لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الخميس، 25 ديسمبر 2008

غربة النفس .. أم غربة الوطن ؟!

أن تكون بعيداً عن وطنك وتشعر بالغربة فذلك شعور طبيعي ..
أما أن تكون في وطنك وتشعر بالغربة فتلك هي المشكلة !

غربة الوطن حين تكون بعيداً عنه كأرض وأهل وأصدقاء ربما تشعر بها وأنت بعيد عنه أو تنساها في زحمة العمل والمشاغل لكنك تتذكرها حين تطأ قدماك أرض المطار ..
تتذكرها في شكل المطار نفسه وفي زحمة الطريق إلى المنزل وفي السوبرماركت الذي تمر به وفي بائع الفاكهة على الناصية وفي الحلاق الذي في أول الشارع والمكوجي الذي في آخره وفي المدرسة التي قضيت فيها طفولتك وشبابك ..

تتذكرها حين تُقبل أهلك ويقبلونك وحين ترى الشعر الأيبض يتسلل عاماً بعد عام إلى رؤوسهم بعد أن تسلل إلى رأسك .

غير أن غربة الأهل حين تكون بعيداً عنهم بجسدك يمكن تعويضها أو فلنقل التقليل منها بصوتك وصورتك عبر النت ومن قبل هذا ومن بعده بروحك الطيبة معهم ومتابعة أمورهم وحل مشاكلهم خاصة بعد هذه الثورة الهائلة في تكنولوجيا الإتصالات والتي جعلت غربة هذه الأيام تختلف تماما عن غربة أيام زمان حين كان الخطاب البريدي هو وسيلة الإتصال والإطمئنان .

لكن ... هل البعد عن الوطن والأهل – رغم قسوته – هو الغربة الحقيقية ؟
ألا يوجد أناس في أوطانهم وبين أهليهم ويشعرون بالغربة ؟
تلك في رأيي هي الغربة الحقيقية ... غربة النفس .

ألم تر أباً يعيش بين أبنائه لا يعلم عنهم شيئاً ؟
قد تكون مشاغل الحياة هي السبب لكنها بالتأكيد ليست عذراً .
الا يوجد زوج يعيش مع زوجته وبنهما حاجز من الفتور وجمود المشاعر لا يراه الناس كلوح الزجاج الشفاف الذي لا تراه قبل أن تصطدم به ؟!
ألم تر إبناً لا يزور أبويه وهو يعيش معهم في نفس المدينة ؟
أليس من الممكن أن تكون أنت نفسك تشعر بالغربة وأنت في وطنك ؟
ألم تشعر بهذا الشعور حين تُظلم لأنك لا تملك واسطة ؟

إن الغربة ليست فقط في البعد عن الأهل والوطن .
إن غربة النفس هي الغربة الجقيقية وبدونها لن تشعر بالغربة ...
حتى ولو كنت في القطب الشمالي ...!

الأحد، 21 ديسمبر 2008

هل مازالت الأرض .. تتكلم عربي ؟!

إنهم يقتلون اللغة .. هذا هو العنوان الذي كنت قد إنتويت أن أضعه فوق هذه الرسالة لولا أنني إستمعت بالصدفة قبل يومين لأغنية الراحل سيد مكاوي " الأرض بتتكلم عربي " فتسائلت بيني وبين نفسي : هل مازالت الأرض حقاً تتكلم عربي ؟!

لن أدخل هنا إلى الجانب السياسي للمعنى وهل أصبح للعرب وزناً في العالم أم لا ولكنني سأركز على لغتنا العربية وما آلت إليه .
إن المتتبع لبرامج الفضائيات أو المستمع للإذاعات سوف يشعر بمدى التدهور الذي حدث في لغتنا العربية على لسان مذيعين تم تعيينهم بالواسطة في التلفزيون الرسمي أو في الفضائيات العائلية ونسى هؤلاء أو تناسوا أن الواسطة قد لا تفوح رائحتها إذا تم تعيينهم في أية وظيفة أخرى لا يراها الناس أما هم فقد إنفضح أمرهم أمام ملايين المشاهدين داخل وخارج مصر الذين رأوهم ينصبون المجرور ويرفعون المفعول به في لغة ركيكة تجعل الإنسان يتحسر على العصر الذهبي للمذيعين المصريين الذين كانوا روادا بحق في الإعلام العربي .

