لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الأحد، 21 ديسمبر 2008

هل مازالت الأرض .. تتكلم عربي ؟!

إنهم يقتلون اللغة .. هذا هو العنوان الذي كنت قد إنتويت أن أضعه فوق هذه الرسالة لولا أنني إستمعت بالصدفة قبل يومين لأغنية الراحل سيد مكاوي " الأرض بتتكلم عربي " فتسائلت بيني وبين نفسي : هل مازالت الأرض حقاً تتكلم عربي ؟!

لن أدخل هنا إلى الجانب السياسي للمعنى وهل أصبح للعرب وزناً في العالم أم لا ولكنني سأركز على لغتنا العربية وما آلت إليه .
إن المتتبع لبرامج الفضائيات أو المستمع للإذاعات سوف يشعر بمدى التدهور الذي حدث في لغتنا العربية على لسان مذيعين تم تعيينهم بالواسطة في التلفزيون الرسمي أو في الفضائيات العائلية ونسى هؤلاء أو تناسوا أن الواسطة قد لا تفوح رائحتها إذا تم تعيينهم في أية وظيفة أخرى لا يراها الناس أما هم فقد إنفضح أمرهم أمام ملايين المشاهدين داخل وخارج مصر الذين رأوهم ينصبون المجرور ويرفعون المفعول به في لغة ركيكة تجعل الإنسان يتحسر على العصر الذهبي للمذيعين المصريين الذين كانوا روادا بحق في الإعلام العربي .

إن ركاكة اللغة تفسد حتى جاذبية بعض البرامج الجادة .. فبرنامجاً كالعاشرة مساءاً وهو أحد أكبر البرامج مشاهدة لا ينقصه سوى أن يتحدث مراسلوه لغة عربية سليمة حتى تكتمل عناصر نجاحه.

إن المتابع لمراسلي محطات التلفزيون العربية من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب سوف يجد أننا في مصر قد أصبحنا مقارنة بهؤلاء أضعفهم لغة وأقلهم حضوراً وكيف لا وقد إنحدر مستوى التعليم وحلت دكاكين الدروس الخصوصية محل المدارس ناهيك عن إختراق لجان إختيار المذيعين بالواسطة والمحسوبية وما خفي كان أعظم .

حتى اللغة العامية الجميلة النظيفة لم تسلم من الأذى ..
هذه اللغة التي كتب بها أحمد رامي أجمل ما غنت أم كلثوم وعبر بها بيرم التونسي عن هموم الناس تم تشويهها بألفاظ لست أدري من أين أتت مثل الروش والطحن وحلقت له ونفضني والواوا دح وغيرها من ألفاظ دخلت البيوت بغير إستئذان وساهمت في إنهيار هذة اللغة العامية النظيفة .. لغة الأباء والأجداد !

متى تعود لغتنا الجميلة لتسألنا :
أنا البحر في أحشائه الدُر كامنٌ فهل سائلوا الغواص عن صدفاته

هناك 5 تعليقات:

Omaima يقول...

لقدوضعت يديك على الجرح، كما يقولون، فلغتنا العربية الجميلة ضاعت في زحمة العولمة. فبالرغم من أن للعولمة مميزاتهاالعديدة، إلا أن العرب لم يستطيعوا الاستفادة منها واكتفوا بالقشور التي طغت على اللغة والتراث والحضارة الأصيلة.

مصطفى محمود يقول...

حضرتك ممكن تقفل التلفزيون وتنام لأن حتى لو اتعلموا اللغة مش هيبقى في كلام ذو قيمة يتقال.
في إنحدار عام في جميع المستويات مش بس اللغة.

أنا شايف حضرتك حصرت موضوع اللغة في التلفزيون بس , ومن وجهة نظري الموضوع أكبر من كده وممكن يبقى محل نقاش أكبر لأنه يحتمل أكتر .

دمت أيامك بكل سعادة :)

تحيتي ,,,

Atef Shahin يقول...

TeVa
شكرا لتعليقك
اوافقك ان الموضوع يتعدى التلفزيون الى جميع المستويات ولكني اتخذت من التلفزيون مثالا لانه يدخل كل بيت

Abdellatif Shahin يقول...

سيدى الفاضل 000أن موضوع ركاكة اللغة و ضعف النطق بها أصبح يندرج تحت مشكلة نقص الثقافة العامة بمفهومها الصحيح لأن ثقافة معظم الشباب الآن و ليس الكل أصبحت فى متابعة الأفلام و الألبومات و الألعاب و الكافيهات و أنا لا أمانع هذا على اعتبار أن هذا من وسائل التسلية و لكن على التوازى لا بد من وجود أركان الثقافة مثل اللغة و قراءة التاريخ و معرفة الاقتصاد و متابعة الأخبار سياسية كانت أم ثقافية أع علمية و قراءة الشعر و استخدام الشات بالطريقة الصحيحة لتنمية المعلومات و تبادل الآراء الى آخره و كم أتعجب عندما أجد الشباب بالخارج فى الدول غير العربية يعلمون عن تاريخنا و حضاراتنا أكثر مما يفرفه شبابنا

abc يقول...

http://www.youtube.com/watch?v=XRRkLAoST4Y&feature=related