أنا – بتواضع شديد – ضد المقولات التي يرددها الكثيرون أنه من الصعب أن يتكرر وجود :
أم كلثوم جديدة
أو طه حسين جديد
أو لاعبا مثل الخطيب
أو غيرهم من القمم التي أنجبتها هذه الأرض الطيبة في شتى المجالات .
ذلك أن الجينات والصفات التى خلقها ويخلقها الله سبحانه وتعالى لم تتوقف عند زمن معين .
فمن خلق صوت أم كلثوم وموهبة عبدالوهاب ومهارة الخطيب فإنه قادر – سبحانه وتعالى – أن يخلق مثلهم بل وأفضل منهم .
لكن من المنطقي أن نصحح هذة المقولات لنقول أن هذة المواهب يمكن أن تظهر أمثالها من جديد لكن الصعوبة الحقيقية هي أن يعود الزمان والمناخ اللذان ظهروا وتألقوا فيه .
فهل إذا ظهرت أم كلثوم جديدة في زماننا هذا فهل تجد عبقريا مثل السنباطي لحنا ومبدعا مثل شوقي أو رامي شعرا ؟
وهل إذا وجد عبد الحليم جديد فهل سيجد كمال الطويل ملحنا يفهم صوته ومرسي جميل عزيز آخر يمده بأروع الكلمات ؟
وهل إذا أنجبت مصر طه حسينا آخر فهل سيجد قارئا واعيا مثقفا يستوعب مايكتبه ؟
المشكلة إذن ليست في ظهور مواهب جديدة ..
المشكلة في زمن ليس كالزمن الذي كانت فيه الأذن تتخير وتتذوق والعين تستمتع بما ترى والعقل يتدبر فيما يقرأ
زمن كان الرجال والنساء يرتدون أرقى ملابسهم ليستمعوا لأم كلثوم لا أن يقفوا يتراقصون طوال الوقت في ضجيج وصخب وفوضى !
زمن لم تكن فيه الإعلانات تطغى على الثقافة لتتحول المسلسلات فيه إلى مسلسلات الشيبسي والبيبسي !
زمن لم يشهد عشوائية فضائيات أفقدتنا التركيز وطغى فيها الغث على السمين !
زمن كان فيه تعليم حقيقى ولم يكن فيه مذيع أو مذيعة ينصبون الفاعل ويرفعون المفعول به !
زمن كان الطبيب فيه إنسانا وليس تاجرا إلا من رحم ربي !
ليست المشكلة إذن في مواهب جديدة هي بالفعل موجودة
لكن المشكلة في زمن هادئ وجميل ... تولى وإندثر .
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم
كلامك صح الزمن الجميل هو الذي اختفى بكل مافيه من رونق وجمال
تقديري لك
أسعدني مرورك بزمني الجميل
د/ عاطف، السلام عليكم،،
حتى فى زمننا الغير هادىء يمكننا ان نتخير الذوق والرقى اذا أردنا، ويبقى على عاتقنا أن نريد فعلا ولا نستسهل ونستسيغ المعروض علينا بلا تفكير،،
تحياتى لك على هذه التدوينة
إرسال تعليق