في البداية أقول .. إنني من عشاق الرياضة عموماً وكرة القدم خصوصاً بل وأعتبرها من أكثر وسائل الترفيه براءة في عصرنا هذا .
غير أن الرياضة – شأنها شأن كل شئ في هذا العصر – قد شابها ما شابها من صراعات وفساد وجشع حتى صار الناس يتابعون مشاكلها أكثر مما يستمتعون بفنها .
إن الفضائيات الرياضية التي تعددت والجرائد الكروية التي إنتشرت قد إستحوذت على فكر ووقت الناس حتى أصبح هؤلاء يعتبرون أزمة بث مباريات الأهلي فضائياً هي المشكلة الأولى في مصر الآن .
ألم تتحول مشكلة إنتقال الحضري من الأهلي إلى سويسرا إلى قضية قومية إستمرت شهوراً بل وغطت على أخبار غرق العبارة في حينها ؟
ألم تستحوذ مشاكل الزمالك وإداراته ونتائجه على فكر الناس حتى أصبحت أهم من أزمة الخبز والركود الإقتصادي العالمي وحصار غزة ؟
إن الإحتراف الكروي – رغم مزاياه – قد خلق جيلاً من اللاعبين الذين أثروا ثراءاً فاحشاً فأصبح إنتماء بعضهم للمال أهم من إسم النادي وقبل المبادئ بل وأصبحوا بالنسبة لكثير من الشباب مثلاً اعلى ... ولم لا ؟ أليس ذلك أقصر الطرق للشهرة والثروة ؟!
ألا يرون حاملي الدكتوراة وأصحاب الفكر يكابدون عيشهم بالكاد في الوقت الذي يكسب فيه أي لاعب مشهور الملايين مقابل نصف دقيقة يقرمش فيها الشيبسي في أي إعلان ؟
ألا يرى هؤلاء الشباب إعتصام الأطباء – خريجي ما يسمى بكليات القمة – أمام نقابتهم في محاولات مستميتة لرفع رواتبهم من 350 جنيهاً إلى ألف جنيه شهرياً في الوقت الذي ينتقل فيه اليوم أي لاعب من نادي محلي إلي نادي آخر محلي بملايين الجنيهات ناهيك عن أسعار الإنتقال إلى أوروبا ويحصل فيه أي لاعب فاز ناديه في بطولة على ربع مليون جنيه ؟
ألا تُخصص الصحف والفضائيات أياماً طويلة في مناقشة حركة منافية للآداب أتى بها لاعب بيديه وهل يستحق عليها إنذاراً أم لا بينما يظهر خبر حصول العالم المصري الفذ الدكتور مصطفى السيد على أعلى جائزة علمية في أمريكا في الأبحاث الخاصة بعلاج السرطان – يظهر هذا الخبر في خمسة أسطر في بعض صحفنا ؟
كم واحداً من جيل هذا اليوم يجهل من هو الشاعر العظيم فاروق جويدة في الوقت الذي يعلم فيه تفاصيل حياة وأخبار أي لاعب ولو كان حتى من لاعبي دكة البدلاء ؟
كم واحداً قرأ كتاب أحمد زويل صاحب نوبل عن سيرته الذاتية وقصة نجاحه وهوكتاب شيق لا يتجاوز ثمنه ثمن تذكرة الدرجة الثالثة في أي مباراة إن لم يكن أقل بدلاً من يتابع تفاصيل قصة شعر اللاعب الفلاني ؟
كم من هؤلاء الشباب قد قرأ كتاب الشيخ الغزالي رحمه الله "هموم داعية " أو مذكرات ألجمسي بطل حرب أكتوبر عن يوميات هذة الحرب بدلاً من متابعة رؤساء نادي الزمالك وهم يسبون بعضهم البعض بأقذع الألفاظ وعلى الهواء مباشرة ؟
ثم يتسائل الناس بعد ذلك : ماذا ألم بنا وإلى أين نحن ماضون ؟
لماذا تتعجبون ؟
ألم تصبح القدم أهم من القلم ؟!
غير أن الرياضة – شأنها شأن كل شئ في هذا العصر – قد شابها ما شابها من صراعات وفساد وجشع حتى صار الناس يتابعون مشاكلها أكثر مما يستمتعون بفنها .
إن الفضائيات الرياضية التي تعددت والجرائد الكروية التي إنتشرت قد إستحوذت على فكر ووقت الناس حتى أصبح هؤلاء يعتبرون أزمة بث مباريات الأهلي فضائياً هي المشكلة الأولى في مصر الآن .
ألم تتحول مشكلة إنتقال الحضري من الأهلي إلى سويسرا إلى قضية قومية إستمرت شهوراً بل وغطت على أخبار غرق العبارة في حينها ؟
ألم تستحوذ مشاكل الزمالك وإداراته ونتائجه على فكر الناس حتى أصبحت أهم من أزمة الخبز والركود الإقتصادي العالمي وحصار غزة ؟
إن الإحتراف الكروي – رغم مزاياه – قد خلق جيلاً من اللاعبين الذين أثروا ثراءاً فاحشاً فأصبح إنتماء بعضهم للمال أهم من إسم النادي وقبل المبادئ بل وأصبحوا بالنسبة لكثير من الشباب مثلاً اعلى ... ولم لا ؟ أليس ذلك أقصر الطرق للشهرة والثروة ؟!
