لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الجمعة، 17 أكتوبر 2008

التحرش الجنسي ..ألم تتوقعوه ؟!

بقدر ما أحزن حين أسمع عن حوادث التحرش الجنسي التي زادت في السنوات الأخيرة بقدر ما أتعجب عن إستغرابنا لإنتشارها فكيف لا نتوقعها وكأننا كالذي وضع البنزين بجوار النار ثم تعجب حين حدث الحريق .

في البداية أرجو ألا يتخيل أي قارئ ولو للحظة أنني فيما أسرد من أسباب أحاول أن أبرر ما يحدث فلا يبرر الخطأ إلا المخطأ أو المشارك فيه وإنما هي محاولة هادئة لفهم المشكلة .

كيف لا تتوقعون التحرش الجنسي والشباب والفتيات الممتلئين بهذه الطاقة الفسيولوجية التي خلقها الله فيهم قد يأس معظمهم من مجرد التفكير في الزواج بعد أن أصبح بعيد المنال للبعض إن لم يكن مستحيلا ً ؟

وكيف لا تتوقعون ذلك والشحن والإثارة مستمران على مدار الساعة عبر هذه الفضائيات العشوائية والكليبات العارية التي لا تجد لها رقيباً ولا حسيباً ناهيك عن القنوات الإباحية التي أصبحت مشاهدتها لا تحتاج سوى وصلة صغيرة حتى في أفقر الأحياء الشعبية ؟

ثم كيف تتعجبون حدوث ذلك والشباب لا يجد عملاً يشغله ويفجر فيه طاقته فلا يجد أمامه إلا مجالس السوء والمخدرات ؟

ألا يحدث التحرش في أماكن العمل وفي أرقى الوظائف حين تسرد الموظفةة مشاكلها مع زوجها حتى تلك الغير قابلة للنشر فيتسلل إليها أحد الزملاء ذوي الخبرة "السيئة" ويبدأ في الضرب على الوتر الحساس فتسمع منه كلاما لم تسمعه من زوجها قط ؟

هل من المستغرب أن تحدث هذه الحوادث بعد أن غاب دور الأسرة أو يكاد لغياب الأب –مسافراً أو منشغلا بأكثر من عمل لتأمين قوت أبنائه- وكذلك الأم التي تعمل خارج وداخل البيت وتنتظر أمام مراكز الدروس الخصوصية حتى إذا عادت إلى المنزل أصبح الحديث في التربية بالنسبة لها نوعاً من الرفاهية ؟

ألم تسمح الأسرة لبناتها بهذه الملابس الفاضحة التي تثير حتى الرجال المتزوجين فما بالكم بالشباب ؟

هل أصبح هناك دوراً للمدرسة ؟
هل أصبح للمدرس دوراً سوى إدارة دكان الدروس الخصوصية ؟

كيف تتعجبون وقد غاب القانون إما لبطئ إجراءات التقاضي أو للواسطة أو المحسوبية في بعض الأحيان ؟

ماذا تظنون بعد أن غابت المروءة والشهامة وسادت بدلاً منها سياسة "وأنا مالي"؟

هل غاب الأمن والإنضباط حتي صرنا نتحسر على عسكري الدورية القديم بصفارته الشهيرة والذي كان رمزاً لهيبة الدولة ؟

وبقيت كلمتان ..
الأولى أن معظم من يناقشون الأزمة هم مشاركون في أسبابها سواء كان إعلاميا أو صحافياً لا يستضيف في برامجه سوى فنانات والفن الرخيص أو صاحب جريدة أو قناة فضائية لا تقدم سوى كل مثير أوكاتب ومخرج تمتلأ أفلامهما بكل الغث بحجة الإبداع .

والثانية أنه يخطئ من يظن أن التحرش هو فقط ما يحدث في الشوارع .. إنه أكثر إنتشاراً ولكن بطريقة" أشيك" في النوادي والجامعات وأماكن العمل وبين أرقى العائلات ..تماماً كمن يظن أن اللصوص هم نشالوا الأوتوبيسات وينسى أن اللصوص الحقيقيين في الغالب هم من ذوي الياقات البيضاء .

هل بعد كل هذا لم تتوقعوا أن يكون هناك تحرشاً جنسياً ؟!

