هل عمرك مجرد رقم في بطاقة هويتك ؟
أم أن عمرك يقاس بما قدمته خلاله ؟
أم أن عمرك الحقيقي هو ما تشعر به فعلاً ؟ ولماذا يشيخ بعض الناس مبكراً ؟
أحياناً تجلس مع شاب في الثلاثينيات فتجده مهموماً مكتئباً كأنما قد ضاقت به سبل الحياة وتنظر إلى وجهه فتجد التجاعيد قد تسللت إليه قبل أن يتسلل الشعر الأبيض إلى رأسه وتشعرك قسمات وجهه وإبتسامته الغائبة ونظرته للحياة بأنك تجلس مع عجوز في السبعين .
وفي أحيان أخرى ترى رجلاً قد جاوز الخمسين أو حتى الستين وقد إشتعل رأسه شيباً لكنك تجد وجهه نضراً وفي عينيه بريق وإبتسامته تعبر عن سلام داخلي ونفس صافية وقد إنطبع كل ذلك على قسمات وجهه فلا تجده إلا بشوشا تنجذب إليه بمجرد أن تراه .
عجوز الثلاثين يقبع في بيته في عطلة نهاية الأسبوع معرضاً عن الترفيه البرئ والأصدقاء فإذا ما ذهب معهم في بعض الأحيان تجده قد إنزوى في ركن مع صديق يحمل نفس صفاته فلا يستمتعان بترفيه أو جو جميل بل يقضيان الوقت كله في الحديث عن العمل ومشاكله وعن المال وأزمته العالمية وعن الفساد وأسعار الحديد وخلافه ثم يعود إلى بيته وقد زادته العطلة إكتئاباً فوق إكتئابه ويبدأ أسبوعه عابساً لم يستفد شيئا من عطلته .
أما العطلة لشاب الستين فهي شئ مقدس ففي هذا اليوم قرر الرجل ألا يتحدث في مشاكل أو هموم.
تجده على شاطئ البحر أو في الحديقة يضحك ويلهو مع أصدقائه وأبنائه وربما أحفاده ضارباً عرض الحائط بمشاكل العمل وهموم الحياة في هذا اليوم ليبدأ أسبوعه مشحوناً بطاقة جديدة ووجه مبتسم .
عجوز الثلاثين لا يفعل شيئاً أكثر من النظر إلى ما في يد الآخرين حسداً وحقداً رغم ما حاباه الله من النعم حتى يسود وجهه ويصاب بكل أمراض النفس السيئة وينطبق عليه قول الشاعر :
كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .
أما شاب الستين فوجهه المشرق دائماً هو النتيجة الطبيعية للرضا والقناعة بما يملك حتى ولو كان قليلاً .. لا يكره أحداً والصحة عنده أهم من المال والأبناء البررة في نظره نعمة لا تعادلها أموال الدنيا وإن كثرت .
هل عرفت الآن لماذا تجد أحياناً شاباً في الثلاثين وقد شاخت خلاياه من الداخل ورجلاً في الستين وهو في قمة الحيوية والنشاط ؟
إن العمر ليس مجرد رقم في بطاقة هويتنا ..
عمرك الحقيقي هو ما تشعر به حقاً .
أم أن عمرك يقاس بما قدمته خلاله ؟
أم أن عمرك الحقيقي هو ما تشعر به فعلاً ؟ ولماذا يشيخ بعض الناس مبكراً ؟
أحياناً تجلس مع شاب في الثلاثينيات فتجده مهموماً مكتئباً كأنما قد ضاقت به سبل الحياة وتنظر إلى وجهه فتجد التجاعيد قد تسللت إليه قبل أن يتسلل الشعر الأبيض إلى رأسه وتشعرك قسمات وجهه وإبتسامته الغائبة ونظرته للحياة بأنك تجلس مع عجوز في السبعين .
وفي أحيان أخرى ترى رجلاً قد جاوز الخمسين أو حتى الستين وقد إشتعل رأسه شيباً لكنك تجد وجهه نضراً وفي عينيه بريق وإبتسامته تعبر عن سلام داخلي ونفس صافية وقد إنطبع كل ذلك على قسمات وجهه فلا تجده إلا بشوشا تنجذب إليه بمجرد أن تراه .
عجوز الثلاثين يقبع في بيته في عطلة نهاية الأسبوع معرضاً عن الترفيه البرئ والأصدقاء فإذا ما ذهب معهم في بعض الأحيان تجده قد إنزوى في ركن مع صديق يحمل نفس صفاته فلا يستمتعان بترفيه أو جو جميل بل يقضيان الوقت كله في الحديث عن العمل ومشاكله وعن المال وأزمته العالمية وعن الفساد وأسعار الحديد وخلافه ثم يعود إلى بيته وقد زادته العطلة إكتئاباً فوق إكتئابه ويبدأ أسبوعه عابساً لم يستفد شيئا من عطلته .
أما العطلة لشاب الستين فهي شئ مقدس ففي هذا اليوم قرر الرجل ألا يتحدث في مشاكل أو هموم.
تجده على شاطئ البحر أو في الحديقة يضحك ويلهو مع أصدقائه وأبنائه وربما أحفاده ضارباً عرض الحائط بمشاكل العمل وهموم الحياة في هذا اليوم ليبدأ أسبوعه مشحوناً بطاقة جديدة ووجه مبتسم .
عجوز الثلاثين لا يفعل شيئاً أكثر من النظر إلى ما في يد الآخرين حسداً وحقداً رغم ما حاباه الله من النعم حتى يسود وجهه ويصاب بكل أمراض النفس السيئة وينطبق عليه قول الشاعر :
كالنار تأكل نفسها إن لم تجد ما تأكله .
أما شاب الستين فوجهه المشرق دائماً هو النتيجة الطبيعية للرضا والقناعة بما يملك حتى ولو كان قليلاً .. لا يكره أحداً والصحة عنده أهم من المال والأبناء البررة في نظره نعمة لا تعادلها أموال الدنيا وإن كثرت .
هل عرفت الآن لماذا تجد أحياناً شاباً في الثلاثين وقد شاخت خلاياه من الداخل ورجلاً في الستين وهو في قمة الحيوية والنشاط ؟
إن العمر ليس مجرد رقم في بطاقة هويتنا ..
عمرك الحقيقي هو ما تشعر به حقاً .
هناك 4 تعليقات:
المقارنة جديرة بالتفكير ومراجعة النفس ...
سعدت سيدي بقراءة كلماتك المعبرة ومواضيعك الشيقة..أصبت فأخطأ من تخيل أن العمر أرقاما تدون في مواثيق رسمية فقط وأنه كلما ازداد العمر سنينا ازداد القلب هماً..وكما ذكرت سيدي فالرضاوالإيمان أهما ما يميزان قلب شاب في الستين بل في أي عمر كان فيجعله مقبلا على الحياة يرى أجمل ما فيهاويستمتع به ويصبر على أسوئهاويؤمن تمام الإيمان أن فرج الله حتى وإن لم يظهر له مازال قريب وإن لم يناله في الحياة الدنيا فما أجمل وأروع أن يناله في دار الآخرة وبهذا يعيش يوما يعادل من حساباتنا البشرية سنينا وأياما لا في معدوده فقط بل في محتواه أيضا.
وهناك أمر هام سيدي فكثيرا ما يسند عجوز الثلاثين الى الظروف التي في وجهة نظره تجعله يعزف عن الدنيا ويحزن ولا يجد من الأصدقاء سوى الدمع والقلق يصاحبهماوأنا لا أنكر أن الظروف تلعب عاملا كبيرا ولا أستهين بما قد يمر به عجوز الثلاثين من ضيق في أي مجال من مجالات الحياة وأتفق معه أننا في أيام تفتقد لكثير من مقوماتها لإنشاء حياة هادئة سوية ولكني أختلف معه في المعالجة فلا بد من أن يجاهد نفسه لكي يعيش يوما سعيدا فالسعادة منبعها في الأساس القلب وأن يعيش بقلب مقبل على الحياة برضا نفسي وإيمان داخلي أن الحياة من أجمل ما وهبنا الله إياه.
I totally believe in what you are saying. Age isn't just a number. And we should certainly always remind ourselves to enjoy and cherish each and every moment we live. Thank you for reminding us with the important values in life
نتلقى أحيانا صفعات متتالية من الحياة تصيبنا كل واحدة بدوخة لا نستفيق منها الا و التي تليها قد وقعت علينا .... و لكن بين تلك و تلك نسمة عابرة نأبى الاستلذاذ بها لكي لا تصبح حسرة جديدة .....
كتاباتك معبّرة مشكورة
إرسال تعليق