لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الجمعة، 26 نوفمبر 2010

عن الطب أتحدث ... بمرارة !!

لكل مهنة أسرارها وبواطن أمورها

وأنا هنا أتحدث عن مهنة الطب

أولا بصفتي أحد الممارسين لها

وثانيا كواحد ممن يرى ما آلت إليه هذه المهنة السامية على يد الكثير من الزملاء إلا من رحم ربي !

ويخطئ من يظن أن بناء الكثير من المستشفيات وتجهيزها هو الحل الأوحد

الأهم هو بناء الإنسان الطبيب أو الطبيب الإنسان

--------------------------------

طغى حب المال على كل شئ

فإنهارت القيم وتحولت حياتنا إلى ماديات بغيضة مقيتة

لكن حين يطال هذا الإنهيار مهنة تتعلق بحياة الإنسان وصحته فتلك هي الطامة الكبرى

--------------------------------

ولمهنة الطب - شأنها شأن المهن الأخرى - ثلاثة أضلاع ضرورية لنجاحها :

أولا : الأخلاق أي ضمير الطبيب الذي يدفعه لنجدة المريض أو المصاب دون تراخ ودون تفرقة كون المريض غنيا أو فقيرا

ثانيا : العلم الذي يجب ألا يتوقف الطبيب عن إدراكه والإستزادة منه بعد أن أصبح هناك جديدا في الطب كل يوم وليس كل عام

ثالثا : الخبرة وهي عنصر هام تعطي للطبيب المهارة والثقة في النفس

-----------------------------

وتكامل هذة العناصر ضروري

فالأخلاق مهمة لكنها بدون علم أو خبرة غير كافية

والعلم بدون خبرة هو مجرد نظريات لا تؤدي إلى النتيجة المطلوبة

والخبرة وحدها بدون علم هي نوع من "الفهلوة الطبية" عفا علها الزمن

------------------------------

والمتأمل لأحوالنا يجد أن المرضى يعانون أشد المعاناة :

* من طبيب منعدم الضمير لا يعطى الوقت أو الجهد الكافي للمريض وإنما كل همه مص دم هذا المسكين

* أو طبيب لا يملك المعرفة الكافية فيكون جهله وبالا على المريض

* أو طبيب منعدم الخبرة يجعل المريض حقلا للتجارب

** أو طبيب إجتمعت فيه كل هذه العناصر وتلك هي الطامة الكبرى

وبالطبع لا أعمم فهناك الكثير من الأطباء الشرفاء لكنني أناقش ظاهرة تتزايد

--------------------------------

إن الحال لن ينصلح إلا بعودة الأسرة التي تربي والمدرسة التي تُعلم

ولن ينصلح إلا بتعليم طبي جيد وهذا ما نفتقده تماما بل أصبح أطبائنا أقل في المستوى العلمي والمهارة واللغة عن غيرهم من الأطباء في المنطقة والعالم

ولن ينصلح إلا برفع مستوى الطبيب فلا يعقل أن يتقاضى خريج ما يُسمى "بكليات القمة " ثلاثمائة وخمسين جنيها

ولن ينصلح إلا برقابة صارمة وتطبيق مبدأ الثواب والعقاب

وهو أمل بعيد

ففاقد الشئ لا يعطيه