لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الاثنين، 1 ديسمبر 2008

الطلاق الذى زاد .. !

في إحصائية حديثة لأحد مراكز البحوث الإجتماعية المصرية عن نسب ومعدلات الطلاق جاءت الأرقام مخيفة حيث ذكرت الإحصائية أن نسبة الطلاق في السنة الأولى من الزواج 39% وفي السنة الثانية 21% .
وفي دراسة أخري للجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء ذكرت أن هناك طلاقاً يقع كل 6 دقائق !!

لماذا زادت معدلات الطلاق.. أبغض الحلال عند الله ؟
إن تأخر سن الزواج قد ساهم في ذلك مساهمة كبيرة حيث دفع كثير من الأهالي بقبول أول قادم لإبنتهم خوفاً من ضياع "الفرصة" غير مكترثين بأخلاقه أو طباعه أو بفارق السن أو التوافق النفسي ناهيك عن عدم التكافئ الإجتماعي والثقافي فقد أصبح كل ذلك ترفاً في التفكير وتعقيدات لا داعي لها مادامت الشقة موجودة والسيارة أمام البيت .

إن فترة الخطوبة والتي يُفترض فيها إختبار المشاعر ودراسة الطبائع قد تحولت إلى جلسات لحساب التكاليف حيث تجلس الفتاة مع خطيبها وقد شحنتها والدتها ببطارية الطلبات والكماليات وحذرتها من عدم التنازل بينما يجلس الشاب مشحوناً من عائلته – غالباً الأم – بكل أساليب الرفض ووسائل المناورة وسياسة " إوعى توافق هو حد لاقي عرسان " !! فتكون النتيجة أن تتحول فترة الخطوبة إلى جلسات غم وهم وشجار تقتل الحب – إن وُجد – وتجعل الزوجين في بداية حياتهما طرفي صفقة بدلاً من أن يكونا سكناً لبعضهما .

عامل آخر من أسباب الطلاق هو الخلافات المادية بين الزوجة العاملة وزوجها .. فقد أدت صعوبة الحياة وغلاء المعيشة إلى إحتياج البيت لدخل الزوجين .. وما لم يكن هناك شعور متبادل بالإنتماء لبيت واحد وهدف ومستقبل واحد دون ضغوط من أي طرف على الآخر أو أنانية من أحد الطرفين فإن المشاكل لن تتوقف .

إن قلة خبرة أحد الطرفين أو كليهما تجعلهما يتعثران أمام أول مشكلة تقابلهما دون أن يدركا أن الوقت لم يحن بعد للحكم على نجاح الزواج من عدمه وأن مزيداً من الوقت مطلوب لحل المشاكل دون تدخل من زملاء العمل أو الجيران .

أماالعصبية و العناد وعدم تنازل أي من الطرفين أو كليهما عند حدوث المشاكل فهو آفة كبرى وأحد أهم أسباب الطلاق .

إن تحيز الأهل عند حدوث أي مشكلة لصالح إبنهم أو إبنتهم على حساب الحق يساهم في إشعال النار بدلاً من إطفائها حتى يقع الطلاق فيندمون حيث لا ينفع الندم .

لقد أدى التدهور الأخلاقي في عصرنا هذا إلى زيادة معدلات الخيانة الزوجية مما ساهم أيضاً في إرتفاع نسب الطلاق .

هذا بعض من كثير من أسباب الطلاق وهي في معظمها ناتجة عن سببين رئيسيين :
أولهما غياب الوازع الديني وإستبداله بعبادة المال والماديات ..
وثانيهما غياب دور الأسرة قبل الزواج في إعداد الشاب والفتاةقبل خوض هذه التجربة وذلك بالحوار الهادئ والقدوة الحسنة وترسيخ مفهوم الزواج الحقيقي كحب وعشرة طيبة وبناء أسرة وليس الزواج العصري الذي صار زواج مصالح وماديات .

إن الأرقام التي ذكرتها في مقدمة هذه الرسالة هي أرقام مرعبة يجب الإنتباه لها ومعالجة أسبابها وإلا فإن الأسوأ لم يأت بعد ..

هناك 4 تعليقات:

Dr.m يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

معك حق في كل ما ذكرت ...فكما زادت نسبة العازبين والعازبات زادت أيضا نسبة المطلقين والمطلقات...

ولعل غياب الوازع الديني هو أصل المشاكل ...فلو عرف الناس رأي الدين في كل خطوة يقدمون عليها وعملو به سواء في الاختيار أو في الخطوبه أو الزواج أو الخلاف الذي قد ينشأ لنجو جميعا من مهالك الشيطان ..

ولعل من أهم الأسباب أيضا هو إدخال أطراف عده في المشاكل الزوجيه الصغيره والكبيره... فهي مع أصحابها في العمل وهو مع أصحابه كل يقص حكايات بيته وكأنهم يقصون الحواديت ويدلي كل برأيه فيصبح البيت شركه يديرها الكثيرون فلابد أن تفلس

معذره للإطاله
تحياتي
سلام

mustafa ibrahim يقول...

اوافقك في كل الاسباب التي ذكرتها وخاصة غياب الاسس الدينيه في الاختيار وحل المشاكل واود ان اضيف التاثير السلبي لوسائل الاعلام في صياغه المفاهيم عند الشباب واكتفي بذكر ثلاثيه نجيب محفوظ وما ادت اليه شخصيه سي السيد الي الفهم الخاطئ للعلاقه الزوجيه والتخوف الدائم لدي الزوجه من سيطره الزوج ودائما اتذكر قول الام العاقله لابتها (كوني له امه يكن لك عبدا) واكرر شكري والسلام عليكم

Atef Shahin يقول...

الى الحبيب د.مصطفى
كعادتك .. المختصر المفيد
شكرا

Daisy يقول...

سيدي أصبت حقا في كل ما ذكرته ولكن إنني أعتقد أن السبب الرئيسي هو غياب هوية الرجل وانتكاس هوية المرأة علاوة على عدم تفهم الاثنين لطبيعتهما أولا ثم لطبيعة النوع الآخر.
وفي نظري أن هذا السبب هو جذر الشجرة الفاسدة الذي انبعث منها فروع كثيرة فاسدة وأهمها ازدياد نسبة الطلاق. الزواج تفاعل يومي على جميع المستويات ولكي يصبح التفاعل ناجحا ولكي يسفر عن مركبات صالحة لا بد من فهم طبيعة المواد المتفاعلة واحترامها واحترام مسيرة كل منهما في هذا التفاعل وإلا سيسفر التفاعل عن مترسبات في القاع تنتهي بالطلاق.