لم يلفت نظري في قصة "عم أحمد" – ذلك الرجل ذو قسمات الوجه الطيبة – من صعيد مصر والذي تزوج بعد أن بلغ من العمر ثلاثة أعوام بعد المائة سوى أنها قصة طريفة تناقلتها الفضائيات وتفاعل معها الناس بما تمثله من أمل في الحياة ..
لكن الذي لفت نظري بل وإستوقفني حقيقة هي قصة ذلك الرجل – من نبت هذة الأرض الطيبة – الذي حصل على الكتوراة بعد أن ناهز الرابعة والتسعين من العمر ..
لم يحظ الرجل بهذه الضجة الإعلا مية التي نالها عم أحمد ولم تنشر الخبر سوى جريدة واحدة في خمسة أسطر مع صورة صغيرة .
أي إرادة حديدية هذة وأية مثابرة وأي طموح ؟
أي نفس صافية قوية تلك التي تجعل رجلا في عمره يجلس ليناقشه أساتذة في عمر أبنائه أو ربما أحفاده ؟
لم يقل الرجل لقد كبرت وإنما إتبع قول الرسول عليه الصلاة والسلام أن إطلبوا العلم من المهد إلى اللحد ..
لم يقل الرجل .. ماذا ستفيدني الدكتوراة وقد بلغت من العمر أرذله ؟ وكم بقي لي من السنين حتى أجني ثمرتها ؟
لم يردد الرجل الكلمات الشائعة في الموروث المصري مثل " إحنا حناخذ زمننا وزمن غيرنا ؟ .. أو ياللا حسن الختام .. أو بعد ماشاب ودوه الكتاب" .
لم يلتفت هذا الشيخ المسن لكل ذلك ولم ينظر خلفه بل تطلع للأمام ..
نهل من المراجع وكتب ونقح وراجع و إستمر على ذللك سنينا حتى حصل على أعلى درجة علمية .
إنه درس في الإرادة لشباب يقضون يومهم علي المقاهي يلعنون الزمن ..
إنه درس في الأمل الذي يدفع صاحبه إلى العمل ..
إنه درس في الطموح يتركه هذا الرجل لأحفاد سوف يفتخرون بجدهم .
سعدت وأنا أرى صورته بعد أن حصل على الدكتوراة باسم الوجه يمشي مستندا على أحفاده .
ألف مبروك له
وربنا يعينك يا عم أحمد !
كان عنوان هذة الرسالة هو " الأمل .. والإرادة " .
لكنني علمت – وأنا أشرع في نقلها من الورق إلى الكمبيوتر – علمت بحصول المناضل الفلسطيني مروان البرغوثي على درجة الدكتوراة وهو في الأسر ..
وتحية لصموده وإرادته وإصراره وعزيمته فقد قمت بتغيير عنوان الرسالة إلى "القيود في اليدين .. لكن العقل حر "
هناك 6 تعليقات:
انا اصدق الامثلة على ما يمكن ان يفعله الانسان متى ما توافرت الارادة والعزيمة
عنوانك قوي ومعبر خصوصا عن حالة المناضل مروان البرغوتي
والله نحن كشباب ليتنا نملك ربع ارادة هذا الرجل التسعيني الذي لم تمنعه سنين عمره الممتدة من أخذ درجة الدوكتوراه فيما نحن خانعون ساخطون على واقعنا دون ان نبذل ادنى مجهود لتغييره
شكرا على هذه التدوينة المحفزة
تحياتي لك
قرأت تعليقي وأضحكتني كلمة الدكتوراه كيف كتبتها
تدوينة محفزة تبعث الأمل
جزاك الله كل الخير
سعدت جدا بحالةالمناضل مروان البرغوثي
فك الله أسره اللهم أمين
تقديري لك
السلام عليكم
عارف يا دكتور مررت بتجربة مماثلة تقريباً
كان في دفعتي رجل كبير قارب على الخمسين وكان يلازمني في نفس الفرقة الدراسية وبالطبع كنت أنظم الأنشطة المختلفة باتحاد الطلاب وأجده يطلب المشاركة وكنت أسعد وأقدم له كل الدعم الممكن
وكان هذا الرجل متحرراً من محو الأمية وخاض مرحلة دراسة طويلة في سن متأخر وصمد أمام كلمات أبناء قريته وسخريتهم منه
والآن ومنذ شهور عرفت أنه يكمل الدراسات العليا
سأضع تقريراً عنه بالصور له وهو يلقي قصيده له أمام الطلبة وكان كله حماس وقوة وعزيمة
شكراً لك يا دكتور
ممكن أضيف لموضوعك المهم شيء تاني يدل على الإرادة؟
كان هناك رجلا أمريكيا خرج من الجيش وعمره 45 و تقدم إلى كلية الطب علاج طبيعي ( كيروبراكتيك ) وحينما سأله زملاؤه الشباب لماذا دخلت الكلية و أنت في عمرك هذا؟. قال لازلت في الخامسة والأربعون و سأنتهي من الدراسة و أنا في الخمسون ...وو إذا مت بعمر الثمانين أكون قد خدمت العديد من المرضى لأكثر من عشرين عاما ....تحياتي
المشكلة يادكتور مش فى الارادة الارادة موجودة لكن من حولنا هم الذين يحبطون تلك الخطوات فمع الارادة يجب توافر الثقة بالنفس وعدم الاصغاء لعبث الاخرين-
إرسال تعليق