكان وقتها أبواي رحمهما الله على قيد الحياة – لماذا لا تسافر في العيد ..هو لسه حد بيعيد في القاهرة ؟
قلت له :أنا أعيد في القاهرة ليس من أجل البرج أو الأهرامات وإنما من أجل أبي وأمي فنظر إلي وإبتسم في سخرية ثم مضى .

تُرى هل لم يتبقى من العيد سوى رائعة أم كلثوم الخالدة :يا ليلة العيد آنستينا ؟

كل عام وأنتم بخير .

الخميس، 25 سبتمبر 2008

مسلسلات الشيبسي والبيبسي

أصبحنا ندفع ثمنا غاليا لكي نشاهد مسلسلا تلفزيونيا .

وصل بي الغيظ من كثرة وتكرار الإعلانات أثناء مشاهدتي مسلسلا تلفزيونيا في رمضان أن قلت لأبنائي أنني لن آكل هذا النوع من الشيبسي أبدا حتي لو كنت وحيدا في صحراء قاحله وكان هذا وسيلة إنقاذي الوحيدة من الجوع والهلاك .

لقد أصبحت مشاهدة التلفاز نوعا من العذاب بل العقاب !
فقد أصبحت الإعلانات تحتل أكثر من نصف المسلسل فأفقدتنا متعة المشاهدة .

تتضافر جهود وبراعة المؤلف والمخرج والملحن ومدير التصوير ومهندس الديكور والممثلين لكي تعيش حالة معينة وأنت تشاهد فيأتي الشيبسي والبيبسي والدايهاتسو والأفيو ليدمر كل هذه الجهود وليخرجك من هذه الحالة المعينة إلي حالة من الغيظ .

ثم أيها المعلنون" الأذكياء" هل من الذكاء أن تكرر إعلانا سبع مرات خلال ساعة واحدة حتي يمل المشاهد بل ويكره هذا المنتج ؟

لقد طغت المادة علي حياتنا فأفقدتنا متعا كثيرة حتي متعة جلوس الأسرة سويا لمشاهدة مسلسل تلفزيوني .

لم يعد المنتج فقط هو صاحب الكلمة العليا في العمل الفني وإنما المعلن أيضا بينما تراجع دور المؤلف والمخرج حتي أن أحد كبار كتاب الدراما إشترط بعد أن ذاع صيته عدم إذاعة إعلانات أثناء عرض مسلسله ثم اضطر للرضوخ بعد أن رفضت جميع المحطات التلفزيونية طلبه .

إنه المال الذي قلب كل شئ رأسا علي عقب !

الأربعاء، 24 سبتمبر 2008

مطرب لكل مواطن

هل تستطيع أن تذكر لي عدد الذين يصرخون ويتراقصون بكلمات لا معني لها ركيكة في أحسن الأحوال وبذيئة في أحيان أخري علي أنغام موسيقي متشابهة بلاهوية شرقية أو غربية او حتي صينية ... هل تستطيع ؟

المصيبة أنهم يسمون أنفسهم مطربين !

في غياب لجان الإستماع التي كانت تفلتر الأصوات وإقتصار عملها فقط علي الإعلام الرسمي تسلل هؤلاء الآلاف من الراقصين والراقصات إلي مئات القنوات الفضائية بكل الوسائل عدا الموهبة فصموا آذاننا وشوهوا الذوق والفن وأفسدوا الأخلاق .

الأهم من ذلك أنك لا تسطيع تذكر أسماءهم ولا أغانيهم .

ثم ما كل هذا الكم الرهيب الذي يزداد يوما بعد يوم وكأنما هناك مطرب لكل مواطن .

قديما كنت "تسمع" الأغنية شعرا وصوتا ولحنا فتطرب أما الآن "فتري" الأغنية رقصا وعريا وأضواءا وديكورا مشوها فتصاب بالغثيان .

كانت الأغاني في زمن الطرب الأصيل كالمنديل الحرير يظل معك طول العمر أما أغاني اليوم فهي كالمناديل الورقية تستخدمها مرة واحدة ثم تلقيها .

إرحمونا !

الثلاثاء، 23 سبتمبر 2008

فن الإختلاف

خدعوك فقالوا .. الإختلاف في الرأي لا يفسد للو د قضية
إنه يدمر الود ولا يفسده فقط

نحن للأسف الشديد لا نجيد فن الإختلاف .. فإما أن تكون معي أو تكون ضدي.
أما المقولات المأثورة كالرأي والرأي الآخر و أرجوك أصدقني القول فكلها كلمات لا معني لها ككلمات الأغاني الحديثة .

ليس مستغربا إذا أن تجد كل هذا الكم الهائل من برامج صياح الديوك وحوار الطرشان المسماة بالتوك شو وهي في الحقيقة "ردح شو" والتي يستعرض فيها كل ضيف قاموس شتائمه بدلا من إحترام رأي الآخر ون قبل ومن بعد إحترام عقلية وأذن وعقل المشاهد .

كما أنه ليس مستغربا أن تجد كل هذا الكم الهائل من الصحف التي تستخدم ألفاظا تجعلك تتحسر علي الزمن الجميل حين كان الكاتب يزن كلماته بميزان الذهب

لذلك فإن ثقافة الحوار ولغته وتقبل الآخر حتي وإن إختلفنا معه أصبحت شبه معدومة في العمل وفي الشارع والمدرسة والجامعة والملاعب بل وحتي في المنزل .

وصدقوك حين قالوا.."الإتفاق" في الرأي لا يفسد للود قضيه !!

