سمع أصواتا في ظلمة الليل فإرتعدت فرائصه ..
كيف لا وهو الذي عاش طوال عمره مسالما صابرا لم يأذ أحدا بل تحمل أذي بني البشر وسبابهم وضربهم ووصفهم له بأنه رمز الغباء رغم طاعته العمياء لهم ورغم ما ينوء بحمله ظهره المسكين من أثقال ..
نظر خارج الباب فوجد بقرة ضخمة وخنزيرا ..
سمع صوتا رقيقا فأمعن النظر رغم ظلمة الليل فتبين له أنها دجاجة قد توارت بحجمها الضئيل خلفهما ..
قالت البقرة للحمار :
جئناك عاتبين عليك
قال : ماذا فعلت ؟!
قالت: تلك هي المشكلة .. أنك لا تفعل شيئا
قال: لم أفهم
قالت: حين تمادى بنو البشر في إيذائنا قررنا أن ننتقم منهم
قال: مازلت لا أفهم
قالت : ألم تسمع عن جنون البقر الذي أرهب العالم وأرعبه منذ سنوات ؟
لقد كان ذلك ردة فعلنا على مافعله الإنسان بنا ... إنهم يذبحوننا بلا رحمة وبلا ذنب إرتكبناه وبلا محاكمة ..
وقبل ذبحننا يأخذون حليبنا ويربطون أعينا لندور في الساقية طوال اليوم بلا ساعات عمل محددة أو أوفرتايم أو أجازات ..
حتى إعلانات الأجبان .. يصوروننا ويكسبون المليارات من ورائنا ثم يذبحوننا ويقيمون الولائم على حساب حياتنا وكرامتنا ..
قررنا الإتحاد مع بعض الجراثيم حتى إنتقمنا منهم وأصبنا بعضهم بجنون البقر ..
أما أنت أيها الحمار فلم تفعل شيئا !
نهق الحمار نهقة بسيطة ونظر إلى الدجاجة وسألها :
وأنت .. لماذا أتيتي في ظلمة الليل ؟ وأين الديك ؟
قالت:لم يعد هناك ديوكا شجعان بين الدجاج .. تماما مثل البشر !
سألها : ما قصتك ؟
قالت :لقد تعرضنا لأسوأ معاملة من بنى البشر ..
إنهم يبيعوننا ونحن كتاكيت أبرياء ولا يرحمون حتى طفولتنا البريئة ثم يحبسوننا في أقفاص خانقة مزدحمة حتى يذبحوننا فيأكلون ويمرحون ..حتى عظامنا بعد الأكل يلقون بها للقطط الضالة ..
قررنا الإنتقام وإتحدنا مع أحد الفيروسات الشاردة وصنعنا سويا إنفلونزا الطيور فأصبنا البشر بالرعب وقتلنا منهم الكثير .
تحرك الخنزير حتى صار في مقدمتهم وقال للحمار :
أما أنا فلقد حصدت منهم الآلاف ولا أزال بعد أن عذبونا وتركونا نأكل قمامتهم ثم قتلونا بلا رحمة .. فإتحدنا مع أحد الفيروسات الضالة – وكان يبحث عن عمل – وصنعنا سويا إنفلونزا الخنازير التي زلزلت الأرض تحت أقدامهم .
نظر الحمار مليا إليهم بعد أن تثاءب ثم قال :
وماذا تظنوني فاعلا ؟
قالوا : فكر في الأمر وإتحد معنا ..
قال بإستغراب : أفكر ؟؟!!
قالوا: وماالغرابة في ذلك ؟
قال : ألا تعلمون أنني إذا فكرت .. فلن أكون حمارا !!
كيف لا وهو الذي عاش طوال عمره مسالما صابرا لم يأذ أحدا بل تحمل أذي بني البشر وسبابهم وضربهم ووصفهم له بأنه رمز الغباء رغم طاعته العمياء لهم ورغم ما ينوء بحمله ظهره المسكين من أثقال ..
نظر خارج الباب فوجد بقرة ضخمة وخنزيرا ..