ألا يرون حاملي الدكتوراة وأصحاب الفكر يكابدون عيشهم بالكاد في الوقت الذي يكسب فيه أي لاعب مشهور الملايين مقابل نصف دقيقة يقرمش فيها الشيبسي في أي إعلان ؟
ألا يرى هؤلاء الشباب إعتصام الأطباء – خريجي ما يسمى بكليات القمة – أمام نقابتهم في محاولات مستميتة لرفع رواتبهم من 350 جنيهاً إلى ألف جنيه شهرياً في الوقت الذي ينتقل فيه اليوم أي لاعب من نادي محلي إلي نادي آخر محلي بملايين الجنيهات ناهيك عن أسعار الإنتقال إلى أوروبا ويحصل فيه أي لاعب فاز ناديه في بطولة على ربع مليون جنيه ؟
ألا تُخصص الصحف والفضائيات أياماً طويلة في مناقشة حركة منافية للآداب أتى بها لاعب بيديه وهل يستحق عليها إنذاراً أم لا بينما يظهر خبر حصول العالم المصري الفذ الدكتور مصطفى السيد على أعلى جائزة علمية في أمريكا في الأبحاث الخاصة بعلاج السرطان – يظهر هذا الخبر في خمسة أسطر في بعض صحفنا ؟
كم واحداً من جيل هذا اليوم يجهل من هو الشاعر العظيم فاروق جويدة في الوقت الذي يعلم فيه تفاصيل حياة وأخبار أي لاعب ولو كان حتى من لاعبي دكة البدلاء ؟
كم واحداً قرأ كتاب أحمد زويل صاحب نوبل عن سيرته الذاتية وقصة نجاحه وهوكتاب شيق لا يتجاوز ثمنه ثمن تذكرة الدرجة الثالثة في أي مباراة إن لم يكن أقل بدلاً من يتابع تفاصيل قصة شعر اللاعب الفلاني ؟
كم من هؤلاء الشباب قد قرأ كتاب الشيخ الغزالي رحمه الله "هموم داعية " أو مذكرات ألجمسي بطل حرب أكتوبر عن يوميات هذة الحرب بدلاً من متابعة رؤساء نادي الزمالك وهم يسبون بعضهم البعض بأقذع الألفاظ وعلى الهواء مباشرة ؟
ثم يتسائل الناس بعد ذلك : ماذا ألم بنا وإلى أين نحن ماضون ؟
لماذا تتعجبون ؟
ألم تصبح القدم أهم من القلم ؟!
هناك 7 تعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فعلا معك حق أصبح الشغل الشاغل عند الشباب والرجال والفتيات-إلا من رحم ربى -هو كرة القدم من فاز من غادر من سافر....كأنها أخبار فوز فلسطين وانتصارها على اسرائيل أو خروج امريكا من العراق أو أفغنستان أو اى دوله محتله أخرى...والله اذا كان رسولنا موجود بيننا الأنلنستحى ان ننظر اليه ونقول له نحن أمتك التى تعذبت من أجلها....
والله عار علينا أن ننفق الملايين فى الكره ونترك غزه بدون طعام أوشراب أودواء.....
نعم الرياضه لابد منها ولكن لكل شئ أهميته ووقته.....
متى سنفيق؟؟؟؟؟؟
أعتذر عن الإطاله
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد قمت من خلال هذه المقارنة بين القدم والقلم بعرض ذكي للتدهور الذي حدث للقيم الاجتماعية بشكل عام. أهنئك سيدي على اختياراتك.
زميلى العزيز ان ما كتبته اليوم لهو من صميم ما افكر فيه متى سنتقدم؟ متى يأتى علينا اليوم الذى نلبس فيه من صنع قطننا المصرى متى نستغل الصحراء متى ناكل في اوعيه مصريه وليست صينيه متى نصلى على سجادة مصريه متى متى متى؟؟؟ مليون متى ومليون علامة استفهام اعلم ان امريكا بجلالة قدرها لا تهتم بكرة القدم وتهتم جدا بكرة السله لانهم طويلى القامه فلم لا نستغل طاقاتنا ونعلم مواضع قوتنا وننميها ونعلم مواضع ضعفنا فنصلحها اصلاح اصلاح هو فين الاصلاح لا ارى الا وجوه قبيحه تظهر على الشاشات وارى وجوه منهكه على طابور العيش من اجل لقمه ممتلئه بالرمال امتى ياناس هنكون ناس يشار اليهم بالبنان كورة ايه والناس مش لاقيه تاكل وتتعالج حتى التعليم بقى خيبه تقيله ما زال مثلث الرعب قائم الفقر الجهل المرض اسفه لانفعالى لكن ما كتبت اثار شجونى
الي تسنيم
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لزيارتك وتعليقك الثري
الي زهرة العمر الجميل
تحياتي وشكرا لزيارتك وتعليقك القوي الصادر من القلب
انفعالك مشروع
شكرا مرة اخرى
مقال جميل جدا
و معبر عن واقع و حال الناس
انا لا اعتبر نفسي من مشجعي الكورة بالعكس انا لما بشجعها بيكون بافع وطني و ليس حبا فيها
بالعكس انا اكره التعلق الشديد بالكورة
لقد عبرت باسلوب جميل عما يحدث
و لقد استفدت انا شخصيا باسم الكتاب بتاع بطل حرب اكتوبر
اكون شاكر ليك لو قلتلي اسمه على اجده في معرض الكتاب القادم
الى بندق
شكرا لتعليقك الجميل
اسم الكتاب : مذكرات حرب اكتوبر للمشير محمد عبد الغني الجمسي
ارجو ان تستمتع بقرائته
إرسال تعليق