هو صديق من أصدقاء العمر
بل أعتبره بمثابة الأخ الذي لم تلده أمي ..
كل من تعامل معه أحبه
هو مثال للرجولة والشهامة والإيثار
يعشق خدمة الناس .. ملتزم في عمله قدر إخلاصه في عطائه
هو بالفعل عملة نادرة في زماننا هذا ولا نزكي على الله أحدا .
رغم كل هذا لا أراه إلا مهموما
وفي أحيان كثيرة حزينا مكتئبا !
قلت له –وقد جاء لزيارتي – ما بك ؟
أجابني : لست أدري لكنني أشعر بإحباط شديد فلم يعد حولنا شيئا يسر القلب
قلت له : وماذا بعد ؟
تنهد قبل أن يجيب : زملائي في العمل .. وصلوا بنفاقهم وتسلقهم أما أنا فمحللك سر رغم إلتزامي وأقدميتي فأنا لست وصوليا مثلهم .
نظرت في عينيه لحظة ثم فاجأته :
حرك يديك
ماذا ؟!
قلت لك حرك يديك
لماذا ؟ قالها بضيق
إفعل أولا ثم ناقش
قام بتحريك يديه وهو يبتسم إبتسامة خجل طفولية لم تقلل كثيرا من علامات الإكتئاب على وجهه
قلت له : حرك قدميك
قال والضيق يعلو وجهه :
ما بك اليوم ؟ لقد أتيت شاكيا همي فوجدتك وقد ذهب عقللك !
لو سمحت – قلتها في حزم – حرك قدميك
حركهما في ضيق ولسان حاله يقول : أما نشوف آخرتها إيه
سادت لحظة من الصمت قبل أن أقول له :
إذن فأنت والحمد لله مازلت صحيح البدن قادرا على الحركة والعمل
قال: الحمد لله
ولديك أبناء وبنات ؟
الحمد لله .. لماذا تسأل وأنت تعرفهم ؟!
وزوجة صالحة ؟
الحمد لله
ولا تعاني من مرض عضال ؟
الحمد لله
ولديك بيت وسقف تستظل به ؟
الحمدلله
ولديك مالا يسترك ويزيد ؟
الحمد لله
ورغم كل ذلك فأنت حزين ومكتأب
..............
تخيل العكس
كيف
تخيل أنك فقير معدم لا تجد ما يسد رمقك ولا ما يستر جسدك ولا بيت ولا سقف تستظل به أو أنك مريض بمرض تنتظر معه النهاية
أو أنك لم ترزق بأبناء أو رزقت بهم لكن أحدهم معوق ..
تغيرت أسارير وجهه من الحزن إلى الإرتياح قبل أن يبتسم إبتسامة سعادة إفتقدتها في وجهه الصعيدي الطيب منذ زمن
ثم ضحك وقال :
تعرف .. إنت مالكش حل .. إنت ظلمك إللي عملك طبيب أطفال .. المفروض تبقى طبيب نفساني .
قلت : يا أخي المسألة مش محتاجة كلية طب خالص
الحل هو أن نستخدم الفرامل
أي فرامل .. سأل بشغف
قلت : أن تنظر إلى من هو أقل منك دون أن تقتل طموحك كما تنظر إلى ماهو أعلى منك دون أن يقتلك طموحك
وألا تنسى أبدا هذا الحديث الشريف :
"من بات آمنا في سربه
معافا في بدنه
عنده قوت يومه
فكأتما حيزت له الدنيا وما فيها "
صدق رسول الله
قلت له مبتسما :
والآن حرك يديك
قام من مقعده وهم بضربي على سبيل المزاح ثم ضحك من القلب فضحك قلبي من أجله .
هناك 3 تعليقات:
http://www.cultureunplugged.com/play/1081/Chicken-a-la-Carte
خليه يشوف الرابط أعلاه -
الحمد لله على نعمة الرضا
الحمد لله على نعمة الرضا
إرسال تعليق