سمع صوتا رقيقا فأمعن النظر رغم ظلمة الليل فتبين له أنها دجاجة قد توارت بحجمها الضئيل خلفهما ..
قالت البقرة للحمار :
جئناك عاتبين عليك
قال : ماذا فعلت ؟!
قالت: تلك هي المشكلة .. أنك لا تفعل شيئا
قال: لم أفهم
قالت: حين تمادى بنو البشر في إيذائنا قررنا أن ننتقم منهم
قال: مازلت لا أفهم
قالت : ألم تسمع عن جنون البقر الذي أرهب العالم وأرعبه منذ سنوات ؟
لقد كان ذلك ردة فعلنا على مافعله الإنسان بنا ... إنهم يذبحوننا بلا رحمة وبلا ذنب إرتكبناه وبلا محاكمة ..
وقبل ذبحننا يأخذون حليبنا ويربطون أعينا لندور في الساقية طوال اليوم بلا ساعات عمل محددة أو أوفرتايم أو أجازات ..
حتى إعلانات الأجبان .. يصوروننا ويكسبون المليارات من ورائنا ثم يذبحوننا ويقيمون الولائم على حساب حياتنا وكرامتنا ..
قررنا الإتحاد مع بعض الجراثيم حتى إنتقمنا منهم وأصبنا بعضهم بجنون البقر ..
أما أنت أيها الحمار فلم تفعل شيئا !
نهق الحمار نهقة بسيطة ونظر إلى الدجاجة وسألها :
وأنت .. لماذا أتيتي في ظلمة الليل ؟ وأين الديك ؟
قالت:لم يعد هناك ديوكا شجعان بين الدجاج .. تماما مثل البشر !
سألها : ما قصتك ؟
قالت :لقد تعرضنا لأسوأ معاملة من بنى البشر ..
إنهم يبيعوننا ونحن كتاكيت أبرياء ولا يرحمون حتى طفولتنا البريئة ثم يحبسوننا في أقفاص خانقة مزدحمة حتى يذبحوننا فيأكلون ويمرحون ..حتى عظامنا بعد الأكل يلقون بها للقطط الضالة ..
قررنا الإنتقام وإتحدنا مع أحد الفيروسات الشاردة وصنعنا سويا إنفلونزا الطيور فأصبنا البشر بالرعب وقتلنا منهم الكثير .
تحرك الخنزير حتى صار في مقدمتهم وقال للحمار :
أما أنا فلقد حصدت منهم الآلاف ولا أزال بعد أن عذبونا وتركونا نأكل قمامتهم ثم قتلونا بلا رحمة .. فإتحدنا مع أحد الفيروسات الضالة – وكان يبحث عن عمل – وصنعنا سويا إنفلونزا الخنازير التي زلزلت الأرض تحت أقدامهم .
نظر الحمار مليا إليهم بعد أن تثاءب ثم قال :
وماذا تظنوني فاعلا ؟
قالوا : فكر في الأمر وإتحد معنا ..
قال بإستغراب : أفكر ؟؟!!
قالوا: وماالغرابة في ذلك ؟
قال : ألا تعلمون أنني إذا فكرت .. فلن أكون حمارا !!
هناك 9 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
استوقفني هذا الحوار في قصتك ايها الاخ العزيز ومعانيها الكثيره وما اكثرهم من امثال هاذا الحمار الذي يفضل العيش في الظل حتى ولو سلخوا جلده ............لا يهمه الامر ولا يحرك ساكنا ...
تحيااتي لك على ما كتبت واجدت
فكرة شيقة و تستحق التفكير
هذا هو الحمار الحكيم!
ما صنع بنا هذا
هو ظلمنا
وقسوتنا على
بعضنــا الـــبعض
" ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس"
فلعل انتشار هذه الأمراض نتيجة أفعال الإنسان السيئة
تحيتى لصياغتك الممتعة
مقال شيق و ياليت قومى يعلمون
Good one. T
قصة مضحكة مبكية, أحببت التفكر في معانيها, فأشكرك على حسن روايتها, وأتمنى أن تمتعنا بالمزيد من أمثالها.
إرسال تعليق