لو تحدث الناس فقط فيما يعلمون .. لساد الصمت العالم "برنارشو"

الخميس، 20 نوفمبر 2008

الخبرة والعلم .. وصراع الأجيال .

أيهما أهم .. أن تكون ذو علم غزير لكنك تفتقد الخبرة ؟
أم أن يكون لديك خبرة طويلة غير أنك لم تطور نفسك ؟


أما العلم بدون خبرة فليس عيباً شريطة أن يستفيد الإنسان بخبرة الأقدمين ولا يجد في ذلك غضاضة أو إنتقاصاً من علمه .
وأما الخبرة فقط دون أن يطور الإنسان نفسه فهي غير كافية على الإطلاق في زمن يتطور فيه العالم كل يوم وليس كل عام .

العلم دون الإستفادة من الخبرة والإكتفاء فقط بتطبيق ما إحتوته الكتب والمراجع هو نوع من التطبيق النظري الذي قد يفلح أحياناً ويفشل في معظم الأحيان .
والخبرة فقط دون الإستفادة من كل جديد حتى لو كان هذا الجديد عن طريق الأحدث سناً هي نوع من الجمود بل أحياناً نوع من السباحة ضد التيار .
أما الفتوى في أي شئ دونما علم أو خبرة فتلك هي الفهلوة بعينها ..

ويتحدث الناس كثيراً عن صراع الأجيال وهو في الحقيقة صراع بين التمسك بخبرات وأفكار الجيل الأقدم دون محاولة الإقتراب من الحديث وبين جيل أحدث لا يعترف بخبرة أصحاب الشعر الأبيض .

هذا الصراع لا تجده بين أصحاب المهنة الواحدة من مختلف الأعمار فحسب بل تجده أيضاً بين تروي الوالدين وحماسة الأبناء ..
ومن الذكاء أن يفهم الوالدان عقلية الأبناء عند طرح أي قضية للمناقشة وأن يفهم الأبناء أن حرص الآباء عليهم هو حب لا إحتكار وأن هناك خيطاً رفيعاً بين التروي والجمود وآخراً بين الحماسة والتهور .

إن الوصول إلى منتصف الطريق بين الطرفين يحقق الفائدة لكليهما غير أن ذلك يحتاج جهداً من الجيل القديم حتى يكتسب ثقة الجيل الأحدث .

وكما أن العلم والخبرة يكملان بعضهما البعض فإن الحماس والتروي يجب أيضاً ان يتكاملا ..
المطلوب فقط أن يكون كل طرف متقبلاً لسماع الطرف الأخر دون أحكام مسبقة .
وقتها لن يكون هناك ما يسمى بصراع الأجيال .

هناك تعليقان (2):

Daisy يقول...

أتفق معك في أن الخبرة والعلم لا بد من أن يسيرا في نفس الطريق وذلك لحياة افضل وإنجاز أكبر بخطوات أسرع لتحقيق الأهداف المرجوة.
وأختلف معك في صراع الأجيال فكم من أناس ينتمون إلى جيل سابق يتمتعون بخبرات وأفكار حديثةولماذا نعتبر تروي الوالدين وحماسة الأبناء صراع؟ فهو تطور طبيعي تكميلي وليس صراع على الإطلاق فلا بد من وجود من يكبح قليلا اندفاع الأبناء ولكن ليس معناه صراع ولكنه اختلاف متطلبات وتطلعات لاختلاف البيئة والحياة الراهنة.
ولكن نحن من نصنع هذا الصراع بصرف النظر عن الأجيال لعدة اسباب أهمها أننا نعتقد ان الأبناء من ضمن الممتلكات الشخصية التي ولا بد من أن توافق احتياج الآباء وتحقق امانيهم ورؤيتهم الشخصيةوأفكارهم سواء أكانت حديثة أم قديمة وبالتالي ينشأ الصراع بل تقام الحرب ايضا.
وكما ذكرت سيدي فمنتصف الطريق هو الحل الأمثل.
وأرى أنه لا يوجد ما يسمى أفكار قديمة واخرى جديدة إلا في توقيت حدوثها وصدورهافالحلال بين والحرام بين والمباديء والقيم مرساة أما والخروج عن التقاليد والدين فتلك ليست أفكار جديدة بل عقيمة ولا بد من إنشاء الأبناء منذ الصغر على ذلك قبل محاسبتهم واتهامهم بالصراع.
أما من يصمم على أفكار على سبيل المثال في عمله قديمة ولا يسعى للتحديث فذلك لأنه متعنت في رأيه أو قد أجهد من كثرة التحديث في حياته وكلاهما سيدي خطأ.
موضوع شيق سيدي حقا أحييك عليه كجميع ما تسعدنا به دوما.

Omaima يقول...

احييك على طرح هذه المسألة التي ستظل محور اختلاف بين أطراف عديدة حول من له الأفضلية: ذو الخبرة أم صاحب العلم.