لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأربعاء، 10 ديسمبر 2008

أرزاق...

شارع يفصل بين العمارتين ..
شارع لا يتجاوز عرضه الخمسة أمتار ..

كلما نظرت من النافذة رأيته ..
هو رجل من صعيد مصر جالس على كرسيه في الشمس لا يفعل شيئاً ..
رغم أنني أحسده أحياناً أو فلنقل أغبطه على هذه الجلسة الهادئة تحت شمس الشتاء الممتعة إلا أنني أشفق عليه .
فهو بواب هذه العمارة وحارسها وهي عمارة يسكنها عمال وموظفون لا يمتلكون سيارات وإنما تأتي أوتوبيسات الشركة المؤجِرة للعمارة لتنقلهم إلى أعمالهم .

على الجانب الآخر من الشارع ومقابل هذه العمارة تماماً تقع عمارة أخرى يقطنها سكان يمتلك كل واحد منهم سيارة على الأقل وعدد السيارات يتجاوز الأربعين ..
حارس هذة البناية وبوابها هو أيضا من صعيد مصر ..
شاب في مقتبل العمريقوم بتنظيف هذه السيارات يومياً فتدر عليه شهرياً أضعاف راتبه .

بين العمارتين شارع صغير .. لكن الرزق إتجه نحو العمارة الثانية وترك العمارة الأولى ..
لكن من يدرينا ..
قد يكون رزق بواب العمارة الأولى أكثر من الثانية .
قد يكون الله رزقه الصحة وراحة البال والأبناء البررة والزوجة الصالحة وقلباً لا يحسد أو يحقد فينام قرير العين ..
لا أحد يدري .

وقد يكون هذا الذي رزقه الله وفرة في المال لم يرزقه أولاداً أو إفتقر لراحة بال فلا يغمض له جفن وقد يكون العكس ..
لا أحد يدري ..

هذه مجرد مشاعر وخواطر حقيقية نقلتها إليكم بلا رتوش وهي مشاعر تعتريني كلما نظرت من النافذة متأملاً هذا الجالس على الكرسي في شمس الشتاء والآخر صاحب الرزق الوفير .

شارع واحد يفصل بين الإثنين .. بل بضعة أمتار .
لكنه الرزق ..
يأتي يميناً أم يساراًً أو لا يأتي ..
الله وحده أعلم ..
فقط علينا السعي إليه والأخذ بأسبابه .

هناك 3 تعليقات:

- K يقول...

نعم ... وعلينا أيضاً أن نسعى إلى الأسرة الصالحة والشيم الفاضلة لكي نحظى براحة البال كما قلت.

Unknown يقول...

السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
الرزق-السعادة- المقسوم والمقدر
وكثير غيرها.....اسماء لمسميات كثيرة
لا ندرى ايها اصح اعم وكل منا ينتصر لرأيه ويدافع عنه بقوة وأقول على حسب(رأيىّ)أن الرضا (وقد يخالفنى كثيرين)هو السعادة الحقة مع الاخذ بالاسباب ما استطعنا الى ذلك سبيلا من غيرأن نعصى الله فى شىء او نغتصب حقاًليس لنا

Daisy يقول...

نعم سيدي علينا السعي وأخذ بأسباب الرزق ولكن أيضا ما نغفل عنه هو أن راحة البال والاطمئنان والسكينة أيضا يحتاجون للسعي الجاد والأخذ بالأسباب للشعور بهم وذلك يتحقق عن طريق الرضا أولا والاهتمام بالداخل أكثر من الخارج لكي نصبح كذاك الذي تلمحه من وراء النافذه.
فنحن دوما وأبدا نعتقد أن راحة البال تأتي من تلقاء نفسها وإن لم تأت فنعتقد أنها بعيدة المنال عنا وهي على بعد خطوات قليلة بل كامنة بداخلنا في انتظار من يحررها.