تابعت مع الملايين حول العالم البث الحي لعملية إنقاذ ثلاثة وثلاثين رجلا من عمال المناجم في تشيلي حُبسوا على عمق ستمائة وإثنين وعشرين مترا تحت الأرض لمدة سبعين يوما
كانت العملية دقيقة ومعقدة لكنها تكللت بالنجاح
هذا النجاح لم يأت من فراغ
لكنه كان نتاج عدة عوامل :
* إرادة الحياة لدى هِؤلاء العمال الذين صمدوا في أقسى ظروف يمكن أن يواجهها بشر
* إتحاد تشيلي كلها رئيسا وحكومة وشعبا لتصبح عملية إنقاذهم قضية الوطن الأولى التي يجب أن تتوفر لها كل الإمكانات التقنية والمادية
* الإهتمام بكل التفاصيل الدقيقة وأخذ الخبرة الدولية لتجنب أي خطأ
* الأهم من كل هذا هو التحضر : فرغم ظروفهم السيئة و" إنحشارهم " في هذا المكان الضيق ولهذة الفترة الطويلة فقد كانوا متحدين ونفذوا كل التعليمات أثناء محنتهم بكل دقة
إنه التحضر أيضا الذي لم تلعب فيه الواسطة أي دور في ترتيب خروجهم بل خرجوا طبق ضوابط شارك في وضعها فريق الإنقاذ والأطباء ولم يفسدها تليفون من نائب أو وزير
- -- - - - - - - - - - - - - -- - - -
إنها تجربة قاسية ومثيرة بحق
وأكثر ما أثارني فيها هو ذلك الرجل "البطل" من عمال الإنقاذ الذي كان آخر الصاعدين إلى سطح الأرض
تخيلت كيف عاش هذه النصف ساعة الأخيرة وحيدا على هذا العمق بعد أن صعد الجميع
نُرى فيما كان يفكر وكيف كانت مشاعره وكيف عاش أهله هذة النصف ساعة التي مرت كالدهر ؟
حمدا لله الذي بعث هؤلاء إلى الحياة من جديد
إنه على كل شئ قدير
هناك 10 تعليقات:
فعلا يادكتور الحمدلله أن ربنا رجعهم لأهلهم والأهتمام بهم يجب أن يكون قدوة لكل العالم فى طريقة التعامل مع الكوارث وخاصة لدى الشعوب العربية
تحياتى يادكتور وأتركك مع هذا المقال
http://www.thestar.com/article/875769--how-the-chilean-miners-stayed-in-shape
ياه ..
تنفع موضوع رائع لفيلم سينمائى قصة عامل الإنقاذ ده .فعلاً سبحان الله العلىّ القدير .
تحياتى يا دكتور و ما تبقاش حضرتك تغيب علينا كتير كده :)
سؤال عميق اوى ويدعو للتفكير
يارب مااكون فى موقفه ده ابدا فى يوم من الايام
كلما رأيت الأخرين فى مواجهتهم لمصائب وقدرتهم على تغير الواقع كلما أدركت قدرتنا على النقد والحوار فقط فهناك من يعمل وهناك من يتكلم وأظننا نتقن الصوت العالى فقط
انا شوفت الموضع بشكل تاني خالص
لو كانوا دول عمال مصريين او عرب
يا ترى كان ايه اللي حصلهم؟؟
ياترى كانوا لاقوا اللي ينقذهم كده؟؟
كانوا هايطلعوا من الكهف.. يلاقوا الرئيس او الملك منتظرهم؟؟
بصراحة حسيت بحسرة على حال البشر عندنا
السلام عليكم و رحمة الله
عزيزي الدكتور / عاطف
المقال أكثر من رائع
و يلمس جروح مجتمعنا بواقعية ( مغلفة بالرحمة إن جاز التعبير )
فكم أفسدت ( الواسطة و التليفونات ) من أعمال كان يمكن أن تكون عظيمة
تقبل تحياتي ،،
أخي الفاضل
تلك مدونتا الجديدة نريد مشاركتك معنا في الرأي والفكر لنرتقي معا
http://shlandsohila.blogspot.com
تقديري
كأغلب التعليقات
ماذا لو كانوا عرب ومصريين ؟
---------------
مدونة رائعة احييك عليها
قرأت بعض مقالاتك هنا
كلها اكثر من رائعة
-------------
تحيتي .
إرسال تعليق