سألته :
كيف حال أخيك؟
قال : لست أدري
قلت : كيف ؟ لقد زرته في المستشفى قبل أسبوعين ولم يكن في حالة جيدة
قال : فليمرض كما يشاء لا أريد أن أراه أو أسمع عنه شيئا
قلت : لكنه شقيقك !
قال : لم أره منذ عام ولا يهمني إن كان مريضا أم سليما حيا أو ميتا
ما كل هذه القسوة - أجبت
سادت لحظات من السكون أشعل خلالها سيجارة بعصبية قبل أن يجيب :
أخي هذا الذي تسألني عنه هو من رفع علي قضية أمام المحكمة بسبب الميراث وهو الذي يريد أن يستولي على حقي وحق أولادي
قلت : ربما ظن بك نفس الظن
قال : ربما ولكن الحق حق بدليل أن باقي إخوتي قد إختلفوا معه
وهل قاطعوه مثلك - سألته
أجاب : لا
----------------------
قلت له : مهما يكن يا أخي من خلاف بين الناس فهناك حلول فما بالك بأخيك الذي وُلد من نفس الرحم الذي إحتواك
يا أخي مهما إختلفتما فأنتما تحملان معا نفس إسم الأب شئت أم أبيت
يا أخي لو أن جارك مريض لوجبت عليك زيارته فما بالك بإبن أمك وأبيك !
دمعت عيناه فأكملت :
ثم أنكما ستغادران هذه الحياة في يوم معلوم فلماذا تزرعان بذرة الكراهية بين أبنائكما فتكبر معهما فلا يحصدون إلا حقدا وشرا !
قال : كفى أرجوك
قلت : لو أن أباك علم قبل وفاته أن ماله سيفرق بينكما لأحرقه
------------------- ----
نظر إلى الأرض وقد وضع رأسه بين كفيه وقال : والآن ماذا أفعل؟
قلت : إستمع لحديث رسولنا الكريم"ص" ثم إفعل ما شئت :
"لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيُعرض هذا ويُعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام"
تركته وفي عينيه نظرة حيرة ربما جعلته لم ينتبه لمغادرتي !
"قصة واقعية"