الأحد، 21 سبتمبر 2008

مصر هي أمي ... في الإستاد فقط

إستيقظ أشرف مصطفي "مبكرا" في الثانية عشر ظهرا وقاد سيارته في شوارع القاهرة المزدحمة مختصرا أكثر من طريق "عكس السير" ملقيا ببقايا الطعام من نافذة السيارة حتي وصل الي عمله ووقع في الدفتر حضورا وانصرافا في الثانية والنصف ظهرا بعد ان إحتسي كوبا من الشاي .

ثم قاد أشرف الذي يعمل مهندس حي بأحد أحياء القاهرة – قاد سيارته إلي فندق الموفنبيك للقاء "الحاج" شاكر الذي يمتلك ثمان عمارات في نفس الحي وكلها مخالفه للإرتفاع والمواصفات .

وبعد أن أخذ المعلوم من الحاج شاكر وقع له علي ترخيص عمارته التاسعة المخالفة أيضا ثم إنصرف في الخامسة مساءا بعد أن دعا له الحاج بطول العمر .

وتوجه أشرف بعد ذلك إلي إستاد القاهرة حيث وصل قبل المباراة المرتقبة بين المنتخب الوطني وتونس بثلاث ساعات قضاها متحملا برد الشتاء القارس محتضنا علم بلاده "الغالي" مرددا مع الجماهير :يا أغلي إسم في الوجود يا مصر .

تري كم عدد أشرف مصطفي في إستاد القاهرة ؟

السبت، 20 سبتمبر 2008

روشتة للهدوء النفسي

إذا طلبت إبنك أن يأ تيك بزجاجة البارفان الخاصة بك فسوف يذهب إلي غرفتك ويحضرها.وإذا طلبت منه أن يحضر كل الأواني الزجاجية التي بالغرفة فسيكون بينها بالتأكيد زجاجة البارفان.ثم لنفرض أنك طلبت منه ان يأتيك بكل شئ ذي رائحة جميلة في الغرفة فسيأتيك بكل أواني الورد وكل زجاجات البارفان.

إذا فزجاجة البارفان لم تتغير ولكنك حصلت عليها مرة بصفتها شيئا خاصا بك ومرة بصفتها أحد الأواني الزجاجية ثم أخيرا بصفتها مصدرا للرائحة الجميله.

وهب انك وضعت كتابا علي مكتبك ثم سألك سائل عنه و أنت بالمنزل .. سوف تجيبه : إنه بغرفتي .
وإذا سألك عنه وأنت خارج المنزل فستكون الإجابة : إنه بمنزلي .
ثم إذا سألك عنه وأنت بالأسكندرية فستجيب : إنه بالقاهرة
ولنفرض أنك في أمريكا وسئلت نفس السؤال ستقول إن الكتاب بمصر .

إذا فالكتاب لم يتغير في الشكل أو اللون أو المحتوي وإنما اللذي تغير هو وصف مكانه .. فهو بالغرفه أو بالمنزل أو بالقاهرة أو بمصر حسب بعد السائل عن المسؤل عنه

فالشئ قد يكون نفسه لكن وصفه أو التعبير عنه يختلف حسب نظرة الأخرين له .

ولو عممنا هذه النظره علي شتي مناحي الحياة لما تصارع البشر ولنعمت النفوس بالهدوء .

فالزوج بالنسبة للزوجة زوج وبالنسبة للابناء أب ولأبيه وأمه إبن ولحماته زوج إبنة و لأخوانه أخ ولجاره جار ولرئيسه موظف .. الكل ينظر إليه بنظرته الخاصة أما هو فيشعر أنه كل هؤلاء الرجال .
وما سبق ينطبق تماماغلي الزوجة بل وينطبق علي الاباء والابناء.

ويخطئ الرجل او المرأة إن حاولا إيقاف ناموس الحياة وفصل صفة عن الأخري فكل الصفات تتداخل لأن العلاقات الحياتية تتداخل .

إذا فهدوء النفس يأ تي إذا أيقن الإنسان أن في الحياة متسعا للجميع .













الجمعة، 19 سبتمبر 2008

إنت عارف إنت بتكلم مين؟!

لا تصيبني جملة اسمعها بالضجر والكآبة مثل هذه الجملة التي ذاعت وانتشرت في المجتمع المصري في السنوات الأخيرة.

والذين يرددون هذه الجملة صنفان من الناس أولهما لا يستند على اى سلطة او نفوذ حقيقي وإنما يرددها من باب الفهلوة والنصب الذي قد يجد صداه خوفا و فزعا عند الكثيرين। أما الصنف الثاني من المرددين لهذه الجملة فهم فعلا مسنودون أى عندهم السلطة والنفوذ والمعارف وطبعا المال الذي أوصلهم لكل هذا بصرف النظر عن مصدره ومشروعيته.

وهذا الصنف الثاني من الناس هو المشكلة الحقيقية...ففضلا عن أن هذا السلوك هو نوع من أنواع البلطجة "الشيك" فإنه أصبح أيضا نوعا من أنواع الكوميديا السوداء حيث أن هذا "المين" اللي إنت عارف إنك بتكلمه لم يعد على الإطلاق مصدرا للفخر بل رمزا للفضيحة في معظم الأوقات...فقد تحول هذا "المين" في السنوات الأخيرة إلى رجل أعمال كبير فاسد وقاتل أو طبيب شهير و أستاذ جامعي مهتم بالقتل والتمثيل بجثة الضحية أو فنان شهير قضى سنة بالسجن بسبب المخدرات أو وكيل وزارة مرتشي أو مذيعة شهيرة مسجونة بسبب التربح ...
وصدقوني لم يعد هذا "المين" مصدرا للفخر...وأقول لهؤلاء "المنفوخين"...سيأتي الوقت الذي ستعرفون فيه أنتم: إنتم بتكلموا مين.