يقال أن كثرة الشئ تفسده ..
هل يمكنك حصر عدد الفضائيات التي يمكنك التنقل فيما بينها بضغطة واحدة على الريموت كونترول ؟
ما هذا الكم الهائل من الفضائيات ثم ماهذه العشوائية في مستواها ونوعياتها ؟
نحن لا ندعوا بالطبع إلى إعلام مقيد في نفس الوقت الذي لا نسعد فيه بهذه الفوضى الفضائية .
منذ نهاية الثمانيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي إنطلقت آلاف الفضائيات الرسمية منها وشبه الرسمية والخاصة والموجهة إلى آخره .
وقد غطت هذه المحطات جميع الإتجاهات والإحتياجات ..
منها ما هو شامل أي سياسي إجتماعي عائلي ترفيهي ومنها ما هو متخصص كالقنوات الإخبارية والدينية والرياضية وقنوات الأفلام والأغاني والزواج والإقتصاد ناهيك عن القنوات الخليعة .
فما هي إيجابيات وسلبيات هذا الغزو الفضائي ؟
أما أن لهذه القنوات إيجابيات مقارنة بالإعلام الرسمي فبالتأكيد نعم ..
لقد ساهمت القنوات الجادة في عودة الوعي وإعادة تشكيل الرأي العام بعد عصور من سماع الأخبار الكاذبة والمفبركة والرأي الأوحد وإقتحمت مشاكل المجتمع وكشفت المستور عن كثير من بؤر الفساد والمفسدين وأصبحت برلماناً حقيقياً لملايين المواطنين الذين لا يكتفون بالمشاهدة فقط بل ويدلون بآرائهم على الهواء .
لقد أتاحت هذه القنوات تبادل الآراء بين كل الفرقاء بل وحتى الأعداء في مناظرات على الهواء تجعل المشاهد يكون رأياً حراً غير مفروض عليه .
لقد وصلت هذه الفضائيات إلى درجة عالية من التقنية تتيح للمشاهد وهو في بيته متابعة الأحداث على الهواء مباشرة .
لقد شاهد الناس الحروب بين الدول وقصف المدن والإنتخابات الأمريكية وإفتتاح الأولمبياد والزلازل والكوارث لحظة وقوعها في تغطية غير مسبوقة في التاريخ .
إن القنوات العلمية المتخصصة تنقل لك أحدث أخبار العلم بصورة مبسطة وجذابة .
أما عن السلبيات .. فإن هذه القنوات بتعددها وإرسالها على مدار الساعة مما تطلب عدداً هائلاً من البرامج قد أتاحت ظهور كل من هب ودب من مذيعين وضيوف وما يسمى بفنانين وفنانات ومطربين ومطربات والذين لم يمروا بلجان تقييم أوإستماع والذين لا يحظون بأي حضور أو لغة سليمة أو ثقافة أو مظهر أو حتى أخلاقيات مما ساهم-ضمن عوامل أخرى – في الإنهيار الأخلاقي والثقافي الذي نشاهده .
لقد تسببت هذه الفضائيات في خلق البلبلة والتشتت بنشرها أخباراً غير مؤكدة وأراءاً متحيزة بل وفتاوى غير موثوق بها .
إن بعض هذه القنوات قد تحول إلى ساحات للصراعات الشخصية وتخليص الحسابات !
لقد خالفت بعض هذه القنوات أبسط قواعد الإلتزام المهني في نشر الصورة أو الخبر وإقتحمت خصوصية الناس وحكمت في القضايا قبل المحاكم ونشرت الفضائح العائلية على الملأ .
وأخيراً وليس آخرا فلقد سلبت بعض هذة الفضائيات متعة الترفيه البرئ بإحتكارها وتشفيرها الأحداث الرياضية العالمية مما حرم السواد الأعظم من الناس هذه المتعة .
خلاصة الأمر أن الفضائيات بإيجابياتها وسلبياتها .. بحلوها ومرها هي إحدي ظواهر العصر الحديث .
إن أي متعمق في ما أحدثته هذة الفضائيات سلباً أو إيجاباً خلال أقل من عقدين من الزمان يجب أن يصنف العالم إلى .. ما قبل الفضائيات وما بعدها !
هل يمكنك حصر عدد الفضائيات التي يمكنك التنقل فيما بينها بضغطة واحدة على الريموت كونترول ؟
ما هذا الكم الهائل من الفضائيات ثم ماهذه العشوائية في مستواها ونوعياتها ؟
نحن لا ندعوا بالطبع إلى إعلام مقيد في نفس الوقت الذي لا نسعد فيه بهذه الفوضى الفضائية .
منذ نهاية الثمانيات وبداية التسعينيات من القرن الماضي إنطلقت آلاف الفضائيات الرسمية منها وشبه الرسمية والخاصة والموجهة إلى آخره .
