لست هنا لأكتب عن مجرد موقف تعرضت له بالأمس
فربما تتعرضون له يوميا
لست أكتب عن الحدث
وإنما عن خلفياته وما بين سطوره !
-----------------------------
بعد يوم من العناء والعمل الشاق لم تذق فيه عيناي طعم النوم
بعد هذا الجهد الشاق توجهت إلى سيارتي أحلم بالعودة للمنزل حتى آخذ قسطا من الراحة والنوم
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن
وجدت - وفي موقف سيارات المستشفى الرسمي - وجدت سيارة تقف أمامي فلا أستطيع حراكا !
-------------------------------
ساعتان من حرق الدم وإرتفاع الضغط قضيتهما حبيس السيارة في إنتظار هذا المخلوق الذي سيأتي ليفرج عني
ساعتان قمت خلالهما بالإتصال بموظفي العلاقات العامة بالمستشفى ليعلنوا عن رقم السيارة ليقوم صاحبها بتحريكها
وقد فعلوا
ولكن لا حياة لمن تنادي
-------------------------------
قضيت الساعتين أفكر
هل هو شاب صغير أهوج لم يتعلم في بيته الذوق أو إحترام الآخرين ومشاعرهم ووقتهم ؟
هل هو رجل كبير السن ضعيف النظر قليل التركيز فلم ينتبه قبل أن يوقف سيارته ؟
هل هو سائق أوقف سيارته لقضاء حاجة سريعا ثم يعود ؟
هل يحمل هذا المخلوق في داخله أي ذرة من الذوق أو المبالاة ؟
هل يعلم أن الدين ليس فقط صلاة وصوم وزكاة وحج وإنما أيضا معاملات طيبة وعدم إلحاق الضرر بالآخرين أو إيذاء مشاعرهم ؟
أم أن الدين أصبح مظهرا لا جوهرا ؟
ثم سألت نفسي - وأنا الذي أعمل خارج مصر - لماذا نجلد دائما أنفسنا في بلادنا ونتصور أن كل الأخطاء لا تحدث إلا في مصر ؟!
بعد ساعتين من حرق الدم جاء هذا المخلوق قليل الذوق عديم المبالاة يتمخطر ويتهادى
-------------------------------------
للأسف
كانت إمرأة
وكانت مصرية
وكانت منقبة
-------------------------------------
لا تعليق !!!
هناك 3 تعليقات:
تعرف هي مسألة تربية لاعلاقة للامر بكونها امرأة او رجل منقبة او سافرة شاب او شيخ المسألة مسألة وعي وتربية وثقافة
ما ينقصنا هو ان نعرف اننا لسنا محور الكون وان ثقافة انا ومن بعدي الطوفان متجاوزة وعفى عليها الزمن ما ينقصنا هو التفكير في الاخر بنفس قدر تفكيرنا في انفسنا
دمت بكل الود
يعنى جابت معاها للبلد ثقافة التناحة والتباتة معلش يادكتور - ومش عايزة أطول أكثر من كده فى التعليق معلش وكل عام وأنت بخير سنة حلوة عليك يارب
فى من دول كتير جدا للاسف :(
إرسال تعليق