أن تكون بعيداً عن وطنك وتشعر بالغربة فذلك شعور طبيعي ..
أما أن تكون في وطنك وتشعر بالغربة فتلك هي المشكلة !
غربة الوطن حين تكون بعيداً عنه كأرض وأهل وأصدقاء ربما تشعر بها وأنت بعيد عنه أو تنساها في زحمة العمل والمشاغل لكنك تتذكرها حين تطأ قدماك أرض المطار ..
تتذكرها في شكل المطار نفسه وفي زحمة الطريق إلى المنزل وفي السوبرماركت الذي تمر به وفي بائع الفاكهة على الناصية وفي الحلاق الذي في أول الشارع والمكوجي الذي في آخره وفي المدرسة التي قضيت فيها طفولتك وشبابك ..
تتذكرها حين تُقبل أهلك ويقبلونك وحين ترى الشعر الأيبض يتسلل عاماً بعد عام إلى رؤوسهم بعد أن تسلل إلى رأسك .
غير أن غربة الأهل حين تكون بعيداً عنهم بجسدك يمكن تعويضها أو فلنقل التقليل منها بصوتك وصورتك عبر النت ومن قبل هذا ومن بعده بروحك الطيبة معهم ومتابعة أمورهم وحل مشاكلهم خاصة بعد هذه الثورة الهائلة في تكنولوجيا الإتصالات والتي جعلت غربة هذه الأيام تختلف تماما عن غربة أيام زمان حين كان الخطاب البريدي هو وسيلة الإتصال والإطمئنان .
لكن ... هل البعد عن الوطن والأهل – رغم قسوته – هو الغربة الحقيقية ؟
ألا يوجد أناس في أوطانهم وبين أهليهم ويشعرون بالغربة ؟
تلك في رأيي هي الغربة الحقيقية ... غربة النفس .
ألم تر أباً يعيش بين أبنائه لا يعلم عنهم شيئاً ؟
قد تكون مشاغل الحياة هي السبب لكنها بالتأكيد ليست عذراً .
الا يوجد زوج يعيش مع زوجته وبنهما حاجز من الفتور وجمود المشاعر لا يراه الناس كلوح الزجاج الشفاف الذي لا تراه قبل أن تصطدم به ؟!
ألم تر إبناً لا يزور أبويه وهو يعيش معهم في نفس المدينة ؟
أليس من الممكن أن تكون أنت نفسك تشعر بالغربة وأنت في وطنك ؟
ألم تشعر بهذا الشعور حين تُظلم لأنك لا تملك واسطة ؟
إن الغربة ليست فقط في البعد عن الأهل والوطن .
إن غربة النفس هي الغربة الجقيقية وبدونها لن تشعر بالغربة ...
حتى ولو كنت في القطب الشمالي ...!
أما أن تكون في وطنك وتشعر بالغربة فتلك هي المشكلة !
غربة الوطن حين تكون بعيداً عنه كأرض وأهل وأصدقاء ربما تشعر بها وأنت بعيد عنه أو تنساها في زحمة العمل والمشاغل لكنك تتذكرها حين تطأ قدماك أرض المطار ..
تتذكرها في شكل المطار نفسه وفي زحمة الطريق إلى المنزل وفي السوبرماركت الذي تمر به وفي بائع الفاكهة على الناصية وفي الحلاق الذي في أول الشارع والمكوجي الذي في آخره وفي المدرسة التي قضيت فيها طفولتك وشبابك ..
تتذكرها حين تُقبل أهلك ويقبلونك وحين ترى الشعر الأيبض يتسلل عاماً بعد عام إلى رؤوسهم بعد أن تسلل إلى رأسك .
غير أن غربة الأهل حين تكون بعيداً عنهم بجسدك يمكن تعويضها أو فلنقل التقليل منها بصوتك وصورتك عبر النت ومن قبل هذا ومن بعده بروحك الطيبة معهم ومتابعة أمورهم وحل مشاكلهم خاصة بعد هذه الثورة الهائلة في تكنولوجيا الإتصالات والتي جعلت غربة هذه الأيام تختلف تماما عن غربة أيام زمان حين كان الخطاب البريدي هو وسيلة الإتصال والإطمئنان .
لكن ... هل البعد عن الوطن والأهل – رغم قسوته – هو الغربة الحقيقية ؟
ألا يوجد أناس في أوطانهم وبين أهليهم ويشعرون بالغربة ؟
تلك في رأيي هي الغربة الحقيقية ... غربة النفس .
ألم تر أباً يعيش بين أبنائه لا يعلم عنهم شيئاً ؟
قد تكون مشاغل الحياة هي السبب لكنها بالتأكيد ليست عذراً .
الا يوجد زوج يعيش مع زوجته وبنهما حاجز من الفتور وجمود المشاعر لا يراه الناس كلوح الزجاج الشفاف الذي لا تراه قبل أن تصطدم به ؟!
ألم تر إبناً لا يزور أبويه وهو يعيش معهم في نفس المدينة ؟
أليس من الممكن أن تكون أنت نفسك تشعر بالغربة وأنت في وطنك ؟
ألم تشعر بهذا الشعور حين تُظلم لأنك لا تملك واسطة ؟
إن الغربة ليست فقط في البعد عن الأهل والوطن .
إن غربة النفس هي الغربة الجقيقية وبدونها لن تشعر بالغربة ...
حتى ولو كنت في القطب الشمالي ...!