لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأحد، 28 سبتمبر 2008

يا ليلة العيد آنستينا ..."هاتفياً "

كل شئ في حياتنا تغير ..

بعد أن كان الناس يتزاورون في العيد ويهنئون بعضهم البعض بالأحضان والقبلات أصبحوا الأن يتواصلون "إلكترونيا" عن طريق رسائل الهاتف الجوال .

أما إذا كان الشخص الذي سوف تهنئه ُمهما فسوف تتصل به تليفونيا وتقول له:مش معقول أبعث لك رسالة قلت لازم أكلمك أصل إنت غالي علينا قوي !

أين العيد؟
هذا اليوم الذي كنا لا ننام ليلته أو ننام محتضنين ملابسننا وأحذيتنا الجديدةوكان أول ما نفعل في الصباح أن نقبل أيادي الوالدين ثم نذهب لنصلي ونكبر ثم نزور أجدادنا ونأخذ العيدية "التي يجب أن تكون عملة ورقية جديدة"..

أين عيد زمان حين كان الإخوة والأبناء والأحفاد يلتقون في" البيت الكبير"يأكلون ويمرحون ويلعبون سوياً ..

أين عيد زمان حين كان المتخاصمون يتصالحون والمتباعدون يتقاربون وُقطاع الأرحام يصلونها في هذا اليوم الجميل ..

الآن أصبح عيد الرسائل التليفونية وأصبح عيد الساحل الشمالى فقد أصبحت الموضة فضلا عن الوجاهة الإجتماعية و"البريستيج "أن تسافرالناس في العيد مع أصدقائها دون حتى أن تزور الوالديْن قبل السفر مكتفية بالإتصال بهم بعد الوصول ..

سألني أحد هؤلاء مرة – وكان وقتها أبواي رحمهما الله على قيد الحياة – لماذا لا تسافر في العيد ..هو لسه حد بيعيد في القاهرة ؟
قلت له :أنا أعيد في القاهرة ليس من أجل البرج أو الأهرامات وإنما من أجل أبي وأمي فنظر إلي وإبتسم في سخرية ثم مضى .

تُرى هل لم يتبقى من العيد سوى رائعة أم كلثوم الخالدة :يا ليلة العيد آنستينا ؟

كل عام وأنتم بخير .

هناك تعليقان (2):

Sahar يقول...

Masha Allah...this post totally reflects the way we feel about Eid nowadays. Your excellent way of writing has displayed the situation perfectly. There are still people who value such moments with their parents, but unfortunetly they are a few. Let's all hold on to these precious values. Eid sa3eed

Omaima يقول...

You have perfectly described the new era of cold electronic relationships!