لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأربعاء، 30 ديسمبر 2009

بيع الصبا والحسن بالدينار ..!

كانوا ثلاثة ...

طفل في الرابعة

وأم لا يتجاوز عمرها الخامسة والعشرون .. قد حباها الله قدرا كبيرا من الجمال

ورجل لا يقل عمره عن الستين أشيب الشعر

سألت الأم عن شكوى الطفل قبل أن أقوم بفحصه

لم يترك الرجل لنا فرصة فقد كان يجيب دون أن أسأله وكان حديثه يدل على مدى قلقه الزائد على الطفل المريض

إلتمست له العذر وقلت : لا تقلق .. أنا أعرف أن أعز من الولد ولد الولد "أي الحفيد "

يبدو أنني غلطت غلطة عمري

فقد توقف الرجل عن الكلام وإحمر وجهه وإنتفخت أوداجه وجال بعينيه الجاحظة بيني وبين أم الطفل قبل أن يقول :

أنا أبوه ولست جده

قالها بحزم وبوجه جاهم

قلت له : أنا آسف

سيطرت على الموقف بسرعة وإنتهى الأمر بهدوء .

تفكرت في الأمر وأنا عائد إلى المنزل

كيف يرضى رجل في عمره أن يتزوج فتاة تصغره بخمس وثلاثين عاما على الأقل حتى لو أن أهلها وافقوا تحت وطأة الفقر و الحاجة ؟!

كيف يقبل أن يحرم تلك الفتاة من شبابها وأنوثتها وحقوقها الطبيعية المشروعة ؟

هو جواز على سنة الله ورسوله نعم ..

ولكن هل يرضي عنه الله ورسوله ؟

تذكرت وقتها أبياتا لأمير الشعراء شوقي :

المال حلل غير كل محلل

حتى زواج الشيب بالأبكار

سحر القلوب فرب أم قلبها

من سحره حجر من الأحجار

دفعت بنيتها لأشأم مضجع

ورمت بها في غربة وأسار

ما زوجت تلك الفتاة وإنما

بيع الصبا واحسن بالدينار

الأحد، 27 ديسمبر 2009

فضيحة ... بعد الفاصل !!

يقسم الطبيب قبل أن يتخرج على ألا يفشي أسرار مرضاه ...

ويتعرض للعقوبة إذا خالف ذللك إلا إذا تنازل المتضرر عن حقه

خطر ذلك ببالي وأنا أشاهد مهزلة إعلامية على إحدى الفضائحيات – أقصد الفضائيات – بين إثنين من "كبار" المحامين أحدهما يجلس في الأستوديو والآخر عبر الهاتف

كان كل منهما وكيلا عن خصم الآخر ..

ترافع كل منهما عن موكله.... علنا

تلاسنا وفضح كل منهما موكل الآخر... علنا

وصل التلاسن إلى حد وصف موكلة أحدهما بالزنا.....علنا

وإتهم الثاني موكل الآخر بالسرقة ....علنا

قلت لنفسي :

لماذا تعاقبون الطبيب الذي يفشى أسرار مرضاه ولا تصدرون تشريعا يمنع تحويل الأستوديوهات إلى ساحات محاكم

لماذا لا يمنع النشر ‘ن أية قضية طالما كانت أمام المحاكم

لقد ركزت في عيني المذيع فوجدتها تلمع من الفرح وهو يعتقد أنه يحقق إنتصارا إعلا ميا وسبقا صحفيا .

لقد تخيلت صاحب هذه القناة في منزله وهو يتلقى تهاني المنافقين بالتليفون على هذا الإنتصار المدوي

لقد تصورت صاحب وكالة الإعلان وهو يحسب أرباحه من ‘رتفاع نسبة المشاهدة

أقول لهؤلاء جميعا : بؤسا لكم

لقد حققتم مالا وشهرة على حساب سمعة أناس قد يكونوا أبرياءا

لقد ضربتم بعرض الحائط كل معايير العمل الإعلامي كمذيعين ومعدين وأصحاب محطات

أما أنتم يا بعض المحامين فقد شوهتم مهنة البحث عن الحقوق وبحثتم عن المال والشهرة

هناك خيط رفيع بين الحرية والفوضى

وبين الشفافية وقلة الأدب.

اللهم إهدينا .

الخميس، 24 ديسمبر 2009

خمس دقائق ...

خمس دقائق وتنتهي المباراة ..

هكذا أعلن المعلق .

كان أحد الفريقين مهزوما بهدف للا شئ

تخيلت كيف يشعر لاعبو الفريقين في هذه الدقائق المتبقية ..