إن ركاكة اللغة تفسد حتى جاذبية بعض البرامج الجادة .. فبرنامجاً كالعاشرة مساءاً وهو أحد أكبر البرامج مشاهدة لا ينقصه سوى أن يتحدث مراسلوه لغة عربية سليمة حتى تكتمل عناصر نجاحه.

إن المتابع لمراسلي محطات التلفزيون العربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب سوف يجد أننا في مصر قد أصبحنا مقارنة بهؤلاء أضعفهم لغة وأقلهم حضوراً وكيف لا وقد إنحدر مستوى التعليم وحلت دكاكين الدروس الخصوصية محل المدارس ناهيك عن إختراق لجان إختيار المذيعين بالواسطة والمحسوبية وما خفي كان أعظم .

حتى اللغة العامية الجميلة النظيفة لم تسلم من الأذى ..
هذه اللغة التي كتب بها أحمد رامي أجمل ما غنت أم كلثوم وعبر بها بيرم التونسي عن هموم الناس تم تشويهها بألفاظ لست أدري من أين أتت مثل الروش والطحن وحلقت له ونفضني والواوا دح وغيرها من ألفاظ دخلت البيوت بغير إستئذان وساهمت في إنهيار هذة اللغة العامية النظيفة .. لغة الأباء والأجداد !

متى تعود لغتنا الجميلة لتسألنا :
أنا البحر في أحشائه الدُر كامنٌ فهل سائلوا الغواص عن صدفاته

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008

إهانته .. نهايته !!

رئيس فاشل .
الرئيس الذي أهان بلاده .
الحذاء الذي تأخر ثمان سنوات .
د عوةعلى الحذاء .
النهاية الحزينة .
الحذاء .. سلاح المظلومين .

هذه بعض العناوين التي يمكن لأي مخرج الإختيار منها للفيلم السينمائي الذي يصف ما حدث مساء الرابع عشر من ديسمبر عام ألفان وثمانية حين قام أحد الصحفيين البغداديين بقذف بوش رئيس أكبر دولة في العالم بفردتي الحذاء وسط سيل من الشتائم والسباب على مرأى ومسمع من العالم أجمع ..

إن هذا الرئيس الذي نشر الصواريخ المضادة للصواريخ في أوروبا والعالم حماية لأرض بلاده لم ينجح في نشر نوع آخر من الأسلحة حماية لكرامة بلاده ..
هذه الأسلحة هي العدل والحق والمساواة وعدم إمتهان كرامة الشعوب وعدم إتباع سياسة من ليس معنا فهو ضدنا.

ألا يشاهد هذا الرئيس مئات البشريموتون جوعاً ومرضاً في غزة وهو لا يجرؤ حتى على مداعبة إسرائيل بالعتاب بعد أن عجز عن الضغط عليها بسبب تحيزه الفج ؟!

إن هذا الرئيس الفاشل الذي عادى حتى أقرب حلفاءه مثل فرنسا وألمانيا قبل مغامرة غزو العراق بل إن وزير دفاعه الأفشل وصفهم بعواجيز أوروبا .. هذا الرئيس قد كذب على العالم أجمع بقصة أسلحة الدمار الشامل في العراق وذلك بإعتراف وزير خارجيته كولن باول في تصريحاته ومذكراته .

إن المواطن الأمريكي نفسه لم يسلم من طيش وغباء هذا الرجل الذى أرسل خيرة شباب بلاده إلى الموت في معارك لا مبرر لها ثم دمر إقتصاد بلاده وإقتصاد العالم قبل أن يرحل غير مأسوف عليه مخلفاً وراءه أكثر من نصف مليون أمريكي فقدوا وظائفهم في شهر واحد وسبعة وأربعين مليون أمريكي تحت خط الفقر حسب تقارير السي إن إن .

لقد وصفه نلسون مانديلا يوم أقدم على مغامرة العراق بأنه الرئيس الأغبى في تاريخ أمريكا ..

إن هذا الحذاء الذي تأخر إلقاؤه ثمان سنوات هو النهايه الطبيعية لرئيس أهان بلاده قبل أن يهين نفسه !

السبت، 13 ديسمبر 2008

مقتل فأر ... !

