لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

السبت، 26 نوفمبر 2011

أيها " الديموقراطي " .. هل أنت ديموقراطي في بيتك ؟!!

إقرأ -عزيزي القارئ - أي خبر على أي موقع من مواقع النت الإخبارية .. ثم إقرأ تعليقات القراء وحاول أن ترصد حجم الشتائم والإتهامات بالتخوين والكُفر بين المعلقين بعضهم البعض ..
وخدعوك فقالوا " الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية " ..
فالحقيقة أنه يُدمر الود بالكامل .. هذا إن كان هناك أصلا ود !!
--------------------------
إن فاقد الشئ لا يعطيه ..
والذين يتشدقون بالديموقراطية في ميادين مصر وقنواتها افضائية عليهم أن يسألوا أنفسهم أولا :
هل أنا ديموقراطي في بيتي ؟ هل أعطي الفرصة لزوجتي وأبنائي للمشاركة في الرأي وإتخاذ القرار ؟
هل أعاقبهم إن إختلفوا معي في الرأي ؟ أم أكون قدوة صالحة لهم مستقبلا لو إحترمت آراءهم حتى لو لم آخذ بها ؟
ثم على هؤلاء من متشدقي الديموقراطية أن يسألوا أنفسهم :
هل تعلم أبناؤنا الديموقراطية في مدارسنا وجامعاتنا كمناهج تعليمية أوسلوكا بين الطالب والأستاذ ؟
بل هل توجد أصلا أي علا قة بين الطالب والأستاذ سوى الخوف والنفاق وثمن الدروس الخصوصية ؟
هل يسمح رب العمل لأي موظف أن يقول رأيه بصراحة أم يضعه في القائمة السوداء المحرومة من الترقيات والمكلفة بأشق الأعمال حتى يكون عبرة لزملائه ؟
-------------------------
إن ما نراه اليوم أيها السادة من إنشقاقات وتخوينات وتكفير وفوضى هي نتاج كل ذلك ..
لم نتعلم الديموقراطية في بيوتنا ومدارسنا وجامعاتنا ..
لم نلمسها سلوكا في آبائنا وأمهاتنا إلا من رحم ربي
وحين أردنا أن نمارسها ونحن كبار مارسنا شيئا لم نتعلمه فكانت العشوائية وعدم إحترام الإختلاف وعدم تقديم مصلحة الوطن والمجموع على مصالحنا الخاصة ..
من السهل أن تلقي باللوم على الآخرين ..
ولكن السلوك الصحيح والإختيار الصعب هو أن تحاسب نفسك قبل أن تحاسب الآخرين .
-------------------------
كلنا مخطئون .. الأب والأم والمدرس أستاذ الجامعة وصاحب العمل ومن قبلهم نظام شمولي سابق حكمنا ستة عقود ..
فقدنا الكثير عبر سنوات طويلة وحين أردنا الإصلاح أردناه سريعا وتفرقنا فكانت نتيجة ذلك مانراه اليوم ..
نبحث عن الديموقراطية بينما سلوكياتنا قمة في الديكتاتورية ..
منتهى التناقض !!
-------------------------
اللهم إرحم مصر من أبنائها قبل أعدائها .

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

عائد من بيت الله الحرام ..

كتب الله لي الحج هذا العام ...
أدعو الله أن يكتبه لكم جميعا .
--------------------------
كنت أود الكتابة عن هذه الرحلة العظيمة فور عودتي لولا المرض الذي يصيب معظم الحجاج بعد العودة نتيجة للمشقة والزحام .
لن أكتب كلاما تقليديا .. لكنني سأكتب ما أحسسته تماما وبكل صدق في هذه الرحلة الجميلة رغم مشقتها وبالمناسبة فإن هذه المشقة قد تزيد بسبب آراء بعض المتشددين حول توقيتات أداء بعض المناسك .
يجب قبل أن تذهب إلى الحج أن تنظر إلى كل شئ ببصيرتك لا ببصرك .
--------------------------
إذا نظرت ببصرك فقط فستجد زحاما في كل مكان وطُرقا مغلقة قد تضطرك إلى مغادرة الحافلة والسير كيلومترات ليست قليلة وستجد الملايين يفترشون الأرض وستجد نفسك منتظرا حوالي الساعة في طوابير الحمامات في عرفات والمزدلفة ومنى ثم في طابور آخر منتظرا دورك في الوضوء . ستنام في خيام مع أناس لا تعرفهم وستشعر بالضيق والغيظ حين يدفعك أحد الأفارقة وهو يطوف غير مبال بما قد يحدث لك ..
كل ذلك قد يدفعك - لو نظرت بالبصر فقط - إلى الضيق !
غير أن كل ذلك يتبدل لو تحول البصر إلى بصيرة أي ان ترى ماخلف الأشياء من معان ..
ستبكي أو على الأقل ستتحجر الدموع في عينيك بمجرد أن تقول "لبيك اللهم حج" ثم تلبي بعدها لبيك اللهم لبيك .. سوف تتذكر ذنوبك وأخطاءك ثم تتخيل أنك بعد أيام قليلة سوف تعود كيوم ولدتك أمك .. صفحة بيضاء
سوف يتحول هذا البصر إلى بصيرة حين ترى الكعبة المشرفة وينتابك شعور لا يوصف وأنت تطوف حولها ناظرا بعينيك ومتمتما بفمك بدعاء لأبنائك وزوجتك وأخوانك وقبلهم جميعا لوالديك أحياءا كانوا أم أمواتا .
سوف تعرف ببصيرك وليس ببصرك وأنت تصلي أن كل صلاة في الحرم أو بمكة تعادل مائة ألف صلاة وسيزيل هذا الشعور أي شعور بالمشقة ..
إحساسك وأنت أمام قبر الرسول عليه الصلاة والسلام لا يعادله إحساس .. أنت على بعد متر واحد من سيد خلق الله الذي غير البشرية تُقرؤه السلام وتصلي وتسلم عليه ..
-------------------------
رغم كل هذه المشاهد الروحانية ... كان أكثر ما ترك أثرا في نفسي هؤلاء الألاف من كبار السن - ربما تجاوزا الثمانين - يسيرون على الأقدام من عرفات إلى المزدلفة حوالي عشرة كيلومترات وقد نحلت أجسادهم وأتوا من كل فج عميق طاعة لله وطمعا في مغفرته ... يفترشون الأرض ويلتحفون السماء .. بلا رفث ولا فسوق ولا جدال ..
اللهم تقبل منا ومنهم .