كانا ولا يزالان زوجين متحابين ..
وكانا ولا يزالان مصدر سعادة لمن يزورهما
كلاهما بسيط ومشرق الوجه دائما
رزقهما الله بالطفل الأول ثم الثاني
كلاهما من الذكور
رضيا بما قسم الله
بعد عدة سنوات إشتاقا إلى بنت
رزقا بالطفل الثالث وكان صبيا جميلا
مرت سنوات وقد رضيا بالذكور الثلاثة
سنوات أخرى وإكتشفت الزوجة أنها حامل مرة أخرى
هذة المرة دون تخطيط .. لكنها إرادة الله
إنزعجت .. فجسدها النحيل لا يتحمل أعباءا جديدة قادمة
زاد إنزعاجها – بل قولوا إن شئتم صدمتها – حين أظهر السونار أنها تحمل في أحشائها توأما وأن كليهما من الذكور!
ضاقت بها الدنيا
لم تفق بعد من أعباء تربية ورعاية أبنائها الثلاثة
رغم تدينها إلا أنها – في لحظة ضعف – ذهبت إلى طبيب شاب أنشأ للتو عيادة لأمراض النساء في الحي الذي تسكنه
أفضت إليه بهمها وقلقها على صحتها في القادم من الأيام
قال لها الطبيب الشاب : وماذا تريدين سيدتي ؟
دمعت عيناها قبل أن تجيب : كفاية ثلاثة يا دكتور
سألها : يعني تريدين التخلص من هذا الحمل ؟
لم يطاوعها لسانها لكنها أومأت برأسها علامة الموافقة
قال لها : موعدنا غدا
إنفرجت أساريرها فقد أزاح عنها بقراره السريع أعباء جدل كانت تتوقعه
سألته : الساعة كام غدا يا دكتور ؟
أجابها : فلتأتي في العاشرة صباحا ومعك أبنائك الثلاثة
تعجبت : ولماذا يأتي أبنائي معي ؟!
قال وقد نظر إلى أوراق أمامه : لنختار منهم
- نختار ماذا يا دكتور ؟
- نختار إثنين لنقوم بذبحهم
إنتفضت السيدة واقفة وقد شحب وجهها وتصبب عرقها
- أعوذ بالله يا دكتور .. ماذا تقول ؟!
- إهدئي سيدتي وإستمعي إلي جيدا .. لقد قسم لك الله من الأبناء خمسة
وأنتي تريدين ثلاثة فقط فلماذا قررتي التخلص من الإثنين اللذين في بطنك
وما فرقهما عن الثلاثة الذين هم في الخارج .. اليس من الممكن أن يكونا
أكثر صلاحا وفلاحا ونجاحا من إخوانهم الثلاثة ؟
قالت لنا هذه السيدة وهي تداعب توائمها بينما تروي قصتها :
أحسست أنني كنت أسير في شارع مظلم ثم إصطدمت بعامود فأفقت ..
كانت كلماته – والحديث مازال للسيدة – رغم قسوتها بمثابة زلزال قوي
هزني بعنف لكنه أعاد إلي إيماني وإتزاني اللذين فقدتهما في لحظة ضعف.
سبحان الله ..
أناس لم يرزقهم الله طفلا مستعدون أن يدفعوا كل ما يملكون من أجل سماع بكائه
وآخرون رزقهم الله بأناث دون الذكور ويتمنون ولي العهد
و من رزق بالذكور فقط يتمنى الأنثى
والأعجب أن آخرين رزقوا بالذكر والأنثي ولا يشكرون!
سبحانك ربي ..
إنها والله قصة حقيقية أردت أن أسوقها لما فيها من معان عميقة .
هناك 7 تعليقات:
السلام عليكم
بارك الله بك وفيك يا دكتور
اقشعر بدني بذكرك هذه القصة وأظن أن منها الكثير
النفس أمارة بالسوء ويبقى القرب من الله حامياً من الزلل
جميلة دائما هى قصصك الانسانية يادكتور -
حلوة اوى ومعبرة بفلسفة كمان.. وفقك الله
د/ عاطف،، السلام علييكم،
الحقيقة ده حال سيدات كثيرة وحدث معى شخصيا استشارات كثيرة بهذا المعنى،، ومثلهن تحتاج لمثل هذا الطبيب الأنسان، ليفيقن من وسوسة الشيطان، ففعلا نختار من منالأطفال لنضحى به؟ الذى يسكن بالداخل أم بالخارج،،
هذه القصة ذكرتنى بحديث لى معا أحد أشهر المشتغلين باختيار جنس الجنين: كنا فى مؤتمر وسألته: وماذا تفعل يا دكتور فى بقية الأجنة الغير مرغوب فيها فقال لى:
we discard them....
المهم ده موضوع طويل يا دكتور عاطف ممكن التحدث فيه على حدة،،
شكرا لك وتحياتى
هذه السيدة محظوظة لانها وقعت بين يدي هذا الطبيب لتفيق من غفلتها فسبحانه الحي القيوم الذي يحيي ويميت
هذه القصة فيها عبرة كبيرة لمن أراد ان يعتبر
تحياتي
إرسال تعليق