دق جرس الهاتف في مكتبه ..
قالت له السكرتيرة : معالي الوزير على التليفون ..
إنتفض رئيس مجلس الإدارة واقفاً وأمسك الهاتف بيده اليمنى وأطفأ سيجارته بيده اليسرى في خوف كأن الوزير يراه .
كانت المكالمة من طرف واحد .. الوزير يكيل الإتهامات بالتقصير ويتوعد بالعقاب ورئيس مجلس الإدارة – وقد إصفر وجهه – يحاول الدفاع عن نفسه فلا يستطيع .
مرت لحظات عصيبة أشعل بعدها سيجارة أخرى ثم أطفأها بسرعة ودق الجرس بعصبية ..
أتت السكرتيرة ترتجف .. طلب منها حضور المدير العام على الفور .

سمع الموظفون في الخارج كل عبارات التوبيخ والوعيد لمديرهم العام .
لم يحتمل الرجل هذه المرة وهو الذي تحمل دوماً صلف رئيس مجلس الإدارة من قبل .. رد عليه توبيخه وصياحه .

جلس المدير العام في سيارته في شارع جانبي وقد أصابه صداع شديد فقد كان يعاني من إرتفاع الضغط .. أخذ يفكر في عواقب فعلته بعد أن أنهى رئيس مجلس الإدارة خدماته ..

إستقبلته زوجته بإستغراب فقد أتى مبكراً .
سألته عما حدث فلم يرد .. عاودت سؤاله فقال لها : أغربي عن وجهي ..
دخل غرفته وأغلق الباب في عصبية .

جلست حزينة في صالة المنزل وقد شعرت بالإهانة .

خرج صغيرها من غرفته وطلب منها أن تصلح له لعبته .. ألقت باللعبة على الأرض فكسرتها .

إنهمر الصغير في البكاء ..
جاءت قطته تتمسح به كعادتها فركلها بقدمه .. عاودت المحاولة ففتح الصغير باب المنزل في عصبية وألقاها خارجه وهو لم يكف بعد عن البكاء ..

إنزوت القطة في ركن أسفل السلم ..
سمعت فجأة صوتاً ورأت شيئاً يجري قبل أن يختفي وراء أثاث قديم وضعه أحد السكان تحت السلم ..
بذلت القطة كل جهدها وأظهرت كل وحشيتها – وهي المخلوق الوديع الهادئ – حتى وجدته .
كان فأراً صغيراً لم ييستطع الإفلات منها ..
أجهزت القطة على الفأر .

تُرى من قتل الفأر ؟
القطة أم معالي الوزير .. ؟!

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

أرزاق...

شارع يفصل بين العمارتين ..
شارع لا يتجاوز عرضه الخمسة أمتار ..

كلما نظرت من النافذة رأيته ..
هو رجل من صعيد مصر جالس على كرسيه في الشمس لا يفعل شيئاً ..
رغم أنني أحسده أحياناً أو فلنقل أغبطه على هذه الجلسة الهادئة تحت شمس الشتاء الممتعة إلا أنني أشفق عليه .
فهو بواب هذه العمارة وحارسها وهي عمارة يسكنها عمال وموظفون لا يمتلكون سيارات وإنما تأتي أوتوبيسات الشركة المؤجِرة للعمارة لتنقلهم إلى أعمالهم .

على الجانب الآخر من الشارع ومقابل هذه العمارة تماماً تقع عمارة أخرى يقطنها سكان يمتلك كل واحد منهم سيارة على الأقل وعدد السيارات يتجاوز الأربعين ..
حارس هذة البناية وبوابها هو أيضا من صعيد مصر ..
شاب في مقتبل العمريقوم بتنظيف هذه السيارات يومياً فتدر عليه شهرياً أضعاف راتبه .

بين العمارتين شارع صغير .. لكن الرزق إتجه نحو العمارة الثانية وترك العمارة الأولى ..
لكن من يدرينا ..
قد يكون رزق بواب العمارة الأولى أكثر من الثانية .
قد يكون الله رزقه الصحة وراحة البال والأبناء البررة والزوجة الصالحة وقلباً لا يحسد أو يحقد فينام قرير العين ..
لا أحد يدري .

وقد يكون هذا الذي رزقه الله وفرة في المال لم يرزقه أولاداً أو إفتقر لراحة بال فلا يغمض له جفن وقد يكون العكس ..
لا أحد يدري ..

هذه مجرد مشاعر وخواطر حقيقية نقلتها إليكم بلا رتوش وهي مشاعر تعتريني كلما نظرت من النافذة متأملاً هذا الجالس على الكرسي في شمس الشتاء والآخر صاحب الرزق الوفير .