هناك 12 تعليقًا:

غير معرف يقول...

رغم إن معظم -إن لم يكن كل- ما ذكرت حقيقي وبيحصل كل يوم، إلا إني مضطر إلى الإختلاف معك هذه المرة.
هناك فرق كبير بين "التحرش الجنسي" وبين أنواع الرزيلة المختلفة التي ذكرتها. التحرش الجنسي ما هو إلا عملية إغتصاب جماعي، تحدث برغبة طرف وعدم رغبة الطرف الآخر، بينما ما ينشأ في أماكن العمل والنوادي والجامعات وغيرها، يكون برغبة الطرفين، ولا يقال عليه تحرش. أما عن مسببات هذا وذاك، فأتفق معك فيما ذكرت، وأزيد أن الفراغ بكل أنواعه، سواء الفراف الفكري والثقافي، أو الفراغ الديني، أو فراغ الوقت، هو كذلك عمل مهم جدا وراء كل ما يحدث.

Atef Shahin يقول...

إلى هنا وهناك
شكرا لك وأحترم رأيك ولكن في الحقيقة وقبل كتابتي فقد إطلعت في أكثر من موقع قانوني على النت عن التحرش وحصيلة هذا البحث أن أي قول باللسان
أو حتى عن طريق رسالة بالمحمول أوأي لمس للجسم وينتج عن هذا القول أو اللمس خدش حيائها أو تحريضها على الفجور وتصل عقوبته حتي 15 سنة أما الإغتصاب فهو الجريمة الكاملة وتصل عقوبته إلى المؤبد أو ألإعدام في بعض الدول.

Sahar يقول...

Very good post

غير معرف يقول...

أعذرني... كلمة تحرش دي جديدة علينا كلنا... من خلال مطالعاتي للأخبار وما نشر عن حوادث التحرش الجماعي، ثبت في ذهني أن التحرش = الإعتداء... ويبدو مما ذكرت في تعليقك إن ده إعتقاد خطأ. بس أفتكر إن دي موش غلطتي أد ما هي غلطة الإعلام... فلو كلمة تحرش تعني المضايقات بالإيحاءات الجنسية كما ذكرت (وهو ما يطلق عليه sexual harassment) دون أي إعتداء، إذا فلماذا نطلق على حوادث الإغتصاب الجماعي تحرش جنسي؟!

Atef Shahin يقول...

إلى هنا وهناك
شِكرا مرة أخرى. في الحقيقة أن كثيرا مما ينشر في الإعلام غير دقيق فبعض الصحفيين لا يعدون جيدا لما يكتبون وأكبر دليل على أن رضا الطرفين لا ينفي واقعة التحرش أن أشهر واقعة تحرش كان بطلها كلينتون وتم التحقيق معه امام أنظار العالم وقد كانت بالطبع برضا الطرفين ولم تصنف كجريمة إغتصاب وهذا ما نجح محامو كلينتون ف إثباته. وعليه فالتحرش شئ والإغتصاب شئ آخر .

abonazzara يقول...

د. عاطف
بصراحة وبدون مجاملة مواضيعك في غاية الروعة حتى أني لم أترك المدونة إلا بعد أن قرأت كل المواضيع التي كتبتها فيها
أتفق معك في معظم ملاحظاتك وانتاداتك لسلوكياتنا وسلوكيات المجتمع من حولنا
ثم اكتشفت ما الذي جذبني الى مواضيعك
هو أن أسلوبك بسيط وتصل في كلمات قليلة الى المعني الذي تريده
أهنئك يا سيدي
ولو أذنت لي أن أكون من المتابعين لمواضيعك باستمرار
تقبل تحياتي واحترامي

Atef Shahin يقول...

إلى أبو نظارة
شكرا لكلماتك الرقيقة وزيارتك الأولى وأرجو أن أكون عند حسن ظن الجميع .
أرجو أن نتواصل دائما.

أحمد سعيد بسيوني يقول...

بسم الله

بوست جميل ناقش اسباب المشكلة - او الفضيحة - باسلوب هاديء وعقلاني


ألم تسمح الأسرة لبناتها بهذه الملابس الفاضحة التي تثير حتى الرجال المتزوجين فما بالكم بالشباب ؟

أن معظم من يناقشون الأزمة هم مشاركون في أسبابها سواء كان إعلاميا أو صحافياً لا يستضيف في برامجه سوى فنانات والفن الرخيص أو صاحب جريدة أو قناة فضائية لا تقدم سوى كل مثير أوكاتب ومخرج تمتلأ أفلامهما بكل الغث بحجة الإبداع .

اتفق معك تماما في هذين الجملتين

كنت قد كتبت - من وجهه نظري - حل بسيط جدا لهذه المشكلة ، وهو ببساطة تيسيير الزواج

هنا

http://ana-elbahr.blogspot.com/2008/10/blog-post_08.html

دمتم بخير

Atef Shahin يقول...

إلى أحمد سعيد
شكرا لزيارتك وتعليقك .
مدونتك جميلة .

مصطفى محمود يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا بستغرب بشدة مع طريقة تعاملنا مع المشاكل :(
بنتعامل زي النعام ونحط راسنا في التراب وندور على المسكنات .

إيه لازمة الحبس المؤبد ولا الاعدام حتى قدام الشهوة اللي بتبقى مسيطرة على الراجل ساعتها ...
بجد شئ غريب إنك لما تيجي تقول لواحد يعم نمنع أسباب المشكلة بدل ما ندور على حلول مؤقتة بتزول بانقضاء الوقت .
يقولي ازاي ؟
اقولو التلفزيون والبلاوي اللي فيه دي ... ميمنعوها .

ويقولولك فن ودي حرية الاعلام ..
-أصل دي بقت الحرية عندنا !!-

ولا البنات اللي ماشية في الشارع دي
فين أهاليهم قبل ما يلعنوا اللي اتحرش بيهم يشفوهم ماشين ازاي الاول ..

تلاقي بقى اجابة غريبة جدا بس للاسف دا السائد عند الناس :
يقولك لو مش عاجبك متبصش ...

اهوا دا المسكن اللي بتكلم عنه ..
النفس البشرية عموما بتميل للممنوع
مابالك لما يبقى مش مفضوح قدامه بس لسه ممنوع ..
مهو هيبص لأنها شهوة ربنا حطها فيه و اداله الطريق اللي يستخدمها في الحلال واحنا قفلناه بتحكمات الاهالي الغريبة .

مش عايز ابص بس اعمل ايه وكل حاجة قدامي ...

هو دا الحل اللي هما عايزينه

معقوله وصل بينا السفه للتفكير بالطريقة دي ...


دايما مندورش على الحل ونلف حواليه في محاولة للهروب لا أكثر ..

شكرا على كتابتك المتزنة ربنا يكرمك ..

تحيتي :)

غير معرف يقول...

بسم الله
سيدي لكم أثرت في كلماتك
وجعلتني أفكر كثيرا
وأحاول جاهدة البحث عن السبب ؟؟
ما سبب حملي لأداة صغيرة محتمية بها من عيون عابثةلأنفس مريضة...؟
أو تفلح أداتي في صد هجمات المتطفلين ؟؟

وإن خذلتني ذات يوم
أأكون فريسة لأولئك المرضى ؟؟
آاه يا سيدي
لكم أفضل الموت عن لحظة كتلك
لحظة خانقة..يسترخص فيها شاب أغلى ما عند الفتاة..فيظن نفسه بطلا
وما هو سوى شيطان قبيح..قميء

ليست سيدي مشكلة ملابس أنثى و ذكورة رجل

لكنه مبدأ لدينا
"أبو بلاش..."

فكم من امرأة محتشمة تعرضت لمثل هذه المواقف المشينة ؟؟

أتساءل سيدي...لم لم تذكر انعدام النخوة ؟؟
والمروءة..الشهامة ؟؟

سيدي
أشكرك على ما خطته يداك
فأنت مبدع
تحياتي

Unknown يقول...

د/ عاطف
اعتقد ان مسالة التحرش كمان من مسبباتها المباشرة هو الجهل الذي يسود المجتمع و عدم القدرة على التفرقة بين الصح و الخطأ وانعدام المسئولية الكاملة من الاباء و الامهات للطرفين المشكلة مش عند البنات فقط او عند الاولاد فقط المشكلة في الناحيتين و للاسف ان المشكلة بتتزايد يوم عن يوم
ربنا يهدي شبابنا و فتياتنا