أحسست أن ستائرا قد أُسدلت عليه فلم أعد أرى إلا ظلاما ..
شعرت أيضا بأن شيئا يضغط على صدري سببه الحنق والحزن والأسى .
---------------------------------
حدث هذا حين رأيت صورة ذلك الرجل المسن - رحمه الله - وهو هيكل عظمي بعد أن مات في سريره قبل سبع سنوات ..
بدا الرجل على سريره بعد أن تحلل جسده فلم يبق منه سوى هيكله العظمي وبجواره نظارة قراءة وجريدة !
كانت الصورة في غاية القسوة ..
لكن ماوراء الصورة كانت هي الجريمة الأكبر
---------------------------------
أثبتت تحريات الشرطة أن لهذا الرجل إبنا يعيش معه في نفس المدينة وأن هذا الإبن لم يطرق باب أبيه منذ عشر سنوات أو يزيد !
لا أجد وصفا في اللغة يمكن وصف هذا الإبن به
إنه الجحود والعقوق متمثلان في هذا الرجل - هذا إن كان أصلا يستحق لقب رجل .
هل يمكن أن يموت قلب إنسان حتى يترك أباه وحيدا عشر سنوات دون أن يسأل عنه ؟!
والله .. حتى لوكان هذا الأب هو أسوأ رجل في العالم فذلك ليس مبررا لهذا الجحود المقيت ..
--------------------------------
صادفت في حياتي نماذجا من ذلك الإبن رغم أنهم لم يصلوا لهذه الدرجة من اللا إنسانية
كل هؤلاء - دون إستثناء وحيد - وجدوا من أبنائهم نفس العقوق والجحود
لم يجد هؤلاء من يعلمهم بر الوالدين ففاقد الشئ لا يعطيه ..
فشبوا يفعلون بآبائهم ما فعله آباؤهم بأجدادهم ..
ثم إن الله يمهل ولا يهمل .