شارع واحد يفصل بين الإثنين .. بل بضعة أمتار .
لكنه الرزق ..
يأتي يميناً أم يساراًً أو لا يأتي ..
الله وحده أعلم ..
فقط علينا السعي إليه والأخذ بأسبابه .

الخميس، 4 ديسمبر 2008

الغِنى .. والجهل والمرض !

دأب الناس على ذكر الثالوث المخيف : الفقر والجهل والمرض حين يتحدثون عن عوامل تخلف وإنهيار أي مجتمع وذلك بالطبع صحيح فقد كان هذا الثالوث ولايزال قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة إذا لم يتم الإنتباه لها.

لكن أحداً لم يتحدث عن ثالوث آخر بدأ في الظهور في السنوات الأخيرة لا يقل ضراوة عن الثالوث الأول وهو الغِنى والجهل والمرض ..
فما الفرق بين الإثنين وأيهما أشد خطورة .. ؟

إن الجهل الناتج عن الفقر هو النتيجة الطبيعية لفقدان القدرة المالية والظروف الإجتماعية التي تساعد على التعلم خاصة بعد أن أصبحت خرافة ما يسمى بمجانيةالتعليم مجرد شعار يتشدق به البعض فقد قتلته الدروس الخصوصية التي لم ترحم حتى الفقراء وباتت أمراً واقعاً لا يمكن تجنبه .

كذلك فإن المرض الناتج عن الفقر والجهل هو النتيجة المتوقعة لسوء التغذية والعيش في أماكن غير آدمية وعدم الأخذ بأسباب الوقاية ناهيك عن عدم القدرة على متطلبات العلاج بعد أن وصلت المستشفيات المجانية إلى حالة يرثى لها .

إذا كان ذلك هو الحال بالنسبة للفقراء فهل يؤدي الغِنى أيضاً إلى الجهل والمرض ؟
نعم .. لكن بصورة أخرى نراها يوميا وفي كل مكان .

إن الجهل الناتج عن الغنى ليس ناتجاً عن نقص القدرة على التعليم بل نتيجة تغير وسائله التي أصبحت تعتمد على نظرية هات وخذ .. أعطني مالاً أعطيك هذه الوريقات الملخصة التي لن يخلو منها إمتحان ..لا داعي أن تفتح الكتاب أو أن تحاول الفهم فقط إحفظ هذه الأسئلة والإجابات تحصل على أعلى الدرجات .. هذا ما يحدث بالضبط في دكاكين الدروس الخصوصية !
فماذا كانت النتيجة ؟
خريجون أضعف ما يكونون في اللغة والعلم .. مجرد معلوملت سطحية سرعان ما تتبخر بإنقضاء الإمتحان .. لا خلفية علمية فتكون النتيجة فشلاً في سوق العمل المحلي والمصيبة الأكبر خارج البلاد بعد أن أصبح مستوى التعليم في بلاد كنا نُعلمها متقدماً جداً مقارنة بمستوى خريجينا .

أما عن المرض .. فقد إستبدلت هذه الفئة الغنية أمراض الفقر المعروفة كسوء التغذية والنزلات المعوية وخلافه بأمراض أخرى أشد خطورة كالأمراض النفسية الناتجة عن التطلعات غير المحدودة للمال والنفوذ والصراع على المناصب وعدم الرضا والقناعة بأي شئ وأمراض الإدمان الذي إنتشر بين هذه الطبقة بمعدلات غير مسبوقة وأمراض السمنة والسكر والضغط والقلب نتيجة قلة الحركة و الصراعات المستمرة والإفراط في الطعام كماً ونوعاً .

أي الفريقين أخطر على المجتمع ؟
إن الفريق الأول – فريق الفقر – قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أي لحظة في تلك العشوائيات فنندم حيث لا ينفع الندم .
أما الفريق الثاني فقد إنفجرت قنبلته وإنتشر دخانها فعلاً متمثلاً في شراء كل شئ بالمال بدءاً من تعليم سطحي وإنتهاءاً بشراء الذمم مروراًفيما بينهما بإعلام فاسد وسفه في الإنفاق على المظاهر الكاذبة والأفراح والحفلات وغيرها .
لقد وصل ما أنفقه بعض شباب وفتيات هذه الطبقة على رسائل المحمول التي تظهر على شريط الفضائيات أسفل الشاشة وكذلك على تحميل رنات ونغمات المحمول في عام واحد ما يقارب 750 مليوناً من الجنيهات في إحصائية حديثة .