الفريق الفائز يشعر أنها خمس ساعات

أما المهزوم فيشعر أنها تمر بسرعة البرق

إنها نفس الدقائق الخمسة

لكن الإحساس بها مختلف !

هكذا حياتنا ... كل شئ فيها نسبي

ما تراه أنت بطيئا قد يراه الآخر سريعا

وما تراه جميلا قد يراه الآخرون قبيحا

وما تراه أنت إلتزاما قد يراه البعض تزمتا

ما تراه فيلما شيقا قد يراه الآخرون مملا

ما تحسبه أنت شعرا جميلا قد يعتبره الآخر كلاما ركيكا

والشخص الناجح هو الذي ينظر إلى الأشياء بعينيه وبعيون الآخرين.

ليس عيبا أن نختلف ..

لكن العيب أن نصنف الناس تصنيفا سيئا فقط لأنهم يختلفون معنا

قديما قالوا : الإختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ..

أما الآن فإنه يدمر الود .. هذا لو كان هناك أصلا ود !

لم تتعلم أجيالنا الحديثة ثقافة الإختلاف

ومن يعلمها ؟

الأب الذي يضرب زوجته إذا إختلفت معه في الرأي ؟!

أم المدرس الذي ينهر تلميذه ويضطهده إذا ناقشه في أمر لم يقتنع به ؟

مر كل هذا بخاطري وأنا أشاهد الخمس دقائق الأخيرة من تلك المباراة .

بالمناسبة.. إنتهت المباراة بالتعادل

السبت، 12 ديسمبر 2009

آه لو نتعلم ...

لم يقل ...

أغناكم أو أفقركم

كبيركم أو صغيركم

ذكركم أو أنثاكم

أبيضكم أو أسودكم

سيدكم أو خادمكم

مصريكم أو جزائريكم

أهلاويكم أو زملكاويكم

مديركم أو فراشكم

مليونيريكم أو جامع قمامتكم

مهندسكم أو عاملكم

طبيبكم أو ممرضكم

مالك بيتكم أو بوابكم

وإنما قال سبحانه وتعالى :

إن أكرمكم عند الله أتقاكم.

متى نتعلم ..؟!

الجمعة، 11 ديسمبر 2009

ومازال مسلسل القبلات .. مستمرا !!

ألهذه الدرجة لا نستطيع التنازل عن عادة من العادات حتى في أحلك الظروف ؟!



هل أصبحنا عبيدا لعادات متأصلة الجذور حتى لو أحاط بنا الخطر ؟!



زادت أعداد المصابين بإنفلونزا الخنازير وإرتفعت بالتبعية أعداد الوفيات .. وتحور الفيروس في بعض البلدان كالنرويج .. وظهرت حالات مقاومة للتاميفلو



كل هذا ومازال مسلسل القبلات مستمرا !


كل هذا والناس لا تكتفي بقبلة أو إثنتين وإنما أربعة كما شاهدت في المطار قبل وقت ليس ببعيد !



هل هي غفلة ؟


هل هو عناد ؟


أم هو إنفصال تام عما يحدث حولنا ؟



أقول هذا وقلبي يعتصره الألم على هؤلاء الذين يتساقطون يوميا بعد أن إفترسهم المرض



أقول هذا وأنا أتعامل يوميا مع ضحايا المرض من الأطفال الأبرياء وكثير منهم كانوا ضحايا هذه القبلات .



لست من السذاجة أو السطحية أن أقول أن مسلسل البوس هو السبب الوحيد للعدوى ..


لكنه بالتأكيد الشئ الوحيد الذي نستطيع تجنبه ..



فالمدارس لن نستطيع إغلاقها إلى مالا نهاية فالمرض ليس محدد بمدة



والناس لن تتوقف عن العمل فهذا رزقها



وكمية التطعيمات التي وصلت لا تكفي حتى واحد في المائة من السكان



فماذا يفعل الناس ؟


ليس في أيدينا سوى أن نتجنب الأماكن المزدحمة غير الضرورية كالسينما والمسرح والمقاهي ونوادي الإنترنت ولو إلى حين



فلنتزه في الأماكن المكشوفة


ولنتوقف عن مسلسل القبلات


فقط .. لنعقلها ونتوكل

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

قال الخنزير للحمار..!!

سمع أصواتا في ظلمة الليل فإرتعدت فرائصه ..
كيف لا وهو الذي عاش طوال عمره مسالما صابرا لم يأذ أحدا بل تحمل أذي بني البشر وسبابهم وضربهم ووصفهم له بأنه رمز الغباء رغم طاعته العمياء لهم ورغم ما ينوء بحمله ظهره المسكين من أثقال ..

