لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الجمعة، 29 مايو 2009

هل نحتاج وزارة للطفولة ؟

هل أمعنت النظر يوماً في وجه طفل رضيع ؟

هل رأيت إبتسامته الحلوة ونظرته البريئة ؟

ألم تسأل نفسك حينئذ : تُرى ما الذي يجعل هذا المخلوق إنسانا صالحا يكون قُرة عين لأهله أم سفاحا شريراً يكون وبالاً على أهله ومجتمعه؟

إن الطفل حين ولادته يكون كالصفحة البيضاء نحن الذين نكتب فيها إما كلاماً جميلاً منمقاً منظماً أو تشويهاً و"شخبطة"

وحين أقول نحن فإنني أعني الأب والأم والجو الأسري ثم المدرسة والمجتمع

إن ما نراه في مجتمعنا من فساد وعشوائية وجرائم غير مسبوقة العدد والنوعية لا يمكن الخروج منه إلا ببداية صحيحة تبدأ من الطفولة البريئة قبل أن تتلوث

إذا أردنا بناء جيل صالح فعلى من يتصدى للعملية التعليمية والتربوية في المرحلة الإبتدائية أن يكون من حملة الشهادات العليا والدراسات العليا المتخصصة في سلوكيات الطفل ونفسيته وليس مجرد مدرس "إلزامي" يردد مابالكتاب بل إن "بعضهم" يعلم الأطفال أسوأ الألفاظ حين يسبهم بها ذلك إن فاقد الشئ لا يعطيه

في دول العالم المتقدمة يقوم أهم مشاهير كرة القدم بعد تركهم الملاعب بتدريب فرق الناشئين تحت १५عاما ولا يجدون في ذلك عيبا أو تقليلا من شأنهم لذلك تجد هؤلاء الناشئة هم من أشهر اللاعبين حين يكبرون

ما المانع أن يكون القائمون على التعليم الإبتدائي من حملة أعلى الشهادات ؟

إن حلول مشاكلنا يجب أن تبدأ من الطفولة في البيت والمدرسة والشارع والنادي وما عدا ذلك ليس إلا شعارات ومزايدات

والآن

ألا ترون معي أننا في حاجة إلى وزارة للطفولة ؟

السبت، 9 مايو 2009

رائحة الوردة ... أم لونها ؟

أيهما يجذبك إلى الوردة ...
رائحتها أم لونها ؟

هناك من الورود والأزهار ما يخطف الأبصار ولكنك ما إن تقترب منها حتى تجدها عديمة الرائحة ..
وهناك رائحة جميلة تصدر من وردة بسيطة حتى إذا إقتربت منها لا يجذبك شكلها ولا لونها لكنك لا تستطيع الإبتعاد عنها بسهولة فشذاها يحرك قلبك قبل أن تستمتع بعبيرها حاسة الشم لديك .

وفي الحياة .. أصبح الكثير من البشر يخدعونك بلون ثيابهم ورائحة عطورهم وموديلات سيارتهم وساعاتهم وهواتفهم النقالة وغيرها من آخر صيحات الموضة .. غير أنك ما أن تجلس إليهم وتستمع إلى حديثهم تكتشف مدى ضحالة تفكيرهم وضآلة ثقافتهم وسطحية إهتماماتهم .

وآخرون غيرهم يجذبونك بصدق مشاعرهم ونُبل أخلاقهم وإخلاص قولهم ومنطق تفكيرهم وإتساع ثقافتهم حتى ولو لم توفر لهم ظروف الحياة سوى أناقة متواضعة ومظهر حسن دونما صخب أو مظاهر .

إن لغة المظاهر قد طغت بل وتوحشت حتى أصبحت مستفزة ,,
لقد قلبت المظاهر الموازين فأصبح المال في نظر الكثيرين أهم شئ مهما كانت وسيلة الحصول عليه .
لقد أصبح لاعبو الكرة ونجوم الفن الردئ وغيرهم من مليونيرات البيزينيس هم المثل الأعلي
للصبية والشباب والفتيات .

لقد توارى إلى الظل العلماء والمفكرون والمبدعون الشرفاء وهم كثيرون .

ثم نستغرب بعد ذلك لمذا ساد الفساد وإنتشرت الجريمة ..
ألم تتحول مطامح الكثيرين إلى مطامع ؟!

إنها إنقلاب الموازين التي جعلت الثروة قبل الأخلاق والقِيم .

والآن .. أيهما أهم
رائحة الوردة أم لونها ؟

الأحد، 3 مايو 2009

من سيقتل الناس .. الرُعب أم الإنفلونزا ؟!

تعددت وسائل الإعلام وتنافست ...
أصبحت القنوات الفضائية بالآلاف والصحف المحلية بالمئات والعالمية بعشرات الآلاف وأصبح الإنترنت ميداناً واسعا للمعلومات الدقيق منها وغير الدقيق كما أصبح مجالا للفتوى لمن هو مؤهل لها أو لمن يدعي .

شهدت نهاية 2008 بدايات الأزمة المالية العالمية والتي كلفت ملايين الأفراد وظائفهم وبلغت خسائرها تليريونات الدولارات .
فماذا كان دور الإعلام ؟
بعض الإعلام وهو قليل تعامل مع الأزمة بحرفية شديدة بلا تهويل أو تهوين وإعتمد على المختصين المتميزين المحايدين أصحاب الرأي العلمي المُنزه عن الإعتقاد الشخصي أو المصالح الذاتية .
أما معظم الإعلام وهو كثير فقد ساهم دون أن يدري في زيادة هذة الأزمة بالتهويل الشديد الذي أصاب الناس بالذعر فما كان منهم إلا أن إتبعوا سياسة "الإنتظار والمراقبة " فتوقفوا عن البيع والشراء والمضاربة وعادت سياسة " تحت البلاطة" لتحتل العقول فزادت الأزمة سوءا فوق سوء بعد أن أصبح الرعب سيد الموقف .

أما الآن فإن ما نراه وما نسمعه عن أزمة إنفلونزا إتش 1 إن 1 والمعروفة بين العامة بإنفلونزا الخنازير فإن كل من هب ودب قد أصبح يفتي .. وحين يتعلق الأمر بالأمور الصحية فإن نصف المعلومة قد تكون أخطر من الجهل .

إن الإعلام المحترم هو من يستضيف الشخص المتخصص في مجاله حين يتعلق الأمر بحياة الناس وصحتهم .
إن مستشارا طبيا في أي صحيفة يراجع المعلومة قبل نشرها يزيد من مصداقية الصحيفة وإحترام الناس لها .

إن أي عاقل لا يستطيع إنكار دور الإعلام في توعية الناس بطرق الوقاية ..
غير أن بعض الإعلاميين ممن تعودوا على دغدغة مشاعر الناس بنقدهم الدائم للأوضاع عليهم التميز بالحيادوالمهنية العالية حين يكون الأمر متعلقا بصحة الناس وحياتهم وإلا مات الناس من الرعب قبل أن يقتلهم الفيروس !

هل تذكرون فيروس السارس الذي ملأت أخباره الدنيا قبل سنوات وتوقع بعض العلماء ملايين الضحايا له .. أين هو الآن ؟

وفي الختام :
اللهم لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه .