كانوا ثلاثة ...
طفل في الرابعة
وأم لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون .. قد حباها الله قدرا كبيرا من الجمال
ورجل لا يقل عمره عن الستين أشيب الشعر
سألت الأم عن شكوى الطفل قبل أن أقوم بفحصه
لم يترك الرجل لنا فرصة فقد كان يجيب دون أن أسأله وكان حديثه يدل على مدى قلقه الزائد على الطفل المريض
إلتمست له العذر وقلت : لا تقلق .. أنا أعرف أن أعز من الولد ولد الولد "أي الحفيد "
يبدو أنني غلطت غلطة عمري
فقد توقف الرجل عن الكلام وإحمر وجهه وإنتفخت أوداجه وجال بعينيه الجاحظة بيني وبين أم الطفل قبل أن يقول :
أنا أبوه ولست جده
قالها بحزم وبوجه جاهم
قلت له : أنا آسف
سيطرت على الموقف بسرعة وإنتهى الأمر بهدوء .
تفكرت في الأمر وأنا عائد إلى المنزل
كيف يرضى رجل في عمره أن يتزوج فتاة تصغره بخمس وثلاثين عاما على الأقل حتى لو أن أهلها وافقوا تحت وطأة الفقر و الحاجة ؟!
كيف يقبل أن يحرم تلك الفتاة من شبابها وأنوثتها وحقوقها الطبيعية المشروعة ؟
هو جواز على سنة الله ورسوله نعم ..
ولكن هل يرضي عنه الله ورسوله ؟
تذكرت وقتها أبياتا لأمير الشعراء شوقي :
المال حلل غير كل محلل
حتى زواج الشيب بالأبكار
سحر القلوب فرب أم قلبها
من سحره حجر من الأحجار
دفعت بنيتها لأشأم مضجع
ورمت بها في غربة وأسار
ما زوجت تلك الفتاة وإنما
بيع الصبا واحسن بالدينار
هناك تعليقان (2):
يجب ان تكون هناك قوانين و تشريعات لمنع مثل تلك الاشياء...بعد صراع طويل من قبل المجلس القومي للمرأة فى مصر مع قوي الظلام تم سن قانون بان لا يزيد الفارق عن خمسة و عشرين عام
فعلا احنا في زمن المال فيه هو سيد الحديث وكلنا نمضي وراءه في صمت
إرسال تعليق