وقد غطت هذه المحطات جميع الإتجاهات والإحتياجات ..
منها ما هو شامل أي سياسي إجتماعي عائلي ترفيهي ومنها ما هو متخصص كالقنوات الإخبارية والدينية والرياضية وقنوات الأفلام والأغاني والزواج والإقتصاد ناهيك عن القنوات الخليعة .
فما هي إيجابيات وسلبيات هذا الغزو الفضائي ؟
أما أن لهذه القنوات إيجابيات مقارنة بالإعلام الرسمي فبالتأكيد نعم ..
لقد ساهمت القنوات الجادة في عودة الوعي وإعادة تشكيل الرأي العام بعد عصور من سماع الأخبار الكاذبة والمفبركة والرأي الأوحد وإقتحمت مشاكل المجتمع وكشفت المستور عن كثير من بؤر الفساد والمفسدين وأصبحت برلماناً حقيقياً لملايين المواطنين الذين لا يكتفون بالمشاهدة فقط بل ويدلون بآرائهم على الهواء .
لقد أتاحت هذه القنوات تبادل الآراء بين كل الفرقاء بل وحتى الأعداء في مناظرات على الهواء تجعل المشاهد يكون رأياً حراً غير مفروض عليه .
لقد وصلت هذه الفضائيات إلى درجة عالية من التقنية تتيح للمشاهد وهو في بيته متابعة الأحداث على الهواء مباشرة .
لقد شاهد الناس الحروب بين الدول وقصف المدن والإنتخابات الأمريكية وإفتتاح الأولمبياد والزلازل والكوارث لحظة وقوعها في تغطية غير مسبوقة في التاريخ .
إن القنوات العلمية المتخصصة تنقل لك أحدث أخبار العلم بصورة مبسطة وجذابة .
أما عن السلبيات .. فإن هذه القنوات بتعددها وإرسالها على مدار الساعة مما تطلب عدداً هائلاً من البرامج قد أتاحت ظهور كل من هب ودب من مذيعين وضيوف وما يسمى بفنانين وفنانات ومطربين ومطربات والذين لم يمروا بلجان تقييم أوإستماع والذين لا يحظون بأي حضور أو لغة سليمة أو ثقافة أو مظهر أو حتى أخلاقيات مما ساهم-ضمن عوامل أخرى – في الإنهيار الأخلاقي والثقافي الذي نشاهده .
لقد تسببت هذه الفضائيات في خلق البلبلة والتشتت بنشرها أخباراً غير مؤكدة وأراءاً متحيزة بل وفتاوى غير موثوق بها .
إن بعض هذه القنوات قد تحول إلى ساحات للصراعات الشخصية وتخليص الحسابات !
لقد خالفت بعض هذه القنوات أبسط قواعد الإلتزام المهني في نشر الصورة أو الخبر وإقتحمت خصوصية الناس وحكمت في القضايا قبل المحاكم ونشرت الفضائح العائلية على الملأ .
وأخيراً وليس آخرا فلقد سلبت بعض هذة الفضائيات متعة الترفيه البرئ بإحتكارها وتشفيرها الأحداث الرياضية العالمية مما حرم السواد الأعظم من الناس هذه المتعة .
خلاصة الأمر أن الفضائيات بإيجابياتها وسلبياتها .. بحلوها ومرها هي إحدي ظواهر العصر الحديث .
إن أي متعمق في ما أحدثته هذة الفضائيات سلباً أو إيجاباً خلال أقل من عقدين من الزمان يجب أن يصنف العالم إلى .. ما قبل الفضائيات وما بعدها !
هناك تعليقان (2):
السلام عليكم ورحمة
الله تعالى وبركاته
موضوع حلو اوى يادكتور
وسليم كلامك جداً ماأنسى
حين ما سمعت (عيل صغير)بيقول
لصحبه (شفت حزب حسن نصرالله
عمل ايه فى اسرائيل !!!!!!!)
وذلك ايام حرب اسرائيل وحزب الله
اللبنانى الصيف قبل الماضى.لكن اسألك
ايهما فى رأيك افضل ما قبل ام ما بعد الفضائيات؟هل معرفتنا بكل الامور اتاحت لنا تغيير أى شىء اللهم الا رأينا الشخصى فى بعض الامور.
تحياتى لتدوينتك الجميلة اوى
إلى نورهاتي
السلام عليكم ورحمة الله
شكرا لك لاطرائك ومتابعتك المستمرة لجهدي المتواضع
في رأيي أن ما بعد الفضائيات رغم سلبياتها التي ذكرتها هو أفضل مما قبلها .كل المطلوب منا أن نفرق بين الغث والسمين وأن نتخير الأفضل.
شكرا مرة اخرى
إرسال تعليق