عدت من السفر فعلمت أن جدته قد توفاها الله ...
هو صديق لي منذ زمن ..
ذهبت إليه لأداء واجب العزاء .
قال لي ونحن نحتسي القهوة :
- هل تعلم أن جدتي التي ماتت في السادسة والثمانين كانت تعيش وحيدة منذ وفاة زوجها ؟
- وأين أبناؤها .. بل أين أحفادها ؟!
- عرض عليها أبناؤها أن تنتقل للعيش معهم بل ألحوا في الطلب .. أحدهم وهو ميسور الحال بنى لها جناحا في فيللته يحتوي غرفة نوم وصالون إستقبال وحمام .. لكنها رفضت .
- ربما خافت من معاملة زوجته
- لا .. زوجته أيضا ألحت في الطلب
- ما السبب إذن ؟
- العصافير
- ماذا ؟ لم أفهم !
- حين كانت جدتي في الخمسين من عمرها أي قبل وفاتها بست وثلاثين سنة كانت تجلس يوما في بلكونتها " تنقي " الأرز حين سقطت منها بعض حباته على الأرض .
- وما علاقة ذلك بما نتحدث فيه ؟
- لا تتعجل .. أتت في اليوم التالي صباحا إلى البلكونة وقبل أن تفتح الباب الزجاجي شاهدت عددا من العصافير يأكل من هذا الأرز
- ثم ماذا ؟
- رق قلبها وأصبحت هذة عادتها اليومية .. تبذر حبات الأرز قبل أن تنام ثم تأتي في الصباح الباكر لتشاهد هذه العصافير الشاردة وهي تأكل .. إعتبرت نفسها مسئولة عنهم ولم تتخلف عن عادتها يوما عبر هذه السنين الطويلة وأصبحت بلكونتها مزارا أو إن شئت قل مطعما لهذه العصافير .
- شئ جميل وإحساس رائع ..
- وهل منعها ذلك من الإنتقال إلى منزل إبنها ؟
- كنا في البداية لا نصدق ونظنها تمزح لكنها كانت تردد دائما : إذا غادرت هذا المنزل فمن سيطعم هذه العصافير ؟
- وماذا حدث بعد وفاتها ؟
- لست أدري ... ربما بكت العصافير !!
هناك 4 تعليقات:
الرحمة يزرعها الله في قلب من يشاء من عباده
جدة صديقك يا بختها فرحمة الحيوان لها أجر كبير
رحمها الله وحلو منك تعبير حين بكت العصافير
يسرنا ان نوجه لك هذه الدعوه
نحن اول برنامج أذاعى عن النت والمدونات ويذاع يوميا عدا الجمعه التاسعه وعشر دقائق صباحا على موجات الأذاعه الرئيسيه لمصر
نحن نطرح موضوعات الحلقات قبل اذاعتها فى مدونتنا لبعلق عليها اصحاب المدونات او غيرهم من الزائرين
ونذيع هذه الموضوعات مع التعليقات ومقتطفات من مدونات اصحابها اذا رغبوا
وبذلك نجمع لأول مره بين الأعلام التقليدى والنت
مدونتنا
http://netonradio.blogspot.com
ربنا يجعل مثواها الجنة ويجزيها الله كل خير
عرض رائع ومؤثر لمشاعر جميلة وذات قيمة عالية
إرسال تعليق