إن الفريق الثاني هو الأخطر فهو المتحكم في التعليم والإعلام والثقافة وتوجيه الرأي العام .
إن الفقر المدقع والغِنى الفاحش قد أديا كلاهما إلىتقلص الطبقة المتوسطة والتي تُعد صمام الأمان لأي مجتمع .

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الطلاق الذى زاد .. !

في إحصائية حديثة لأحد مراكز البحوث الإجتماعية المصرية عن نسب ومعدلات الطلاق جاءت الأرقام مخيفة حيث ذكرت الإحصائية أن نسبة الطلاق في السنة الأولى من الزواج 39% وفي السنة الثانية 21% .
وفي دراسة أخري للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ذكرت أن هناك طلاقاً يقع كل 6 دقائق !!

لماذا زادت معدلات الطلاق.. أبغض الحلال عند الله ؟
إن تأخر سن الزواج قد ساهم في ذلك مساهمة كبيرة حيث دفع كثير من الأهالي بقبول أول قادم لإبنتهم خوفاً من ضياع "الفرصة" غير مكترثين بأخلاقه أو طباعه أو بفارق السن أو التوافق النفسي ناهيك عن عدم التكافئ الإجتماعي والثقافي فقد أصبح كل ذلك ترفاً في التفكير وتعقيدات لا داعي لها مادامت الشقة موجودة والسيارة أمام البيت .

إن فترة الخطوبة والتي يُفترض فيها إختبار المشاعر ودراسة الطبائع قد تحولت إلى جلسات لحساب التكاليف حيث تجلس الفتاة مع خطيبها وقد شحنتها والدتها ببطارية الطلبات والكماليات وحذرتها من عدم التنازل بينما يجلس الشاب مشحوناً من عائلته – غالباً الأم – بكل أساليب الرفض ووسائل المناورة وسياسة " إوعى توافق هو حد لاقي عرسان " !! فتكون النتيجة أن تتحول فترة الخطوبة إلى جلسات غم وهم وشجار تقتل الحب – إن وُجد – وتجعل الزوجين في بداية حياتهما طرفي صفقة بدلاً من أن يكونا سكناً لبعضهما .

عامل آخر من أسباب الطلاق هو الخلافات المادية بين الزوجة العاملة وزوجها .. فقد أدت صعوبة الحياة وغلاء المعيشة إلى إحتياج البيت لدخل الزوجين .. وما لم يكن هناك شعور متبادل بالإنتماء لبيت واحد وهدف ومستقبل واحد دون ضغوط من أي طرف على الآخر أو أنانية من أحد الطرفين فإن المشاكل لن تتوقف .

إن قلة خبرة أحد الطرفين أو كليهما تجعلهما يتعثران أمام أول مشكلة تقابلهما دون أن يدركا أن الوقت لم يحن بعد للحكم على نجاح الزواج من عدمه وأن مزيداً من الوقت مطلوب لحل المشاكل دون تدخل من زملاء العمل أو الجيران .

أماالعصبية و العناد وعدم تنازل أي من الطرفين أو كليهما عند حدوث المشاكل فهو آفة كبرى وأحد أهم أسباب الطلاق .

إن تحيز الأهل عند حدوث أي مشكلة لصالح إبنهم أو إبنتهم على حساب الحق يساهم في إشعال النار بدلاً من إطفائها حتى يقع الطلاق فيندمون حيث لا ينفع الندم .

لقد أدى التدهور الأخلاقي في عصرنا هذا إلى زيادة معدلات الخيانة الزوجية مما ساهم أيضاً في إرتفاع نسب الطلاق .

هذا بعض من كثير من أسباب الطلاق وهي في معظمها ناتجة عن سببين رئيسيين :
أولهما غياب الوازع الديني وإستبداله بعبادة المال والماديات ..
وثانيهما غياب دور الأسرة قبل الزواج في إعداد الشاب والفتاةقبل خوض هذه التجربة وذلك بالحوار الهادئ والقدوة الحسنة وترسيخ مفهوم الزواج الحقيقي كحب وعشرة طيبة وبناء أسرة وليس الزواج العصري الذي صار زواج مصالح وماديات .

إن الأرقام التي ذكرتها في مقدمة هذه الرسالة هي أرقام مرعبة يجب الإنتباه لها ومعالجة أسبابها وإلا فإن الأسوأ لم يأت بعد ..