نظر خارج الباب فوجد بقرة ضخمة وخنزيرا ..
سمع صوتا رقيقا فأمعن النظر رغم ظلمة الليل فتبين له أنها دجاجة قد توارت بحجمها الضئيل خلفهما ..

قالت البقرة للحمار :
جئناك عاتبين عليك
قال : ماذا فعلت ؟!
قالت: تلك هي المشكلة .. أنك لا تفعل شيئا
قال: لم أفهم
قالت: حين تمادى بنو البشر في إيذائنا قررنا أن ننتقم منهم
قال: مازلت لا أفهم
قالت : ألم تسمع عن جنون البقر الذي أرهب العالم وأرعبه منذ سنوات ؟
لقد كان ذلك ردة فعلنا على مافعله الإنسان بنا ... إنهم يذبحوننا بلا رحمة وبلا ذنب إرتكبناه وبلا محاكمة ..
وقبل ذبحننا يأخذون حليبنا ويربطون أعينا لندور في الساقية طوال اليوم بلا ساعات عمل محددة أو أوفرتايم أو أجازات ..
حتى إعلانات الأجبان .. يصوروننا ويكسبون المليارات من ورائنا ثم يذبحوننا ويقيمون الولائم على حساب حياتنا وكرامتنا ..
قررنا الإتحاد مع بعض الجراثيم حتى إنتقمنا منهم وأصبنا بعضهم بجنون البقر ..
أما أنت أيها الحمار فلم تفعل شيئا !

نهق الحمار نهقة بسيطة ونظر إلى الدجاجة وسألها :
وأنت .. لماذا أتيتي في ظلمة الليل ؟ وأين الديك ؟
قالت:لم يعد هناك ديوكا شجعان بين الدجاج .. تماما مثل البشر !
سألها : ما قصتك ؟
قالت :لقد تعرضنا لأسوأ معاملة من بنى البشر ..
إنهم يبيعوننا ونحن كتاكيت أبرياء ولا يرحمون حتى طفولتنا البريئة ثم يحبسوننا في أقفاص خانقة مزدحمة حتى يذبحوننا فيأكلون ويمرحون ..حتى عظامنا بعد الأكل يلقون بها للقطط الضالة ..
قررنا الإنتقام وإتحدنا مع أحد الفيروسات الشاردة وصنعنا سويا إنفلونزا الطيور فأصبنا البشر بالرعب وقتلنا منهم الكثير .

تحرك الخنزير حتى صار في مقدمتهم وقال للحمار :
أما أنا فلقد حصدت منهم الآلاف ولا أزال بعد أن عذبونا وتركونا نأكل قمامتهم ثم قتلونا بلا رحمة .. فإتحدنا مع أحد الفيروسات الضالة – وكان يبحث عن عمل – وصنعنا سويا إنفلونزا الخنازير التي زلزلت الأرض تحت أقدامهم .

نظر الحمار مليا إليهم بعد أن تثاءب ثم قال :
وماذا تظنوني فاعلا ؟

قالوا : فكر في الأمر وإتحد معنا ..
قال بإستغراب : أفكر ؟؟!!

قالوا: وماالغرابة في ذلك ؟
قال : ألا تعلمون أنني إذا فكرت .. فلن أكون حمارا !!

السبت، 5 ديسمبر 2009

في عالم يصعب تغييره ...

هل تريد أن ترى الشوارع خالية ؟
هل تريد أن تستنشق هواءا لم يلوثه عادم السيارات بعد ؟
هل تريد أن ترحم أذنيك من هذا الضجيج الذي يصنعه مزيج من أصوات السيارات وأبواقها والباعة الجائلين وبائعي أنابيب الغاز وهم يصدرون هذاالصوت الفريد الذي لا يوجد في أي بلد آخر ؟
هل تريد أن تصل إلى عملك بسرعة دونما إختناقات مرورية ؟
هل تريد أن تجد مكانا لإيقاف سيارتك دون أن يكون ذلك حلما ؟

إذا أرت ذلك كله فلا تذهب إلى المدينة الفاضلة فلم تعد هناك مدنا فاضلة ..

إذا أرت ذلك كله فقط إفعل شيئا واحدا :
إستيقظ مبكرا ..

هذا ما إستطعت تطبيقه على نفسي ..
ففي عالم يصعب تغييره حاولت أن أصنع عالمي الخاص .

وقد يقول قائل :
وماذا عن طريق العودة وقد إزدحمت الشوارع وتلوث الهواء وإزداد الضجيج ؟!

لهؤلاء أقول :
لو إستطعت أن ترحم نفسك من نصف المعاناة اليومية فقد حققت نجاحا ..

فقط .. إستيقظ مبكرا .